وجّه حجّة الإسلام سيد مهدي طباطبائي شيرازي، الذي يعرفه الإيرانيون بسبب وعطاته عن الأخلاق على التلفزيون الرسمي، إنتقادات عنيفة للرئيس أحمدي نجاد ومساعديه، وذلك في نقاش تمّ بثّه مباشرةً على القناة الثانية للتلفزيون الإيراني.
أخطر ما جاء في كلام حجة الإسلام طباطبائي شيرازي هو التشكيك علناً، ومن التلفزيون الحكومي، بـ”أولوية” الطاقة النووية، وهذا غير مسبوق في إيران!
وردّا على تركيز النظام على الطاقة النووية، قال طباطبائي: “لماذا تصرّون على شيء لا يمثّل أولوية وتُخفون ما يمثّل أولوية حقيقية خلفه؟” وأكمل قائلاً أن حق الناس في الزواج وفتح بيت والحصول على عمل هو أولوية اهم!
خطورة هذا الكلام من مرجع محسوب على النظام هو أنه يعكس ما تفيده المعلومات الواردة من طهران، ومفادها أن الشعب الإيراني بات يعتبر مشروع الطاقة النووية مشروعَ أحمدي نجاد وخامنئي، وليس مشروعاً وطنياً إيرانياً ينبغي الدفاع عنه! وهذا التطوّر يسقط حجّة الذين كانوا، في الغرب، يتخوّفون من أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية سيدفع الإيرانيين للإلتفاف حول النظام!
كذلك، يلفت النظر في حديث حجة الإسلام طباطبائي تخوّفه الشديد، مثله مثل معظم المراجع الدينية في “قم”، من أن سياسات النظام تُبعد الناس عن المذهب الشيعي! وحول هذه النقطة التي أصبحت شبه كابوس لكبار رجال الدين (بعد أن أصبحت المساجد خاوية في ساعات الصلاة!)، قال: “أودّ أن أطلب من الشعب أن يسامحني إذا كنت.. قد قصّرت في تأدية واجبي للحؤول دون ابتعاد الناس عن الإيمان”.
أخيراً، في تلميح شفاف إلى أحمدي نجاد، فإن طباطبائي يقول: من يتقلّد منصباً ليس مؤهلاً له يجدر به أن يتنحّى عن مسؤولياته، بدلاً من أن يتّهم الآخرين!
*
وفي مطلع الحلقة، قال طباطبائي لمقدّم البرنامج “مرتضى حيدري”: “أريد أن أوضح بأنني لا أسمح لك باستخدام ما سأقوله في هذه الحلقة من أجل ما تفكّر به أنت”!
وردّاً على سؤال حول كيفية إنتشار “الشائعات” في المجتمع، قال طباطبائي: “حينما تكرّر العزف على نفس الموضوع، فإنك تخلق شكوكاً لدى المستمعين. لقد هنّأت الرئيس مرة أولى لإعادة إنتخابه، وذلك يكفي. فلماذا تلحّ وتكرّ أن الملايين شاركوا في الإنتخابات واقترعوا لشخص معيّن قبل أن تعود لتهنئته مجدّداً؟”
“كم مرّة ستعبّر عن تقديرك لمشاركة الناس الكبيرة. هنالك مَثَل يقول: “لقد أخبرتني مرّة، فصدّقتك. وأخبرتني مرة ثانية، فبدأت الشكوك تساورني. وفي المرة الثالثة، بتّ متأكّداً أنك تكذب”!
“بدلاً من ذلك، فمن الأفضل لرجل بات الآن رئيس البلاد أن يسأل الذين أيّدوا أخصامه ماذا يريدون لكي يستطيع، كرئيس، أن يعبّر عن وجهات نظرهم أيضا”.
“الأنبياء كانوا متواضعين، وأظهروا اللين حينما تعرّضوا للهزء والسخرية. نحن لسنا أنبياء، ويجدر بنا أن نعتذر للشعب، على التلفزيون، عن الأخطاء التي ارتكبناها”.
وقد عاد مقدّم الحلقة، “حيدري”، الذي بدت عليه الصدمة من كلام طباطبائي ليسأل عن أسباب إنتشار “الشائعات” في المجتمع.
وأجاب طباطبائي: “المجتمع يشبه جسم الإنسان. حينما يعمل بصورة جيدة، فإنه يكون متوازناً. ولكن حينما نعبّر عن نزعات متطرّفة، فإن النتائج تكون مثل ما نراه اليوم. أنت طبيب، ولذا فأنت تعرف أنه لا ينبغي لك أن ترشّ الملح على الجُرح، بل عليك أن تضمّده”.
“لا نستطيع أن نَخفض رؤوسنا وأن نظن أن الناس لا يرون حقيقة ما نفعل. كلا، الناس يفهمون الأمور جيّداً”.
“لا ينبغي أن نقول أن كل ما يقوله الشعب هو أكاذيب”.
” أريد أن أقول للناس أن هنالك طرقاً أسهل وأقل تعقيداً لكي يُسمِعوا أصواتهم. ولكن الشخص الذي يكذب يبدّل رواياته باستمرار ويشعر بالذعر”!
“ليشهد الله على أنني استخدمت هذه الفرصة لأقول كل ما ينبغي قوله”.
“الشخص الضعيف وغير القادر على ممارسة مسؤولياته يتّهم الآخرين دائماً”.
“من يتقلّد منصباً ليس مؤهلاً له يجدر به أن يتنحّى عن مسؤولياته، بدلاً من أن يتّهم الآخرين”.
“لا تظنّ أنني مستعد أن أفعل أي شيء من أجل الجمهورية الإسلامية ومن أجل الحفاظ على المؤسسة. كلا. كثيرون يسألونني لماذا لا أتقلّد منصباً رفيعاً مع أنني من قدامى الثورة. وأنا أجيبهم دائماً: “لأنني لا أعرف كيف أزحف للحصول على منصب”!
وهنا طلب مقدّم الحلقة من طباطبائي أن يقول للناس من هو الشخص الذي كان “القائد” (خامنئي) يفكّر به حينما أعلن أنه “لا ينبغي نشر الشائعات عبر توجيه الإتهامات”.
فرد طباطبائي بأن “القائد” كان يخاطب الأمة كلها، بما فيها الأشخاص العاجزين والغاضبين.
وأضاف: “لا ينبغي لك أن تكثر التفكير في هذه النقطة وأن تصمّم على تحديد شخص معيّن كان القائد يقصد تحذيره هو بالذات”.
“حينما يعود طفل من المدرسة إلى البيت وينادي “أمّي” ولا يردّ عليه أحد، فإنه يكرّر النداء. وفي المرة الثانية، فإنه يرفع صوته ويظهر عليه ردّ فعل. وفي المرة الثالثة، فإنه قد يشرع حتى برمي الصحون… لماذا لم تسمعوا نداء الطفل من المرة الأولى حتى أصبحتم مضطرّين الآن للقيام بما تقومون به؟”
“ما أريد أن أقوله هو أنه ينبغي معالجة الوضع وليس دفعه نحو مزيد من السوء. للحؤول دون زيادة التوتّرات، ينبغي لنا أن نسعى لإعادة الهدوء المفقود”.
“الطاقة النووية مسألة مهمّة وهي حقّ لنا لا يجوز التنازل عنه. ولكن أليست القدرة على الزواج وبناء بيت والحصول على وظيفة حقوقاً لا يمكن التنازل عنها أيضاً؟ أليست لهذه المسائل أولوية على الطاقة النووية؟”
“لماذا تصرّون على شيء لا يمثّل أولوية وتُخفون ما يمثّل أولوية حقيقية خلفه؟”
“حينما عاد الإمام الخميني إلى البلاد، فإنه لم يقُل: “جلبت لك الطعام والماء”، لأن الناس كانوا في بحبوحة أنذاك. بالأحرى، فقد قال: “لقد جلبت لكم الروحانية”. في ذلك الحين، كانت الروحانية في خطر، ولذلك كانت الأولوية للإيمان في ذلك الحين”.
وهنا سأل مقدّم الحلقة “مرتضى حيدري” عن كيفية إنتشار الشائعات والإتهامات في صفوف النخبة، فأجاب:
“لا ينبغي أن نعتبر أن أي تقرير وأي اتهام بمثابة إطلاق مزاعم. بالأحرى، علينا أن نأخذ التقرير ونحقّق حوله، لأننا إذا لم نفعل ذلك فستتوقّف التقارير. إن ديننا نفسه ينصحنا بتحمّل المسؤولية”.
“للحؤول دون انتشار الشائعات علينا أن نتوقّف عن ترداد أشياء غير مهمّة تخفي خلفها أشياء مهمّة”.
“إن أفعالنا لا ينبغي أن تكون من النوع الذي يُبعِدُ الناس عن الإيمان”!
“إنهم يسألون: لماذا ظلّت النخبة صامتة؟ أنا لا أعتبر نفسي من النخبة، ولكن ماذا كان بوسعنا أن نفعل؟ أن نخرق الصمت لكي تشهّروا بسِمعتنا؟ ولكي تدمّروا مصداقيّتنا؟”
عن أحمدي نجاد ومشائي.. وشؤون الدين
“إذا كنتم تريدون أن تعيدوا الإيمان للناس، فعليكم أن تفعلوا مثلما حصل في مطلع الثورة: استخدموا السياسيين للسياسة- أما شؤون الدنيا، فاتركوها لـ”مراجع التقليد”. الدين ينبغي أن يُترَك لرجال الدين، وليس للعامّة”.
“أنا لا أعرف شيئاً عن الهندسة، ولذا فإنني لا أتدخّل في الشؤون الهندسية. والشيء نفسه ينطبق على شخص لا يعرف شيئاً عن الدين. فعليه أن يمتنع عن إبداء آرائه في الشؤون الدينية”.
“ينبغي للسيد (إسفنديار رحيم) مشائي أن يكتفي بالتعبير عن آرائه في حدود ما يفهم به وألا يتعدّاها إلى سواها”.
“مؤخراً، كتب هذا السيد (أحمدي نجاد)… في رسالة أن حكومته هي أكثر حكومات القرن الماضي ورعاً وإيماناً. ماذا يعني ذلك؟ حاشا الله! هل يعتبر نفسه أكثر ورعاً من الإمام الخميني؟”
“لقد عشت حياتي ولم يبقَ لي الكثير. ولكنني أودّ أن أطلب من الشعب أن يسامحني إذا كنت- لا سمح الله- قد قصّرت في تأدية واجبي للحؤول دون ابتعاد الناس عن الإيمان”.
ملخّص حديث ة الإسلام سيد مهدي طباطبائي شيرازي منشور على موقع “مير حسين موسوي”:
حجة الإسلام طباطبائي : “تلحّون على أولوية الطاقة النووية لتُخفوا ما يمثّل أولوية حقيقية خلفها”!!
كلكم ضايعين دين ودنيا ولاحول ولاقوة الا بالله
حجة الإسلام طباطبائي : “تلحّون على أولوية الطاقة النووية لتُخفوا ما يمثّل أولوية حقيقية خلفها”!!بفعل الاحتقان والاصطفاف الايديولوجي القائم في العالم الاسلامي فاءن مجرد لفظ (ولاية الفقيه) كاف لأثارة الخطر (السني – الشيعي) لدى الاسلاميين , وشبح (الحكومة الدينية) لدى العلمانيين والحداثيين والليبرالين , ولكن كما تقرأون هنا فانه ينطوي على فصل الدين عن السياسة على نحو عملي وأصيل , وفي اتون انشغال المراقبين بتزوير الانتخابات الاخيرة تم توزيع آيات الله كرافعة لموقف هذا الطرف السياسي او ذاك , فتم فرزهم ما بين (اصلاحي ومتشدد) .. ولكن مكانة هؤلاء تحول دون التحول السياسي وفق الظرف والمصلحة (كهاشمي رفسنجاني مثلا).. وما… قراءة المزيد ..
حجة الإسلام طباطبائي : “تلحّون على أولوية الطاقة النووية لتُخفوا ما يمثّل أولوية حقيقية خلفها”!!
It is absolutely wrong to believe that if the Iranian people are not supporting the nuclear project anymore, that they will not support the regime in case of an aggression. This is exactly what happened in lebanon in 2006. When Israel attacked, Hizbullah’s popularity went up! No matter what the pretext, the Iranians will support their regime against any aggression from Isreael. The nuclear issue is an internal power struggle and cannot be compared to an Israeli aggression at all.