تلقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالطرق الديبلوماسية طلبا لبنانيا بإثارة ملف عودة ليبيا الى التدخل في الشؤون اللبنانية مع العقيد معمر القذافي خلال الزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسي الى طرابلس الغرب في غضون الايام القليلة المقبلة.
وبحسب معلومات موثوقة تلقاها موقع “نهارنت” الإلكتروني فإن الطلب اللبناني جاء على أثر تقارير أكدت استقبال القذافي زعيم إحدى الفصائل الفلسطينية المتحالفة مع سوريا والناشطة في لبنان أكثر من مرة على مدى الأسابيع القليلة الماضية، وإقدامه على دعم نشاط هذا التنظيم بمبالغ مالية كبيرة مخصصة لتجنيد أكبر عدد ممكن من العناصر واستقطاب ما يمكن استقطابه من المجموعات السياسية اللبنانية.
وتأتي المحاولات الليبية للعودة الى الساحة اللبنانية بعدما تمكنت طرابلس الغرب من فك العزلة والطوق الدوليين اللذين فرضا عليها بعد اتهامها بأكثر من تفجير على الساحة الدولية، من خلال صفقة تضمنت التخلي عن خططها لاقتناء اسلحة الدمار الشامل والتعويض على أهالي ضحايا التفجيرات.
وقد نجحت كل سوريا وإيران خلال الاسابيع القليلة الماضية في إقناع ليبيا بالانضمام الى محورهما في لبنان على قاعدة “الخبرة” الليبية القديمة في لبنان، التي تعود الى مطلع الحرب لا سيما عامي 1975 و 1976 وما بعدهما من خلال تبنيها عددا من المنظمات الفلسطينية والتنظيمات اللبنانية خصوصا على الساحة السنية في طرابلس وبيروت وصيدا.
وعلى هذا الأساس، بدأ الجانب الليبي السعي لإحياء بعض المجموعات “النائمة” التي كانت محسوبة عليه في محاولة لإحداث بلبلة داخل الشارع السني بعدما احترقت ورقة “فتح – الإسلام”، ولم يعد بإمكان صانعيها والممسكين بها تسويقها والاستفادة من امكاناتها سنيا ولبنانيا، على الصعيدين المذهبي – العقائدي والأمني – المخابراتي.
وتسعى كل من دمشق وطهران من خلال محاولة توسيع تحالفهما على الساحة اللبنانية من خلال ادخال طرابلس الغرب الى إحداث اختراق على الساحة السنية عبر تأمين التغطية العربية السنية لهذا الاختراق بعدما أدى وقوف المملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج العربي في مواجهة المحور السوري – الإيراني في لبنان الى افتقاد التحالف السوري الإيراني لقاعدة سنية موثوقة في لبنان تحظى بغطاء عربي فاعل ومؤثر.
وتزامنت المحاولات السورية – الإيرانية لاختراق الساحة السنية اللبنانية ليبيا مع المساعي التي كثر الحديث عنها في الفترة الأخيرة عن جهود تبذلها كل من سوريا وإيران مع الرئيس نبيه بري في محاولة لتفكيك “لغم” إخفاء الإمام موسى الصدر من طريق العودة الليبية الفاعلة الى الساحة اللبنانية.
وقد كثرت في الآونة الأخيرة المعلومات التي تحدثت عن صفقة تسعى طهران لعقدها بين ليبيا وقادة الطائفة الشيعية في لبنان في خصوص قضية الإمام موسى الصدر على القاعدة نفسها التي اعتمدت لحل مشكلة ليبيا مع الغرب من خلال التعويض عن ضحايا تفجير طائرة “لوكربي” فوق اسكوتلندا، وملهى “لا بل” في المانيا، كتعبير ضمني وإقرار غير مباشر عن مسؤوليتها عن التفجيرين.
وترافقت هذه المعلومات مع تقارير نفاها رئيس مجلس النواب نبيه بري بشدة عن اجتماع عقد قبل أيام بينه وبين سيف الإسلام القذافي نجل العقيد الليبي معمر القذافي الذي تولى باسم مؤسسة القذافي التفاوض مع عائلات الضحايا في شأن التعويضات التي سددتها المؤسسة لقاء تطبيع العلاقات بين عدد من الدول الغربية وليبيا.
http://www.naharnet.com