لو صدقنا المرويات حول عاشوراء وكربلاء والحسين، فإن الحسين :
بالمقاييس الفقهية الإسلامية (السنية والشيعية)، شخص خارج على الحاكم وقد نال ما يستحقة لأن الخروج على الحاكم، حتى لو كان ظالما، حكمه، حسب الفقه الإسلامي، القتل.
بالمقاييس السياسية، كان كهلا ساذجا وعاجزا عن قراءة علاقات القوة واستيعاب أن عواطف الأنصار وحدها لا تكفي لانتزاع السلطة من يد امبراطور وصلت قواته لثلاث قارات.
بالمقاييس الإنسانية، هو شخص ذو أفق ضيق يرى ان السلطة منحة وراثية في ابناء عائلة معينة بسبب قرابتهم للرسول، وذو رؤية كهنوتية تُؤَلِّهُ الحاكم وتعبده.
من الناحية الدينية، لم يكن تقيّاَ ولا ورعاَ ولا زاهداَ.. بل كان، مثل أخيه وأبيه، ومثل كل كبار الصحابة مِزواجا، مُحباً للمال والجاه، ومترفاً من عطاءات بيت المال، ومُستخفاً بدماء المسلمين من أجل السلطة.
لا فارق بين الحسين ويزيد لو قرأنا التاريخ بموضوعية وعقلانية.
والحسين لم يكن ملاكا ولا شيطانا..كان شخصا عاديا وابن بيئته بكل بدائيتها واطماعها.
حتى الشخصية المثالية الوهمية،لو صدّقناها، لم تعد مثالية بمقاييس اليوم…
أي طفل في المرحلة الابتدائية يمتلك من المعرفة ومن الوعي الاخلاقي ما يتجاوز ما كان يمتلكه الحسين من وعيٍ بدائي ونرجِسيّات قائمة على وَهَم وراثة السلطة. الصورة الرومنسية التي كرستها الاعمال الادبية حتى لكبار اليساريين والماركسيين العرب.
ليست عاشوراء و كربلاء باكثر من حادث سير صغير أرادت له آليات الدعاية العقائدية والسياسية أن يتحول إلى نهر للدم والفوضى.
من صفحة حسين الوادعي على الفايس بوك
إقرأ أيضاً:
د. محمد الهاشمي: أنا.. مسلم شيعي إثنا عشري!
“عليّان”: الأسطوري والتاريخي قراءة تاريخية بدون تعصّب أو انحياز
من المُخرج الإيراني محمد نوري زاد: “رسالة إلى الإمام الحسين”!
