“الذين اغتالوا “محمد” هم أنفسهم الذي حملوا جثمانه حتى المقبرة. ولم يكن بوسعنا أن نعترض”!
لماذا اتخذ علي خامنئي موقفاً متشدّداً في خطبة الجمعة التي انسحب فور انتهائها الرئيس روحاني غاضباً؟ لأنه، حسب مقال نشرته جريدة “لوموند” يوم أمس، كان مهتماً بالدرجة الأولى بمواجهة “أزمة الشرعية” عبر تعبئة أنصاره خلفه باستخدام الوقود التقليدي للتعبئة وهو “العداء لأميركا”.
ولا يريد خامنئي أن يكرّر الخطأ الذي ارتكبه الشاه في سنة ١٩٧٨. حسب المحلل الإيراني “محسن ميلاني” (المقيم في أميركا). فبمواجهة المظاهرات الحاشدة ألقى الشاه خطاباً مهماً أعلن فيه أنه “سمع صوت الثورة”، وأقرّ بارتكاب أخطاء كبرى متعهّداً بإصلاح النظام. “وبذلك، فقد أضعف الشاه القاعدة المؤيدة له وأثار غضبها. وبعد ذلك بأشهر، تمّت الإطاحة بالشاه. ويتذكّر خامنئي تلك الحادثة، ولذلك فعل نقيض ما فعله الشاه في خطابه يوم أمس”!
وحيث أن خامنئي ينظر إلى ذكرى ضحايا الطائرة من الإيرانيين من زاوية موازين القوى داخل النظام، فقد اعتبر على الضحايا الإيرانيين لعملية إسقاط الطائرة الأوكرانية بمثابة “شهداء” يحق لعائلاتهم الحصول على تعويضات مالية، وذلك لإرغامهم على الصمت! وفرض النظام رقابة متشددة إلى أبعد الجدود على الجنازات التي يقوم بها أهالي الضحايا.
ويوماً بعد يوم، وفي كل أنحاء إيران، يتم نقل الجثث- أو ما تبقّى منه٩ا- لكي تُوارى الثرى وسط أجواء قاتمة يتسبّب بها الحضور الكثيف في الجنازات لعناصر المخابرات، ولعناصر “حرس الثورة” المسؤولين عن إسقاط الطائرة!
وتضيف “لوموند”: أخبرنا مواطن إيراني شارك في جنازة بمدينة “بابول” (شمال إيران) لـ”محمد عباس بور” (٣٣ سنة)، طالب الهندسة الميكانيكية الذي كان يتابع دراسته في كندا وقد قُتل في سقوط الطائرة: “انتزع أنصار النظام وقوى الأمن التابوت من أيدينا منذ خروجنا من الشارع الذي تقيم فيه عائلة الفقيد. إن الذين اغتالوا “محمد” هم أنفسهم الذي حملوا جثمانه حتى المقبرة. ولم يكن بوسعنا أن نعترض”!
وعلى حسابه في “إنستغرام”، يوم الخميس، نشر زوج فقدَ زوجته في سقوط الطائرة صورة زوجته وكتب تحتها: “سامحينا لأننا لم نكن قادرين على مواجهتهم! أنت فعلا شهيدة، ولكنك لستِ الشهيدة التي يظنّونها. أنت شهيدة قضية مناوئة لقضية أولئك الطُغاة الجَهَلة”!
*
هذا ما يخافه النظام: تشييع آية الله منتظري في ٢١ ديسمبر ٢٠٠٩، في قم
إقرأ أيضاً عن تشييع السيد محمد حسين فضل الله في بيروت، وزوجة آيةالله منتظري في “قم”: