على ماذا يا خليجي؟

(الكاريكاتور من موقع: http://www.ordoesitexplode.com/)

*

أولا انا احمل الجنسية السعودية ومن الحجاز ويبعد عني الخليج ما يقارب 3000 كيلو متر. وقبل عام 1950م لم يكن للخليج ذكر وكل ما نعرفه هو المحميات والبحرين. حتى بعد خروج انجليز في أواسط الخمسينات كانت كلها مستعمرات. الرئيس جمال عبدالناصر، رحم الله موتانا، عندما خرج علينا بفكرة القومية العربية ونبت بمقولة الخليج العربي،والذي كنا ندرسه في مقرراتنا الخليج الفارسي، حتى أواسط الخمسينات عرفنا الخليج العربي, تم ذلك بعد أن قام بانقلابه على الملكية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية والتي هيأت له الظروف بدعم ثورات التحرر العربي لاقتلاع بريطانيا وفرنسا من المنطقة حيث جهزت أمريكا لتحل مكانهما وصدّق المعلم(بتشديد الدال) كما كان يطلق عليه فانبرى يخبط يمينا ويسارا كحصان انطلق دون أن يتوقف عند خط نهاية السباق المرسوم. فتوفى رحم الله موتانا بالطريقة التي توفى بها ولحق به بعد ذالك جميع الفرسان الذين تجاوزوا خط النهاية كل بطريقة خاصة.

موضوع الخليج والدخول في متاهاته شأن الكبار الكبار. أنا فقط أشير بأصبعي الصغير وأسأل الله الا يقطع.لم تصبح كلمة خليجي على الدول الست الا عندما طرأت فكرة تجمع البتروليين. قبلها كنا نسمي الناس بأسمائهم حتى رزئنا بهذه الصفة التي التصقت بنا عن غير إرادتنا، وهي صفة ليست محمودة أينما اتجهت، علينا نحن المساكين وزرها و للبقية خيرها.

ما قصدته من كتابتي هذه أوجهه لكل من تسمى بخليجي.

أصاب بنوبة من الذهول وفقدان التوازن عندما أرى (النشاما) الخليجيين وهم ينظرون شزرا لكل جنسيات البشر الذين خلقهم الله ويتطاولون في الأعناق كما تطاولوا في البنيان وهم يقولون وباشمئزاز(هندي!!!!)(أندنوسي…)
(بنغالي!!!!)(عبد…على الأفارقة…) أصاب بالذهول كيف ينظر هؤلاء الناس الى أنفسهم وتخيلت لو لم يفتح الله خزائن الأرض بالنفط كيف سيكونون؟ دعنا من كيف كانوا؟……ولا تسل كيف كانوا؟….فتلك قصة شرحها يطول …كما قال الشاعر إبن الرومي.
خرجت من تحت أقدامهم الثروات, هل أخرجوها؟ هل كانوا يعلمون عنها؟ هل يستطيعون مواصلة إخراجها بأذرعهم؟ هل يملكون الحق الكامل في التصرف بها؟ هل يستطيعون التحكم في سعرها؟ هل يستطيعون بيعها لمن يريدون؟ انهالت عليهم الأموال التي تغطي عين الشمس, ماذا فعلوا بها؟ هل غير الكونكريت والمباني الشاهقة في أرض واسعة شيء آخر؟ هل صنعوا ما يلبسون؟ هل أنتجوا ما يقاتلون به؟ هل زرعوا ما يسد رمقهم؟ هل تصدقوا أن أسوأ الخدمات البلدية والصحية والبيئية والإدارية والتعليمية والرياضية والإنسانية هم فيها في أسفل القائمة؟.

هل تصدقون أن أموالهم تبخرت في ليلة وهم نائمون؟ هل تصدقون أن شعوبهم ترزح تحت الفقر والجوع والمرض والهم والغم والغبن والذل والهوان؟

إذا على ماذا يفخرون ويرفعون أنوفهم الى عنان السماء؟ كيف بالله لو أصبحنا غدا ووجدت الطاقة البديلة وبقوا مع بترولهم الذي لا ينفعهم إلا علاجا للجرب لنوقهم وتيوسهم وخرفانهم التي يساوي الواحد منها قيمة عشرة رجال كديّة شرعية؟ ترى ماذا سيصنعون بشاهق البنيان؟ هل سيتذرون فيه من الرياح والشمس يبحثون عن كلأ لأنعامهم لن يجدوه فقد دمروا البيئة وأضاعوا الماء عندما قاموا يزرعون البر في الصحاري القاحلة حتى نضب الماء من المصائد العميقة والذي تكوّن منذ ملايين السنين.

هل يدرون، هؤلاء الأكابر، أن الهندي وصل القمر؟ هل يدرون، هؤلاء الأكابر، ان البنغالي هو الذي توصل الى (اليوتيوب) الذي يزخر بمخجلات أفعال سفهائهم؟ هل يدرون أن الأندنوسي هو الذي يصنع الملابس التي يرتدون ويزرع الرز الذي يأكلون؟

شيء من التواضع أيها الخليجيون، واقصروا عن كفر النعم كما حدث يوم أمس في دبي عندما صرفت 20 مليون درهم على حفلة افتتاح فندق.

(افأمن أهل القرى ان يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون*او أمن أهل القرى ان يأتيهم بأسنا ضحى وهم يلعبون) صدق الله العظيم.

allehbi@gmail.com

جده/كاتب مستقل