لبنان لا يريد الحرب
Le Liban ne veut pas la guerre
Lebanon does not want war

عرب ومُسلمون بمعسكر (أوشفيتز)

0

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:

ذكرت مجلّة (تايمز أوف إزرائيل) أن وفدًا عربيًا مكوّنًا من 16 شخصًا من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سيُشاركون للمرة الأولى في رحلة دراسية تستغرق عدة أيام إلى بولندا بمناسبة إحياء ذكرى “المحرقة النازية”.

وبحسب المجلّة ووسائل إعلام عبريّةٍ أخرى، تضم البعثة شخصيات من دول عربية عديدة بينها سوريّة، لبنان، البحرين، السعودية، تركيا والمغرب، بالإضافة إلى فلسطينيين، مُضيفةً أنّ الوفد زار “معسكر الإبادة” في أوشفيتز، وسيكون أوّل وفد من نوعه يشارك بمسيرة إحياء ذكرى قتلى معسكر الاعتقال.

وشدّدّت (تايمز أوف إزرائيل) على أنّ الوفد جزء من برنامج “شراكة” الذي أقيم بعد إبرام اتفاقيات “أبراهام” التطبيعية من قبل شبان من دول عربية وكيان الاحتلال، وقال الرئيس الإسرائيليّ لمدير “شراكة”، عميت درعي: “هذا وفد مع أهمية تاريخية ونحن فخورون بأصدقائنا من كافة أنحاء العالم، الذين يرون الحاجة والمسؤولية لدراسة وتدريس دروس “المحرقة” في الشرق الأوسط والذي فيه أجزاء واسعة تنكر المحرقة وتصغّر حجمها وخصوصيتها”، على حدّ تعبيره.

ولفتت المجلّة الإسرائيليّة في تقريرها من بولندا إلى أنّه إضافةً إلى نشطاء بارزين ومؤثرين شباب، يضم الوفد عبد العزيز خميس محرر بصحيفة الشرق الأوسط السعودية، أنيسة نكراتشي من المغرب، والتي تقود منظمة نسوية إقليمية، فراس قاسم، معارض سوري وناشط اجتماعي، البروفيسور محمد الدجاني، والذي ينشط منذ سنوات عديدة لجعل تدريس “المحرقة” متاحًا في الوطن العربيّ.

لأوّل مرّةٍ من ثلاثة عقودٍ وفدٌ إماراتيّ حكوميٌّ رسميٌّ يُشارك بإحياء ذكرى “المحرقة” ببولندا

وبحسب التقرير الصحافيّ الإسرائيليّ، يصادف هذا العام أيضًا المرّة الأولى التي ستشمل فيها مسيرة الحياة وتاريخها الممتد لثلاثة عقود مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة التي سترسل وفدًا حكوميًا رسميًا للمشاركة في الحدث، مُوضحةً أنّ هذا الوفد ليس مرتبطًا رسميًا بمبادرة “شراكة” لكن توقيت الوفديْن الاثنيْن يعكس الواقع السياسيّ المتغير في الشرق الأوسط.

وأوضحت المجلّة أيضًا أنّ “جهود (شراكة) لا تقتصر على دول الخليج وحدها. هناك مندوبون آخرون من سوريّة ولبنان والسعودية والأردن ومصر والمغرب وتركيا والقدس الشرقية، بالإضافة إلى وفود من الإمارات والبحرين”، مؤكّدةً أنّ “المجموعة تشمل المؤلفين والنشطاء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي والسياسيين، باختصار، الأشخاص القادرين على مشاركة تجاربهم في بولندا مع جمهور على استعداد للاستماع”.

 

عائشة جلال من البحرين: زرتُ إسرائيل والنصب التذكاريّ ومتحف (المحرقة) بالقدس

 

عائشة جلال تعمل في اللجنة الوطنية البحرينية للتربية والعلوم والثقافة لليونسكو. زارت إسرائيل مع “شراكة” في أكتوبر الماضي وأتيحت لها الفرصة لزيارة متحف “ياد فاشيم”، النصب التذكاري والمتحف الوطني للمحرقة في إسرائيل، وقالت للمجلّة الإسرائيليّة إنّه بعد زيارة المتحف أرادت أنْ تأتي إلى بولندا وترى بنفسها معسكرات الإبادة.

وقالت جلال:”إنّه لأمر مذهل، في الواقع، ما رأيناه هنا. إنها تجربة صعبة للغاية، ولكن علينا أنْ نراها للتأكد من أنها لن تحدث مرة أخرى وتثقيف الناس في مجتمعنا لرؤية القصة الحقيقية، وليس القصة التي قدّمتها لنا وسائل الإعلام، لأن وسائل الإعلام تخبرنا كثيرا من الأكاذيب، إنها قصة مختلفة تماما – سمعت دائما أن المحرقة لم تحدث”، قالت.

 

مديرة شؤون الخليج في “شراكة” الكاتبة والناشطة فاطمة الحربي قادت أوّل وفدٍ بحرينيّ لإسرائيل

 

أمّا مديرة شؤون الخليج في “شراكة”، الكاتبة والناشطة من أجل السلام فاطمة الحربي البالغة (30 عامًا) فكانت متحمسةً لتوقيع “اتفاقيات إبراهيم” وتتطلع إلى علاقات أكثر دفئًا بين البلدين، وقامت الحربي بقيادة أوّل وفدٍ بحرينيٍّ من “شراكة” إلى إسرائيل في أكتوبر الماضي.

وتابعت الحربي: المعرفة عن “المحرقة” ضرورية لأنّ معظم الناس في المنطقة العربية ينكرون ويقولون إنّ ذلك لم يحدث قط، لذلك أعتقد أنّه من المهم بالنسبة لهم أنْ يروا أحدهم يتحدث عن ذلك بصراحة”، قالت.

ولفتت الحربي إلى أنّها بدأت بالنشر عن إسرائيل على وسائل التواصل الاجتماعي منذ زيارتها الأولى لإسرائيل في ديسمبر 2020 “لاحظت أنني كنت أحظى باهتمامٍ كبيرٍ، آمل أنْ نحصل على التغيير الإيجابي الذي أبحث عنه”، قالت.

وقال عميت درعي، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في “شراكة”: “جلب هذه المجموعة الشجاعة من المؤثرين من جميع أنحاء الشرق الأوسط للتعرف على تاريخ (المحرقة) ومشاهدته ونشر الوعي به في بلدانهم ومجتمعاتهم هو إنجاز تاريخي”، بحسب تعبيره. مختتمًا إنّه “من خلال مثل هذه المشاركات يمكننا حقًا أنْ نبني سلامًا دافئًا وتفاهمًا”، على حدّ تعبيره.

تأسست “شراكة” في ديسمبر 2020 بعد أشهر قليلة من توقيع إسرائيل على “اتفاقيات إبراهيم” التاريخيّة مع الإمارات والبحرين. تهدف المجموعة إلى البناء على العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية المنشأة حديثًا لإقامة علاقات حقيقية على مستوى الأفراد. وقال دان فيفرمان، مدير الاتصالات والشؤون العالمية في “شراكة”، هذا الأمر مفقود في دولٍ مثل مصر والأردن، اللتين أبرمتا اتفاقيات سلام رسميّةً مع إسرائيل ولكن سكانها معادون إلى حدٍّ كبير للدولة اليهوديّة، على حدّ تعبيره.

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.