ووقعت الواقعة، ولواقعيتها الشديدة قرّر التيار الوطني الحر بشدّه وشديده، الهجوم على شركة طيران الشرق الأوسط، فجأة صار ابن الحوت وحده الذي يبلع البحر، فيما نسي التيار أن هجوماً على شركة طيران الشرق الأوسط نشر قبل شهر ونصف نشر في جريدة ”الأخبار“ وللكاتب نفسه. فالعلاقة التي يسميها ابن التيار الوطني الحر الكاتب غسان سعود كانت سمناً على عسل بين العماد ميشال عون والحوت، فلماذا انقلبت الدنيا فجأة، وصار ابن الحوت حوتاً يبلع البحر فيما لم يتذكر ذلك العماد ميشال عون قبل فترة؟.
الحوت اعتبر ان الأمر وراءه تجاذبات سياسية كمثل الهجوم على قوى الأمن الداخلي والقضاء وغيرها. وكذلك محاولة رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون تغطية فضيحة موظف فاسد اتخذت شركة الميدل ايست قراراً بفصله من الخدمة. وبحسب الحوت، فإن الموظف المذكور كان يعمل مديراً لإحدى المحطات التابعة للشركة في أفريقيا (كانو ــ نيجيريا) ويدعى س.ص.. وارتكب مخالفات إدارية متعددة على فترات زمنية طويلة، ومنها إدخاله أشخاصاً إلى الطائرات من دون بطاقات سفر، والموظف طرد بتاريخ 23/3/2010، ولكن بعد تخفيف أسباب الطرد وذلك بعد تدخلات سياسية من الجنرال عون، أي ان الجنرال تدخل كثيراً لمنع طرد الموظف وللتخفيف من أسباب الطرد لأن الموظف مرشح التيار لأحد المناصب الوزارية.
المشكلة بالنسبة لي كمواطن أن الحوت لم يقدم على الادعاء قضائياً على الموظف كرمى لعيون الجنرال وهذا خطأ كبير يجب أن تتراجع عنه الشركة بسرعة، والجنرال يريد أن يحمي موظف مشهود له بالفساد، يعني من هالك لمالك لقباض الأرواح كما يقول المثل العامي.
والهجوم على حوت الشرق الأوسط زاد في الرقة حتى انفتق، فالنائب عن تكتل التغيير والاصلاح نبيل نقولا قرر كشف الفضائح التي لا توصف، التي تقوم بها طيران الشرق الأوسط، فهو يرى في الشركة مأساة لأنها تربح ولأنها تخطت مديونيتها منذ زمن طويل، كأنه عيب أن تربح شركة ملك مصرف لبنان.
ومع سيرة نبيل نقولا نتذكر نقولا الصحناوي، فالاسم يجر اسماً آخر، وخصوصاً أن مرشح التيار عن الأشرفية خسر الانتخابات النيابية في وجه السيدة نايلة تويني بعد أن قاموا بمهاجمتها ومحاولة اهانتها بحياتها الشخصية، كأنما يعيش اللبنانيون في القرن السادس عشر، أيام المماليك وأتباعهم، فنقولا الصحناوي ولأجل أن ينجح في الانتخابات النيابية مهما كان الثمن، أراد أن يعيدنا ٦٠٠ سنة إلى الوراء ووضعنا في التخلف، بدلاً من التقدم والتغيير والاصلاح الذي يدعيه هو وحاشية العماد ميشال عون والوزير جبران باسيل.
كأنما التيار صار ملكاً شخصياً لمجموعة من المشاكل الشخصية بين جبران باسيل وابن الخازن وكذلك بين نقولا والحوت وبين الصحناوي والتويني، وبمناسبة الحديث عن الصحناوي أيضاً هناك أيضاً قصة انطون صحناوي وهو للمناسبة ابن عم نقولا الصحناوي، ولكن الفارق بينهما أن نقولا ابن التيار العوني منذ حوالي العام حين قرر الترشح إلى الانتخابات النيابية في بيروت. في المقابل انطون ليس من مؤيدي الجنرال في سياساته الاقتصادية والحربية والأمنية، فأقاموا الدنيا ولم يقعدوها عليه. غريب كيف كل يوم نشهد ونراهم يهاجمون أشخاصاً لهم دورهم الانمائي والاقتصادي والاعلامي ويحاولون تدميرهم أو تدمير مكانتهم لدى الناس.
حين عاد الجنرال عون من منفاه الباريسي نزلنا إلى ساحة الشهداء نستقبله، هناك قبل أن يسمعنا خطابه الجماهيري المزلزل ضد الاحتلال السوري، دخل إلى ضريح الحريري، وكان في المكان عدد من سياسيي ١٤ آذار يستقبلونه، وبينهم جبران تويني، أراد جبران تويني أن يضع شال الانتفاضة على الجنرال، تكريماً له من أحد قادة الانتفاضة، ولكن ما حصل أن الجنرال دفع بجبران وترك لمرافقيه الأشاوس تكملة ما بدأ.
فليقل لنا الجنرال وصهره وباقي الأشاوس من حواليه من يريد أن يشتم اليوم وغداً من اقتصاديي واعلاميي لبنان لنفتش عن السبب الذي من أجله يقوم بذلك، فإن لم يكن أمراً خاصاً به فأكيد أنه أمر خاص بحوارييه الذين لم يكن يسمع بهم في السابق مناضلي التيار الذين قضوا في السجن سنوات طويلة، وحين تم تحرير لبنان تم رميهم خارج بيت الرابية كرمى لعيون طبيب الأسنان وطبيب السكري والطبيب النسائي.