استغربت اليوم أن يكتب الصديق محمد علي مقلد أن النواب الجدد “لا هم ١٤ ولا ٨ آذار.. هم مع السيادة الوطنية ولكنهم ليسوا “سياديين”!
يعني: لا هم مع “ثورة الأرز” ولا مع “عاشت سوريا بشار الأسد”؟ لا مع القتيل، ولا مع القاتل! مع “السيادة” ولكن ليس ضد “سلاح حزب الله”! “إعجاز”!
مثله اليوم تصريح الأمين العام للجامعة العربية، السيد أبو الغيط: “ستتمّ مساعدة لبنان ولم يتمّ التطرق إلى أيّ حديث خاص في موضوع سلاح حزب الله”. وهذا بعد لقاءاته مع رئيس الجمهورية، ورئيس الحكومة، ورئيس مجلس النواب، وحتى مع شخصيات “سيادية” مثل النائب (اللواء المتقاعد) أشرف ريفي والنائب كميل شمعون، ونائب “القوات” ريشار قيومجيان!
عجيب! كيف “ستتم مساعدة لبنان” المُصاب بـ”الإحتلال الإيراني” بدون ان يتم “التطرّق” إلى موضوع “سلاح الإحتلال”؟
وسط هذا “الإعجاز” غرّد رئيس المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”، الدكتور فارس سعيد قائلاً:
هذه “التغريدة” أزعجت اللواء ِأشرف ريفي (وهو نائب “سيادي” و”١٤ آذاري” حتماً) الذي ردّ عليها قائلاً:
“صديقنا فارس سعيد الذي طالما قدّرنا مواقفه في العلَن كما هو طالما قدّر مواقفنا في السر لأسبابٍ نعذرُه عليها، صديقنا الذي لا يتقن المزايدة، يدعونا دعوةً صادقة لقول قناعاتنا في المجلس النيابي، وهذه دعوة محقّة لو لم يقع صاحبها في فجوة الذاكرة وهو نادراً ما يقع فيها.”
وتابع: :لقد أسّسنا معاً منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وشهداء ثورة الإستقلال، نضالاً مشتركاً لتحرير لبنان، وفارس أكثر من يعرف أن دمنا مهدور كل ساعة ودقيقة، فلا نَخاله يزايد وهو الذي يعرف أن كلفة النضال باهظة، لكن التضحية حتمية من أجل لبنان.”
وتوجّه إليه قائلاً: “هاتِ يدك يا صديقي فارس، فالمَهمة الكبرى لم تنتهِ، الوقت لا يسمح بترَف التشتت والتمريك، بل يتطلب وحدة الجميع لاسترداد لبنان.”
كلام رقيق! ولكنه خارج الموضوع! ويتضمن قدراً من “الإعجاز”.. ومن الخطأ!
مقتدى الصدر.. اعترف بفشله!
إلا إذا كان اللواء أشرف ريفي يريد تكرار تجربة مقتدى الصدر في العراق! لقد فاز السيد مقتدى الصدر بأكبر كتلة نيابية في الإنتخابات التي جرت في أكتوبر ٢٠٢١. ولكن فوزه أسفر، قبل أيام، عن استقالة كل نوّاب كتلته بعد “يأسه” من تشكيل حكومة عراقية غير خاضعة للوصاية الإيرانية. والأدهى أن معظم مقاعد كتلته آلت الآن إلى الكتلة الشيعية الخاضعة لأوامر قائد فيلق القدس في الحرس الإيراني.
المطلوب من النائب-اللواء أشرف ريفي، ومن كل النوّاب “السياديين”، أن يطرحوا موضوع الإحتلال الإيراني للبنان في مجلس النوّاب، وهو مؤسسة دستورية، الآن، وليس غداً! لا أحد يطلب منه أن يحمل السلاح ضد حزب الله! هو، أو كتلة “القوات”، أو “النواب التغييريين” (الذين هم “مع السيادة الوطنية ولكنهم ليسوا سياديين”!!)
حضرة النائب-اللواء، وأصدقائه: موضوع الإحتلال ينبغي أن يُطرَح في المؤسسات الدستورية الآن!
وإلا فإنه سيُطرح بقوة المحاعة القادمة.. في الشارع!! وربما بالعنف الأهلي!
أو أنه قد يُطرَج “من الخارج”: نتيجةً حرب قد تشعلها إسرائيل التي تعرف ضعف النظام الإيراني ووكلائه، أو إيران للخروج من مأزق مفاوضاتها مع الأميركيين.
كما قال السيد أشرف ريفي: لم يعد اللبنانيون يملكون “ترف” الإنتظار! البلد على وشك الإنهيار، وربما الإندثار!
تجربة “الحريرية السياسية” و”تيار المستقبل” انتهت إلى الفشل!
للتذكير، لقد انتصرت ١٤ آذار في إنتخابات ٢٠٠٩، وحصدت “الأغلبية النيابية”. وكانت “كتلة المستقبل” أكبر كتلة نيابية. وتأمّن لها دعم سعودي هائل! مع ذلك، كانت الحصيلة النهائية لما يمكن تسميته “الحريرية السياسية” هي تسليم البلد، خصوصاً بعد التفاهم القواتي-العوني، إلى حزب الله!
الساعة الآن لـ”القطيعة” مع الإحتلال! ولـ”مواجهة الإحتلال”! وليست لـ”تكرار” تجربة “تيار المستقبل” وحكومات الحريري!
إما منبر مجلس النوّاب لإعلان “القطيعة” مع “وكلاء الإحتلال”!
أو “المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني”!