القرار بيد “الحرس”: معركة “حلب” تُبعد احتمال عودة “الحزب” من سوريا

0

المركزية- حزب الله سينسحب من سوريا عاجلا ام آجلاً. المعادلة غير خاضعة للنقاش، حتى داخل الدائرة القيادية العليا في الحزب.

لكن النقاش يتمحور حول الموعد، وما اذا كان قبل أم بعد انجاز التسوية السياسية التي تحاك خيوطها في جنيف برعاية اميركية- روسية. هذا الموعد يخضع لمزاجين يتقاسمان الرأي في مجلس شورى الحزب منذ مدة، فالاول يتمسك بالبقاء واستمرار القتال الى جانب النظام لانه المحور الرابح في النهاية ما دامت ايران تملك اوراقا ضاغطة توظفها في المنطقة، بدليل ان كل القوى الدولية المناهضة للرئيس بشار الاسد والتي كانت ترفع “رحيله” شرطا اول في اي حوار سلمي، اسقطت شعارها ولم تعد تأتي على ذكره، وحتى لو تمت التسوية، يعتبر اصحاب وجهة النظر هذه، ان الانسحاب سيكون تحصيلا حاصلا في سياق خطة دولية من أجل انسحاب العناصر الأجنبية المقاتلة كافة من الأراضي السورية، سواء أكانت مع النظام أم مع المعارضة، وهذا سـيحتم على الجميع انذاك الانسحاب بحيث يكون الحزب انجز الجزء الاكبر من مهمته في الداخل السوري تقريباً. اما الثاني فيقرأ التطورات من زاوية مختلفة، سيما بعد حزمة الاجراءات والتدابير الاميركية والعربية والخليجية التي ضيقت الخناق على الحزب الى الحد الاقصى، ويؤكد ضرورة العودة العسكرية الى الداخل والتفيؤ بكنف الشرعية من خلال سلة حل تؤمن له مكاسب سياسية، قبل فوات الاوان واشتداد الخناق الى درجة الاختناق، خصوصا في ظل ضغط بيئة الحزب التي ما عادت تحتمل سقوط مزيد من الضحايا سيما ان المعطيات تؤشر الى صعوبة ايجاد حلول قريبة للازمة السورية، اقله في المدى المنظور…

انتخاب رئيس للجمهورية ينتظر معركة حلب أيضاً!

ويقول مصدر سياسي مطلع على ما يدور في اروقة الحزب القيادية لـ”المركزية” ان وجهتي النظر ما زالتا تخضعان لجولات معاينة وبحث معمق، خصوصا لناحية الجدوى والسلبيات والايجابيات المترتبة جراء اعتماد احدهما، لكن القرار في مطلق الاحوال لن يصدر عن الحزب، فمفتاحه في جيب الحرس الثوري الذي يحرك احجار الـ”دومينو” بما يتلاءم ومصالحه في الاقليم، مستفيدا من عامل الوقت الضاغط الذي يتحكم بالمفاوضات السورية، تحت وطأة ضرورة التوصل الى الحل قبل الانتخابات الرئاسية، ليفرض شروطه، فإما ان تُلبى او يستمر في لعبة المناورة وتقطيع الوقت حتى هذا الموعد، الذي يراهن على ان زمام الامور سيعود اليه انذاك، لان الدول الراعية ستنشغل باستحقاقاتها الانتخابية الداخلية، ويحقق تاليا الانتصارات التي يتطلع اليها.

وتبعا لذلك، يضيف المصدر، ان كل ما يدور في الفلك اللبناني من تكهنات حول موعد عودة الحزب من الميدان السوري يبقى من دون جدوى، بما يجعل القضية أشدّ تعقيداً، خصوصا ان ايران تتمسك بمواقفها المتصلبة اكثر من اي يوم مضى وترفض تقديم تنازلات يريدها منها بعض دول الغرب لا سيما منها الاستحقاق الرئاسي اللبناني الذي تحاذر روسيا والولايات المتحدة الاميركية، الطلب المباشر من ايران فك اسره، لكونهما تعلمان جيدا ان المقابل سيكون مكاسب سياسية لمحور ايران تكرسها التسوية السورية.

وتختم بالاشارة الى ان الحزب ، وفي هذا التوقيت بالذات، ليس في وارد الانسحاب من سوريا، ذلك ان ضجيج الاستعدادات لمعركة حلب يفوق كل بحث في امكانات العودة، والتركيز منصّب على تحقيق النصر لتوظيفه في مفاوضات جنيف حينما تنضج ظروف استئنافها.

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.