الحزب لجمهوره: “اطمئنّوا، “الجليل” بعد.. “القصير”!

فرض حزب الله على الانصار والمحازبين الصمت عن أعداد القتلى الذين يسقطون في حروب سوريا، بعد ان خرجت الجنازات عن السيطرة، وبدأ اهالي القتلى يرفعون الصوت عاليا منددين بإرسال أبنائهم الى جبهات القتال السورية، تحت ذرائع مختلفة!

وتشير معلومات من جنوب لبنان إلى ان حال التململ بين الاهالي بلغت حد مواجهة قيادات حزب الله الذين ينتدبهم للمشاركة في الجنازات بسيل من الاسئلة والاتهامات التي تخرج أحيانا عن سياق التشييع لتصل الى اتهامات بالفساد والاثراء غير المشروع على حساب المقاومين.

“مشاعات” مسروقة وسيارات 4X4

وتضيف انه أثناء انعقاد مجلس عزاء في “حسينية” في قرية جنوبية، ضم اكثر من 200 مشارك، وبحضور قياديين من حزب الله، بدأ المعزون الحديث في “المحرمات”. وأبرزها مصادرة املاك “المشاعات” التابعة للقرى والبلديات والبلدات الجنوبية من قبل مسؤولي حزب الله، وحركة “امل”، بالتواطوء مع رؤساء البلديات والمخاتير، فتلاشت الاملاك العامة وأصبحت املاكا خاصة يملكها عناصر ومحظيون من الحزب.

وانتقل الحديث من” المشاعات” الى مظاهر البذخ التي تظهر على المسؤولين، من سيارات “الدفع الرباعي” الى استقدام عاملات المنازل، وصولا الى شراء المنازل في بيروت وسوى ذلك. بعدها انتقل الحديث الى سوريا و”مقام السيدة زينب”، فاجمع جمهور المعزين على ان المقام لا يحتاج الى حماية، “فالمؤمنون يؤمنونه طلبا للحماية والشفاعة منذ قرون، وباطلة هي الحجة التي يساق فيها اولادنا للذبح في سوريا”!

وتشير المعلومات ان الحديث تشعب وصولا الى سؤال: “اين المفر إذا ما تعرض الجنوب لهجوم إسرائيلي”؟ خصوصا أن مقاتلي الحزب ينتشرون في سوريا، وان الحزب مارس “الاستكبار” على مواطنيه للبنانيين، بحيث لم تعد هناك منطقة لبنانية ترغب في احتضان موجات نزوح جديدة؟

عندها انتفض شيخ معمم من الحزب الالهي يشارك في مجلس العزاء، وبدأ يسهب في شرح عناصر القوة في الحزب وصولا الى الرد على هواجس المشيعيين، بالقول :”لن نتوجه شمالا، بل استعدوا للتوجه جنوبا الى الجليل الاعلى! مقصدنا الجليل، وسنخترق خطوط العدو الاسرائيلي، وسنحتل الجليل الاعلى”! وأعقب كلامه بالطلب الى المشيعيين” الصلاة على سيدنا محمد”.

وكانت المفاجأة كبيرة، فساد الصمت والوجوم في الحسينية، ثم علت اصوات الاستهجان والاستخفاف بالانتفاخ الذي اصاب حزب الله والغرور، الذي أصاب رؤوس قياداته! حد احد المشيعيين سأل الشيخ الالهي: “هناك 600 الف يهودي يعيشون في الجليل، وفي حال تم أسرهم، هل تستطيعون إطعامهم”؟

وانفض مجلس العزاء وسط تساؤلات عن الامين العام لحزب الله ولماذا لا يخرج الى الانصار والمحازبين ليطمئنهم او ليطلعهم على الوجهة والمصير، وسط تزايد اعداد القتلى وتواتر اخبار “النكسات” في” القصير” و”جبهة السيدة زينب”.