“أوليفييه روا”: هل أوروبا مسيحية؟

0

 

شارل جيغو » (جريدة “الفيغارو”)– خاص بـ”الشفّاف

إن تلك المسيحية الموروثة بالمعنى الدقيق، وتلك بالمناسبة هي الحجة التي يتم استخدامها للدفاع عنها أمام المحاكم، تنسجم بسهولة مع فكرة أن لأوروبا « جذوراً مسيحية ». ولكن ذلك لا يكفي القساوسة أو الكهنة، الذين كانوا قد ندّوا بجماعة « العمل الفرنسي » Action Française في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين لذلك السبب بالذات.

وهكذا ينتهي « أوليفييه روا » إلى وجود فراغ روحي لم تعد تملأه أية « يوتوبيا ». وبدون شك فإن الواقعية التاريخية- وهذه تعادل التشاؤم- ينبغي أن تدفع المسيحية لإدارة ظهورهم وتشكيل مجتمعات معزولة أمام صعود موجات « البرابرة »، كما ينبغي أن تدفع « الرجل الأخير » الذي تحدّث عنه « نيتشه » للتحديق في العَدَم.

ويتبقى لهم حلّ آخر يتمثّل في الضغط السياسي على المشرّعين وعلى القضاة- والمَثَل الأخير، حتى الآن، هو « زواج المِثليين ». ولكن الحصيلة ليست حاسمة، سواءً في فرنسا أو في غيرها. وهنا لا يبقى سوى إعادة الفتح الروحي، التي تأخذ أشكالاً متنوعة، ومتعثرة في الغالب، عبر جماعات « المبشّرين » Evangilistes والجماعات « الكاريزمية » Charismatiques.

يقول « أوليفييه روا »: « يؤسفني أنه لا يوجد طريق وسطي بين العلمانية والأصولية المِعيارية التي تعتنقها الكنيسة في يومنا والتي تضعها في موقع جندرمة (دركي) الأخلاق الحسنة ». أي « طريق نبوّة » يجد أوروبا في مساره. ويخلص إلى أن « أوروبا هي الجسم الوحيد الذي يمكن، بعد، أن نبثّ فيه روحاً ما ».


قبل خطفه في سوريا، الأب باولو داليليو: « لا ينبغي لنا أن نظهر كمشرّعين، بل ينبغي علينا أن نظهر كأنبياء »!

*

ملاحظتان:   يعتبر « أوليفييه روا » أن « ثورات » ١٩٦٨ كانت النقطة الفاصلة للتحوّل الأنثروبولوجي الذي يشير إليه، أي إلى انفصال أوروبا عن المسيحية.أما عن إشارته إلى « طريق النبوّة » فالمقصود به شخصيات مثل « الأب داليليو » الذي اختطفته « داعش » في سوريا والذي لم يُعرف مصيره. ويقول: « أشير في كتابي الجديد إلى الأب « باولو داليليو »، الذي التقيته قبل شهرين من اختفائه، والذي تأثرت كثيرا به. وقال لي: « لا ينبغي لنا أن نظهر كمشرّعين، بل ينبغي علينا أن نظهر كأنبياء »!

 

إقرأ أيضاً، على صفحة الشفاف الفرنسية:

L’Europe est-elle encore chrétienne? 

Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments
Share.