مقبول شعبياً، وفي أوساط التجّار، وأبرز خبراء مشروع “مدينة الحرير”
حسب بعض الصحف المحلية، كالقبس والراي، ومصادر محلية، سيتم تكليف وزير الخارجية السابق هل يمثل تكليف الشيخ محمد الصباح لرئاسة الوزراء.. نقلة نوعية للكويت؟لرئاسة الوزراء في الكويت، خلفا للشيخ صباح الخالد الذي أصدر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد أمرا أميريا بقبول استقالة حكومته بتاريخ 10 مايو الماضي.
من المهام التي تنتظر حكومة الشيخ محمد الصباح، حضور جلسة مجلس الأمة لإقرار موضوع الميزانيات والحساب الختامي والحالة المالية للدولة، رفع مرسوم حل مجلس الأمة، تحديد موعد الانتخابات، والإشراف على العملية الانتخابية وإعلان النتائج.
وتُعتبر حكومة الشيخ صباح الخالد المستقيلة هي الرابعة له إذ لم تدم سوى 99 يوما، وقد كُلّف بتشكيل الحكومة 4 مرات خلال عامين ونصف العام، كانت أولاها في نوفمبر 2019، والثانية في ديسمبر 2020، والثالثة في مارس 2021، والرابعة في ديسمبر من العام نفسه 2021.
وقبل الاستقالة الرابعة تقدمت حكومة الشبخ صباح الخالد بطلب إعفائها من مهامها 3 مرات، أولاها في أكتوبر 2020، والثانية في يناير 2021، والثالثة في نوفمبر من العام ذاته، وبعضها مرتبط باستجوابات برلمانية.
وتأتي الاستقالة الأخيرة لحكومة الشيخ صباح الخالد بعد ما يزيد على شهرين من استقالة وزيري الدفاع الشيخ حمد علي الجابر، والداخلية الشيخ أحمد المنصور، في 16 فبراير الماضي، اعتراضا على ما اعتبرا أنه “تعسف من النواب في استخدام أداة الاستجواب”.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي ضجت أمس الأثنين بالتبريكات وتقديم التهاني للشيخ محمد الصباح عقب تداول أنباء عن اختياره رئيسا للحكومة الجديدة، والذي أشارت إليه صحيفتا “القبس” و”الراي” اليوم.
وبالرغم من عدم إصدار أمر رسمي حتى الآن فيما يتعلق برئيس الحكومة الجديد، فإن اسم الشيخ محمد الصباح كان من ضمن الأسماء المطروحة والمتوقع اختيارها لتشكيل الحكومة الجديدة إضافة إلى اسم وزير الداخلية ونجل الأمير الشيخ أحمد النواف.
ولد الشيخ محمد السالم العام 1955، وهو الابن الرابع لأمير دولة الكويت الثاني عشر الشيخ صباح السالم الصباح، الذي تولى إمارة الكويت منذ العام 1965 حتى العام 1977.
وتنحدر والدة الشيخ محمد من الأسرة الحاكمة أيضا، وهي الشيخة نورية أحمد الجابر الصباح، وهو شقيق الشيخ سالم صباح السالم وزير الدفاع سابقا.
درس الشيخ محمد في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية ”كليرمونت“ في ولاية كاليفورنيا، كما حصل على دكتوراه الفلسفة في الاقتصاد من جامعة ”هارفارد“ في أمريكا.
شغل الشيخ محمد الصباح عددا من الوظائف، منها معيد عضو بعثة بقسم الاقتصاد في كلية التجارة والاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة الكويت، لمدة 6 سنوات امتدت منذ العام 1979 حتى العام 1985.
وفي العام 1985، عيِّن أستاذا في قسم الاقتصاد بذات الكلية، وفي العام 1987 انتدب إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية لمدة سنة.
وعيِّن الشيخ محمد في عدة مناصب منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي، ففي العام 1993 عيِّن سفيرا للكويت لدى الولايات المتحدة الأمريكية، واستمر في هذا المنصب حتى مطلع العام 2001 حيث تم تعيينه آنذاك وزير دولة للشؤون الخارجية.
وفي منتصف العام 2003 شغل الشيخ محمد الصباح منصب وزير الخارجية ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل بالوكالة.
وفي مطلع العام 2006 تم تعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية، وأعيد بعد 4 أشهر فقط تعيينه بنفس المناصب، كما شغل ذات المناصب في التعديلات الوزارية العام 2007 و2008، و2009 كذلك حيث عيِّن بذات المناصب إضافة إلى شغله وزارة النفط بالوكالة.
وفي العام 2011 قدَّم الشيخ محمد استقالته من منصبه كوزير للخارجية، وذلك “احتجاجًا على خلفية قضية إيداعات مليونية تم إثارتها آنذاك، وقيل بأن مسؤولين حكوميين ونواب متورطون فيها”، بحسب تقارير إعلامية سابقة.
وفيما يتعلق بتكليف الشيخ محمد الصباح برئاسة الحكومة، يرى بعض المراقبين أن المسألة تأتي في ظل أوضاع حساسة جدا، سواء تعلقت بالشأن المحلي أو ارتبطت بعلاقات الكويت الإقليمية والدولية. فحسب البعض، يأتي التكليف فيما تراجع المستوى التنموي والإداري في البلاد وتوسّع ملف الفساد بصورة خطيرة، حتى أن اسم رئيس الوزراء السابق الشيخ جابر المبارك مطروح ضمن ملف فساد كبير لا تزال المحاكم الكويتية تنظر فيه.
ويقول مراقبون إن اسم الشيخ محمد الصباح طُُرِح لأنه لم يبقَ سوى قلة قليلة من الشيوخ، والشيخ محمد أحدهم، ممن لم تتلطخ أيديهم بقضايا فساد ولم يتحالفوا مع شخصيات مرفوضة شعبيا.
ووفق البعض، فإن الشيخ محمد الصباح معروف باهتماماته الاقتصادية، وبعلاقاته السياسية الواسعة خارج الكويت، وبعلاقاته السياسية والثقافية مع الأكاديميين والباحثين السياسيين داخل الكويت. كما أنه أحد مؤيدي قوانين الإصلاح الاقتصادي والتعليمي والاستثمار الأجنبي، ومن مؤيدي تحويل الكويت إلى منطقة تجارية حرة.
وهو أحد أهم الخبراء والاستشاريين في مشروع “مدينة الحرير” الذي كان حلم الراحل الشيخ ناصر صباح الأحمد (نجل أمير الكويت الراحل).
وفيما يتعلق برأي التجار في تكليف الشيخ محمد الصباح، تفيد المعلومات بأنهم لا يرون فيه معرقلا لأفكارهم، وذلك لاهتمامه بملف الإصلاح الاقتصادي، وحرصه على تفعيل سياسات تحرير السوق.
أما على المستوى الشعبي، فموقف الشيخ محمد الصباح التاريخي في عام 2011 مما يسمى بـ”الإيداعات المليونية”، أضافَ لرصيده الكثير.
فهل سيمثّل تكليفه برئاسة الوزراء نقلة نوعية للكويت ويساهم في تغيير الأوضاع المتعلقة بالملفات الحساسة، خاصة ملفي التنمية والفساد؟