في أحدث إحصائية مصرية يتبين الآتي:
يوجد في مصر 140 ألف مسجد
يوجد في مصر حوالي 2000 كنيسة
يوجد في مصر 47 ألف مدرسة حكومية وخاصة
يوجد في مصر عشرة آلاف معهد أزهري
يوجد في مصر 1848 مستشفى ويوجد بها 130 ألف سرير
يوجد في مصر 126 ألف طبيب
يوجد في مصر حوالي مليون مدرّس
يوجد في مصر 5148 منشأة رياضية
يوجد في مصر 1800 حديقة عامة
من الإحصائيات السابقة يتضح أن عدد المساجد في مصر يبلع أكثر من ضعف عدد المدارس والمستشفيات والمنشآت الرياضية والحدائق العامة مجتمعة (وبالمناسبة، العديد من الحدائق العامة يتم تحويلها إلى مساجد بدون أي تصريح).
ووجود المساجد شيء مطلوب وتوجد رغبة شعبية عارمة لبناء المزيد من المساجد، ومعظم الناس الأثرياء يفضلون بناء المساجد ولا يرغبون في بناء مدرسة أو نادي رياضي أو مستشفى أو حديقة عامة، لأنهم يؤمنون بأن بناء مسجد في الدنيا سوف يضمن لهم قصرا في الجنة.
ولو ذهبت لأي مسجد (باستثناء صلاة يوم الجمعة) فسوف تجده خاليا! حتى أثناء الصلوات العادية، لا يزيد عدد المصلين عن صفين أو ثلاثة. لذلك، أعتقد أنه يجب إعادة النظر في بناء المساجد في المستقبل وأيضا التفكير في كيفية الاستفادة من 140 ألف مسجد الموجودة حاليا في غير أوقات الصلاة. فحرام أن يكون هناك تكدس للتلاميذ في فصول المدارس الحكومية لدرجة أن أكثر من نصفهم لا توجد لهم مقاعد يجلسون عليها، وفي نفس الوقت هناك الآلاف من المساجد الخالية في كل مكان.
والمثل الشعبي المصري العبقري يقول: “اللي يحتاجه البيت يُحرم ع الجامع”! ومن المؤكد أن كل بيت في مصر يحتاج تعليما جيداً لأبنائه، لذلك أقترح إمكانية التفاهم بين وزارتي الأوقاف المسؤولة عن المساجد في مصر ووزارة التعليم المسؤولة عن بناء المدارس الجديدة والتي لا تستطيع بناء مدارس تتماشى مع الزيادة السكانية الرهيبة، وهذا التفاهم يكون على أساس استخدام بعض المساجد (وخاصة في الأحياء والقرى التي يتكدس بها الطلاب) وتحويلها إلى فصول مدرسية على طريقة الجامع الأزهر قديما عندما كان يستخدم المسجد في التدريس.
وبهذا يتم تحويل المساجد ليس فقط كدور عبادة، ولكن كدور علم.
إن تكدس الفصول المدرسية في مصر يعتبر فضيحة بكل المقاييس، لدرجة أن بعض الفصول يوجد بها 90 تلميذا ولا يستوعب الفصل أكثر من 30 تلميذا.
كما أني أتعشم من الأثرياء الذين يحرصون على بناء المساجد في كل مكان أن يفكروا في المساهمة في بناء المدارس والمستشفيات والحدائق العامة والملاعب الرياضية. فسوف يقدر الله ما يفعلون وربما يبنى لهم قصرا في الجنة أيضا، “وأنما الأعمال بالنيات ولكل إمرئ من نوى”!
ويمكن تحويل بعض المساجد أيضا إلى أماكن لتعليم الحرف اليدوية سواء للأولاد أو البنات.
التعليم الجيد هو أساس نهضة الأمم، وبدون أن تكون هناك مدارس وفصول دراسية كافية، فلن يتحسن التعليم مهما استخدمنا من وسائل حديثة مثل اللاب توب والتابلت.
الأفضل كثيرا أن يجلس الأولاد في المسجد على الأرض وبدون تكدس ويستخدموا قلم رصاص وكراسة ورق على أن يجلسوا فوقهم فوق بعض في الفصل وفي أيديهم “تابلت” لا يستطيعون قراءته من الزحام والتكدس.
مهما تكلمنا عن أهمية التعليم فلن يتحسن إلا بإتخاذ إجراءات قوية وشجاعة وأحيانا صادمة مثل: “اللي يحتاجه البيت يحرم ع الجامع”!