(من شرم الشيخ: صنافير وتيران)
*
أصبح “التهديد الإيراني” عاملا في تسريع تطبيع العلاقات العربية الإسرائيلية، حيث تحاول الحكومة الأمريكية جلب السعودية إلى هذا الوادي بشكل رسمي وعلني، ويقال إن رحلات سرية بين الرياض وتل أبيب جارية.
فقد أفادت الأنباء أن مسؤولا إسرائيليا كبيرا زار السعودية وسط تكهنات متزايدة بأن تل أبيب والرياض تستعدان لخطوات صغيرة لتطبيع العلاقات.
وذكرت الأنباء أن المحادثات بين الطرفين تركزت على قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك التهديدات الإيرانية في المنطقة.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، الجمعة 27 مايو، دون ذكر المصدر، أن اللقاء عقد مؤخرا في “قصر الرياض”، وشمل استقبالا حارا للمسؤول الإسرائيلي.
وقالت القناة إن الجانبين ناقشا المصالح الأمنية الإقليمية التي ازدادت في السنوات الأخيرة بسبب التهديدات المشتركة التي تشكلها الأعمال المدمرة لإيران.
كما أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن لقاء بين مسؤولين من البلدين دون تقديم مزيد من التفاصيل.
يأتي ذلك فيما سافر ب”ريت ماكغورك”، منسّق الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي، و”آموس هوخشتاين”، ممثل وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون الطاقة، إلى السعودية في وقت سابق للعمل على وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق بشأن نقل جزيرتي “تيران” و”صنافير” في البحر الأحمر من مصر إلى السعودية.
ويحتاج هذا الاتفاق إلى موافقة إسرائيل بسبب وجود قوة مراقبة متعددة الجنسيات متمركزة في هذه الجزر منذ اتفاق السلام الإسرائيلي مع مصر. ونتيجة لذلك، تضغط الولايات المتحدة وإسرائيل على الرياض لاتخاذ سلسلة من الخطوات الصغيرة وصولاً إلى التطبيع الكامل للعلاقات مع تل أبيب.
وذكر موقع “أكسيوس” الإلكتروني أن الإجراءات تشمل سماح السعودية لإسرائيل باستخدام مجالها الجوي لجميع الرحلات، وليس فقط للسفر إلى دول الخليج، ورحلات الحج المباشرة بين إسرائيل والسعودية.
وتسعى الولايات المتحدة إلى خطوات علنية واضحة من قبل السعودية تجاه إسرائيل من أجل الوصول إلى تحقيق التطبيع بين البلدين، وفقا لصحيفة “يديعوت أحرونوت” و”القناة 12″ الإسرائيلية.
وتقول الصحيفة إن مسؤولي البيت الأبيض يشجعون تشكيل مركز أمني إقليمي يربط بين إسرائيل ومصر والسعودية والأردن والإمارات ودول أخرى.
وتباحث ماكغورك مع المسؤولين السعوديين في ترتيب لقاء بين الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ويسعى المسؤول الأمريكي للتوصل إلى اتفاق بين مصر والسعودية وإسرائيل قبل أن يسافر بايدن إلى المنطقة في وقت لاحق من الشهر المقبل.
ومن المقرر أن يجتمع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي “إيال هولاتا” مع نظيره الأمريكي “جيك سوليفان” في واشنطن الأسبوع المقبل لمواصلة تنسيق إجراءات ماكغورك وإبرام صفقة محتملة مع السعودية.
وبينما أشادت الرياض بتطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين وإسرائيل، فقد قالت أنها لن تفعل ذلك دون حل القضية الفلسطينية. ورغم ذلك، قال الأمير محمد بن سلمان في مارس/ آذار الماضي إن إسرائيل يمكن أن تكون “حليفا محتملا” للرياض. فقد أضاف: “نحن لا ننظر إلى إسرائيل على أنها عدو، بل كحليف محتمل له العديد من المصالح المشتركة”.
وعلى الرغم من أن العلاقات بين حكومة بايدن والسعودية متوترة منذ بدء ولاية بايدن في البيت الأبيض، حيث شن بايدن هجوما على السعودية وعلى ولي عهدها بشأن سجل حقوق الإنسان السعودي، إلا أنه يبدو الآن أن أزمة الطاقة والغزو الروسي لأوكرانيا دفعا واشنطن إلى السعي ببطء لتحسين العلاقات مع الرياض.