أنا كتبت أكثر من مرة ، بأن ما يسمى بالقوى السياسية عندنا او المعارضة بالذات ليست لديها أي مشروعات او خطط تنموية افضل مما لدى الحكومة،بل ليس لديها شيء على الإطلاق.
ليس هناك مشروع تنموي واحد او فكرة تنموية جادة ولو الاصلاح او تهذيب ما قدمته او تقدمه الحكومة لوح بها سياسيونا او المعارضون الشرسون لكل خطوات ونهج السلطة . هذا ما كتبت عندما كان “ربعنا“ هم من يعارض وهم الأبرز وهم من يملأ الدنيا صراخا ضد الحكومة …. ولكن طبعا على الطل.
اليوم عندنا معارضة على قول المصريين شكل ثاني .أصلا انا لا أعلم لماذا يصر البعض على تسميتهم بالمعارضة. فأنا كتبت أكثر من مره أيضا وأثبت أكثر من مرة بأن هؤلاء “المعارضون“ الجدد همهم الوحيد هو الإبقاء على الأوضاع الحالية ان لم يكن جرنا ثقافيا واجتماعيا الى الخلف.
المعارضة الحالية نشأت بعد عجز الشيخ سعد ..قبله كان كل أبطالها مؤيدون مخلصون للحكومة ، وموالون أشداء للسلطة . وقبلها كانت المعارضة الوطنية التي انسحبت او أجبرت على ترك المسرح السياسي دون ان تترك أثرا او تقدم شيئا تذكر به. نذكرهم كأشخاص ولكن ليس كقوة سياسية بنت هذا وأنجزت ذاك ..هذولة بالمناسبة ربعنا وأنا كنت وربما لا أزال واحدا منهم.
اذا كانوا ربعنا لا شيء او صفر ، فالمعارضة الحالية صفر على الشمال . فهم يفتقدون النظرة التنموية التي افتقدها من قبلهم . ولا يملكون ما يقدمونه لتحسين وبناء مجتمعنا اقتصاديا او سياسيا او حتى قانونيا . لاشيء على الاطلاق غير الزعاق ضد الفساد المختلق والتفخ في قضايا المال العام واليوم ليس لدى هذه المعارضة غير مشروع اسقاط رئيس مجلس الامة…!!!
مشكلة هذه المعارضة ليس ان ليس لديها مشاريع او قضايا مصيرية تطرحها .بل المشكلة الآن ان هذه المعارضة تعمل بشكل معاكس. فبدلا من التنمية هم يعطلون المشاريع ويعرقلون خطوات التنمية . بل اكثر من ذلك هم يجتهدون ل “تنمية“ شراهة الاستهلاك وغرائز التبذير التي زرعها المجتمع الريعي في الناس. ليس لديهم قضايا تنموية …لهذا هم يطرحون مشاريع توزيع منح واسقاط قروض وزيادة رواتب ولا شيء غير ذلك.
مسلم البراك جانا غاير من تركيا عشان يوزع أرباح التأمينات …علما كما قلت واردد لا هو ولا مجلسه وحكومته مجتمعين ، يملكون حق توزيع هذه الأرباح . فهناك قانون ينظم عمل مؤسسة التأمينات وهناك مجلس إدارة يقرر هذه الامور وليس حكومة الكويت او مجلس نوابها .بل المضحك ان السيد البراك مضى قدما مبشرا المتلهفين على خطواته التنموية بأن نصيب المتقاعد سيكون من سبعة الى ثمانية آلاف دينار ..وستكون سنويا انشاء الله. قبله قدم اصدقاءه او من كانوا اصدقاءه وقتها مشروع قانون يقضي بتوزيع، هذه المرة، ليس ارباح مؤسسة التأمينات، ولكن ارباح الإستثمارات بكبرها.
ما عندهم سياسة ولا معالجة حقيقية للركود الذي يخيم على مجتمعنا . لهذا يطرحون المشاريع والأماني الشعبوية للتعويض عن ذلك . ليس هذا وحسب بل ان افتقارهم للرؤى والطموح وانعدام النهج السياسي يدفعهم الى استخدام الشتم والسباب والتنابز بالالقاب . فهذا ارنب وذاك مرياع وقبله حاتم واليوم بطة والى اخر هذه السخافات التي هيمنت على الجو السياسي في ظل غياب الطرح التنموي والصراع السياسي والاجتماعي الحقيقي.
لهذا نترجى من ينتقد او ينزعج من السلوك الشائن او البذاءة السياسية الحالية ان يوفر جهده ويكفنا من تحلطمه لان ما نشاهده ونعايشه امر طبيعي ناتج عن غياب الرؤى والساسة الحقيقيين.