الذين أخذوا على نخبة من اللبنانيين إعلانهم تأسيس مجلس « وطني » لرفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، كيف يفسّرون أن المعَمَّم « الشيعي سكّر زيادة » مقتدى الصدر يسعى هو الآخر لتشكيل حكومة « وطنية » لا تضم عملاء إيران الذين هُزموا في الإنتخابات النيابية! لكأن « الوطنية » هي نقيض « التبعية » لإيران الملات! وهي كذلك! في بيروت وبغداد وصنعاء، وفي دمشق طبعاً!
الشفاف
من أحمد رشيد وجون دافيسون
بغداد – يقول سياسيون ومسؤولون حكوميون عراقيون ومحللون إن العراق يمكن أن تصبح له، للمرة الأولى منذ سنوات، حكومة تستبعد الأحزاب المدعومة من إيران إذا وفى بوعده رجل الدين القوي ذو الشعبية الكبيرة مقتدى الصدر الذي اكتسح تياره الانتخابات الأخيرة.
وأبدى مسؤولون في التيار الصدري، شجعهم انتصارهم السهل في البرلمان في الأسبوع الماضي، نفس الثقة التي تحدث بها زعيمهم.
وقال رياض المسعودي العضو البارز في التيار الصدري متحدثا عن المعسكر الإيراني “لنكن واقعيين ونقول ببساطة… إن الخاسرين (في الانتخابات) لا يشكلون الحكومة”.ومضى يقول “هناك جبهة قوية تضم (التيار الصدري) وجميع السنة وأغلبية بالكرد (الأكراد) والكثير من المستقلين قادرة على انتخاب… حكومة جديدة في فترة وجيزة”.
ويقول المسؤولون العراقيون والمحللون إن صعود الصدر والاضمحلال السياسي للمعسكر الإيراني، الذي يناوئ الولايات المتحدة منذ وقت طويل، ملائم لواشنطن وحلفائها في المنطقة رغم غياب إمكانية التنبؤ بما يمكن أن يفعله الصدر مستقبلا.لكن استبعاد المعسكر الإيراني من الحكومة يخاطر برد عنيف.
* ’لحظة مخيفة’
أظهرت الأحداث منذ الانتخابات مدى الخطورة التي صار يمثلها احتدام الانقسام بين الصدر ومعارضيه المدعومين من إيران.
في نوفمبر تشرين الثاني، تحولت الاحتجاجات التي نظمها أنصار تلك الأحزاب، والتي ترفض نتائج الانتخابات إلى العنف. وتعرض مقر إقامة رئيس وزراء العراق المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي الذي يعتبر على نطاق واسع حليفا مقربا للصدر لهجوم بطائرة مسيرة قيل إن جماعات مدعومة من إيران تتحمل المسؤولية عنه.
ويوم الجمعة وقع انفجار في المقر الحزبي في بغداد لرئيس البرلمان الذي أعيد انتخابه حديثا محمد الحلبوسي.
ولم يتضح إلى الآن ما إذا كا لذلك علاقة بإعادة انتخاب الحلبوسي رئيسا للبرلمان يوم الأحد، أو من المسؤول عنه. ولم يعلن أحد مسؤوليته عن الانفجار. وأصدرت جماعة متحالفة مع إيران تحذيرا هذا الأسبوع، بعد قرار البرلمان، من أن العراق يمكن أن يشهد تصاعد العنف.
وقال مسؤول في الحكومة العراقية طلب ألا ينشر اسمه إنه يتوقع أن يستخدم أعضاء المعسكر الإيراني التهديد بالعنف للحصول على مكان في الحكومة، لكنهم لن يصعدوا العنف إلى صراع شامل مع الصدر.
ومع ذك يقول مراقبون إن إصرار الصدر على تهميش الأحزاب المتحالفة مع إيران والفصائل المسلحة التابعة لها يمكن أن يكون مقامرة خطيرة.
وقال توبي دودج من كلية لندن للاقتصاد “السؤال هو هل يدرك الصدر المدى الذي يصل إليه ذلك في زعزعة الاستقرار؟ وهل هو مستعد للحملة العنيفة المضادة؟”
ومضى قائلا “الفصائل المسلحة (المدعومة من إيران) توجه تهديدات صريحة بالعنف بشكل متزايد، ويقول الصدر إنهم لا يمكنهم فعل ذلك. إنها لحظة مخيفة”.
وتعتبر إعادة انتخاب الحلبوسي نصرا سهلا للصدريين. لكن المخاطر ستكون أكبر في انتخاب رئيس للدولة واختيار رئيس للوزراء.
ويبدي السياسيون على جانبي المعسكر الشيعي المنقسم القليل من الدلائل على أنهم يمكن أن يخففوا مواقفهم.
وقال السياسي الشيعي إبراهيم محمد القيادي في تحالف الفتح المتحالف مع إيران لرويترز “الاستمرار بهذا المشروع من قبل الصدريين والمتمثل باستبعاد وتهميش قوى شيعية مؤثرة في تشكيل الحكومة المقبلة (سيؤدي) إلى حصول ردود أفعال مختلفة تتمثل بالمقاطعة (السياسية) والاحتجاجات الشعبية، وممكن ان تصل الى مناوشات مسلحة”.
وقال سياسي صدري ثان طلب ألا ينشر اسمه بتعليمات من تياره “نحن أقوياء، لكن ليس بلغة السلاح بل بامتلاكنا قائدا قويا، بامتلاكنا الملايين من القاعدة الشعبية التي هي مستعدة للخروج إلى الشارع والتضحية بنفسها”.