(بعد تأجيل « إستجواب » الدكتور فارس سعيد، بـتهمة « “إثارة النعرات الطائفية والحرب الاهلية »، يوم الإثنين في ١٣ ديسمبر، سارع الحزب الإيراني إلى رفع دعوى ثانية ضد الدكتور سعيد و”كل من يظهره التحقيق”، بــ”جرم الاعتداء على محامي اثناء ممارسته مهنته واثارة النعرات الطائفية والقدح والذم وتحقير الشعائر الدينية”، وأعلن المحامي المذكور أن « زمن السكوت على التعرّض لسماحته قد انتهى »!!)
!- ضمن بند « كل من يظهره التحقيق »، أنا أيضاً، ومعي ٩٠ بالمئة من شعب لبنان، اتّهم حزب الله وضباط « الباسدران » الإيراني « المفصولين إلى الأراضي اللبنانية »، بالتسبّب بتفجير مرفأ بيروت وتدمير نصف عاصمة لبنان! مثل الدكتور فارس سعيد، أنا اتهم حزب الله وضباط « الباسدران » الإيراني، باغتيال المفكر لقمان سليم، وقبله نخبة من ٤٠ سياسياً وصحافياً لبنانياً، أبرزهم رئيس الحكومة رفيق الحريري! ومع الدكتور فارس سعيد أنا ضد « الإحتلال الإيراني للبنان »..!
٢– أي لبناني يعرف أن لجوء حزب إيراني « مشهور بالاغتيالات » إلى القضاء هو تهديد صريح بالقتل! « الإستدعاء إلى التحقيق» يعني: نحن قادرون على اغتيالك أثناء انتقالك إلى ومن قصر العدل!
خصوصاً أن « الحزب المستدعي » ليس « مرخّصاً » وليس « قائماً » بموجب القوانين اللبنانية! حينما يقوم حزب أجنبي بتهديد مواطن لبناني بالقتل، فإن واجب رئيس الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش وقيادات الأمن الداخلي هو نزع سلاح الإرهابي الذي يهدد مواطناً لبنانياً بالقتل!
٢– اتهام الدكتور فارس سعيد بـ« إثارة النعرات الطائفية والحرب الاهلية » يتجاوز حدود المعقول!
الحرب الطائفية والأهلية شرع بها حزب الله في ثمانينات القرن الماضي حينما اغتال قيادات الحزب الشيوعي، الشيعة منهم خصوصاً، في ١٩٨٧ (في بيروت والجنوب، وفي طرابلس أيضاً، وبطلب من غازي كنعان) ثم توسّع بالحرب الأهلية بين ١٩٨٨ و١٩٩٠، حينما شن حزب « إٌقليم التفاح » ضد حركة أمل وتسبّب بمقتل مئات من أبناء « الحركة »! بعد ١٩٩٠ « استعمر » حزب الله الطائفة الشيعية في لبنان.
٣– أحد فصول « الحرب الأهلية » التي شنّها حزب الله على حركة امل هي « اجتيازه الودّي»، بقيادة حسن نصرالله شخصياً، لخطوط جيش لبنان الجنوبي التابع لإسرائيل لكي يفاجئ مقاتلي « أمل » وهم يؤدون صلاة الفجر ويقوم بمجزرة سقط فيها أكثر من ٥٠٠ قتيل « شيعي أملي » في صباحٍ واحد!
حزب الله، يستطيع أن يقول « الحرب الأهلية مهنتي »!
٤– لماذا نطالب بنزع سلاح حزب الله الآن؟ من يستفيد من نزع سلاح ما يسمى حزب الله، حسب تعبير صائب للبطريرك العظيم صفير؟
٦– نزع سلاح حزب الله، إذا حصل، سيكون « يوم تحرير شيعة لبنان »! أول المستفيدين ستكون « حركة أمل » التي احتلّتها إيران، عبر حزب الله، وجعلتها تابعة لها! نزع سلاح نصرالله سيجعل « أمل » حرباً لبنانياً (فاسداً طبعاً) وسيحقّق الحلم السرّي لنبيه برّي. كما سيسمح لثوار تشرين ٢٠١٩ بالتظاهر بكل حرية في النبطية وفي الهرمل وفي كل بلدات وقرى الشيعة. وسيسمح لشيعة لبنان بأن يترشّحوا للإنتخابات النيابية، وأن يقترعوا لمن يشاؤون!
٧– نزع سلاح حزب الله سيحدث تغييراً جذريا في حالة « جهنم » التي بشرّ بها ميشال بيتان عون: إبتداءً من اجتماعات الحكومة.. إلى التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إلى استعادة الليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها مثل « التومان » الإيراني.
٨– نزع سلاح حزب الله سينقل لبنان من حالة « اللاقانون » إلى دولة قانون! من « الدولة الفاشلة » إلى « الدولة »!
٩– الدعوى المرفوعة ضد الدكتور فارس سعيد ينبغي أن تفتح أعين اللاهثين لزيادة « وزنهم الانتخابي »! نتائج الانتخابات لن تغيّر شيئاً طالما ظل لبنان خاضعاً للاحتلال الإيراني. في ٢٠٠٩، ربحنا الانتخابات، وخسرنا بالسياسة! لا حلّ إلا بنزع سلاح حزب الله! الآن!
بكلام آخر، « شويا وعين الرمانة هي الحل »، أو نزع سلاح حزب الله الآن! إما لبنان المستقل والموحّد، أو نماذج لصومال، وليبيا، وسوريا.. واليمن! كل مساومة على سلاح حزب الله ستكون مساومة على حساب لبنان@
١٠– في ١٩٧٦، قال الزعيم الفلسطيني أبو داوود: « نحن مستعدون ان نعطي الكتائب ما يريدون، شرع ان يوقفوا هذه الحرب الأهلية التي سنخسرها نحن حتماً »!
أبو داوود كان حكيماً!