تحية لشبان « عين الرمّانة » الذين رفعوا رأس اللبنانيين يوم أمس الخميس، ودافعوا « عفوياً » عن الجمهورية اللبنانية، ودستورها،وقوانينها، وقضائها وهويّتها الحضارية ضد « اجتياحٍ » إيراني!
ردّ فِعل « عين الرمّانة » يوم أمس الخميس كان ضرورياً، ومشرّفاً، و« صفعة » مدويّة لم يتوقّعها حسن نصرالله المختبئ في « ملجأ حارة حريك » على بُعد ٢ كيلومتر من مكان « الواقعة »!
منذ تفجير مرفأ بيروت الذي تسبّب به حزب إيران، وحتى يوم أمس، لم يتوقّف حسن نصرالله وحزبه عن الإغتيالات! بين المصوّر « جو بجّاني » والمفكّر « لقمان سليم » (الذي هلّل إبن نصرالله لاغتياله في « تغريدة » أُوحيَ له بسحبها، ولم يتحرك القضاء لمساءلته..)، أثبت نصرالله أن لديه « رخصة قَتل » لا حدود لها! ليس هنالك أدنى تحقيق في كل من قتلهم « الحزب » منذ ٤ آب/أغسطس ٢٠٢٠!
حتى « بابلو إسكوبار » لم يمتلك مثل تلك « الحصانة »!
لماذا اختار حسن نصرالله أن تكون ساحة معركته الجديدة في « عين الرمانة »؟
لأنه اعتقد ان الساعة حانت لتنفيذ « ٧ أيار مسيحي » بعد « ٧ أيار ٢٠٠٨ » ضد السنّة والدروز! ولـ« تأديب » رئيس الجمهورية الذي لم يجرؤ على إقالة القاضي بيطار؟ ولتوريط نبيه برّي الذي « تتبَع له » منطقة الشيّاح؟ ولإذلال « الجيش » الذي، رغم تخاذله، لم يقطع علاقاته مع الأميركيين بعد؟ وطبعاً، لـ« شد عَصَب » الجمهور الشيعي الجائع مثلَهً مثلَ جميع اللبنانيين!
أياً كانت حسابات « القاتل » حسن نصرالله فقد هُزِِم!
أمس، سقط ما تبقى من غطاء مسيحي لحزب إحتلال إيراني! ورغم التصريح « السخيف » لوليد جنبلاط، فإن « انتفاضة عين الرمانة » أمس لاقت « انتفاضة عرب خلدة » و « انتفاضة دروز شويا »، وقبلهما.. « انتفاضة حراك النبطية »!
بالمناسبة، يخطئ من يعتبر أن واقعة أمس كانت جولة جديدة من « حرب الشياح-عين الرمانة » في ١٩٧٥-١٩٧٦! لا علاقة لأهل « الشيّاح” العزيزة بجريمة حسن نصرالله! يكفي أمّهات « الشياح » ما فقدنَ من شبّان (كان كثير منهم من رفاقنا وأصدقائنا) في سنوات الحرب الأهلية! إنتصار أهل « عين الرمانة » أمس على حثالات نبيه بري وحسن نصرالله كان انتصاراً لأهل « الشياح » الأوادم، ولكل اللبنانيين.
من الآن فصاعداً، صارت المعادلة واضحة: اللبنانيون يرفضون تغيير هوية البلد وتحويله إلى مستعمرة إيرانية. حتى لو كان رئيس الجمهورية ميشال عون رهينة إيرانية، وحتى لو تهرّبت قيادة الجيش اللبناني من تحمّل مسؤولياتها في الدفاع عن « عين الرمّانة » وعن السلم الأهلي يوم الخميس! (ليغيّر قائد الجيش، جوزيف عون، حساباته إذا كان يطمح لرئاسة الجمهورية: الرئيس القادم سيأتي من صفوف المدافعين عن الجمهورية! يكفينا متخاذلين…!)
منذ أشهر، رفعت فئة من اللبنانيين، تتمثل في « لقاء سيدة الجبل » شعار « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان »! في ١٤ تشرين الأول، « عين الرمّانة » كسبت الجولة الأولى في معركة « رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان »!
« ١٤ آذار » انتهت! لا بأس!
هذا زمن « ١٤ تشرين »: إستقلال لبنان، وسيادته، وديمقراطيته، وعلمانيّته، ونظامه الدستوري!
كش نصرالله.. مرة أخرى!
الشعب اللبناني أكثر وعيًا الآن. يمكنه بسهولة رفض سلطوية كل “أودام” مسوخ وهياكل الحروب الأهلية. الأمل الآن في “١٤ تشرين”، أن تبقى صامدة في وجه الميليشيات وتعلّمهم أن كل المجرمين سينتهوا على طاولة القضاء. انتهت هزلية الأمس، ستبقى لبنان “سيدة الجبل”.
تحليلك لما حدث أمس يشير إلى الجانب الإيجابي، وهو أن الشعب اللبناني يرفض الآن أى هوية غير الهوية اللبنانية وبالشعب ستعود لبنان بخير!