(كل الشكر لصاحب الشعار الذي لا نعرف إسمه، والمقصود طبعاً « جيش وشعب وألّوسة » أهالي شويّا الكرام الذين قاوموا، وأدّبوا، مرتزقة إيران!)
يبدو ما يسمى “حزب الله”، لاصحابه ملالي طهران، بين فكي كماشة هذه الايام!
فبعد ان أكثر امينُه العام حسن نصرالله في الادعاءات والبهورات المزيفة، انكسرت صورة الحزب مرات عدة خلال ايام! ما اسقط عنه، وعن عناصره، صفة النزاهة والشرف والصدق، كما كان يحلو لنصرالله ان يطلق من تسميات وصفات عليهم!
نصرالله يتخبط هذه الايام في الازمة الاقتصادية، وأظهرَ انه جاهل ولا يفهم في شؤون الاقتصاد وإدارة المجتمعات!
فقد طالب اللبنانيين بـ« الزراعة على الشرفات وعلى اسطح المنازل »، مبديا جديته المفرطة في الدعوة، ومستخدما بلاغته الخطابية في اقناع المواطنين بما اسماه “الجهاد الزراعي”! ليتبين ان احدا لم يأخذ كلامه على محمل الجد، بل بالعكس اصبح حديثه مادة تندّر وفكاهة!
في خطاباته الاخيرة دعا الدولة الى التوجه شرق، لحل مشاكلها وازماتها الاقتصادية التي اغرقها بها مع مسلحيه، من دون ان يظهر انه يفهم اي جملة مما يقول، مبتدعا خرافات وهوامات اقتصادية، لا تنسجم مع ابسط مقتضيات الوضع الاقتصادي اللبناني. ويبدو انه نسي ان سيارات عناصره « رباعية الدفع اميركية الصنع » وهي في حاجة ماسة الى الغرب الاميركي فقط لاجل صيانتها وليس لاي شيء آخر!
نصرالله وعد بحل مشكلة البنزين والكهرباء عبر ايران ويبدو انه لا يشاهد التلفزيون، ولا يعرف ان في ايران ازمة وقود خانقة، وطوابير الانتظار على محطات الوقود تفوق تلك التي في لبنان! وان الكهرباء مقطوعة عن طهران، وان الرئيس الايراني السابق، أحمدي نجاد، قال إن اسرائيل بجواسيسها اصبحت ممسكة بتلابيب الملف النووي الايراني!
مؤخرا وللمرة الاولى تلقى نصرالله وحزبه صفعات جدية اسقطت كل الحصانات والخطوط الحمر التي رسمها بالدم حول حزبه وعناصره.
ففي موقعة « خلده »، وببساطة، اقدم شخص من آل « غصن « على اطلاق النار على احد مسؤولي حزب نصرالله ويدعى « علي شبلي »، الذي كان يشارك في حفل زفاف في احد منتجعات “الجيه”، جنوب بيروت، فارداه قتيلا. وذلك على خلفية ثأر، حيث أقدم شبلي على قتل شقيق قاتله قبل عام، وهو فتى في السادسة عشر من العمر، كان يشارك في الاحتجاجات وقطع الطرقات. وعندما تقاعست الدولة وما يسمى “قوى امن” لبنانية عن القيام بواجبها بتوقيف القاتل المعروف، قام شقيقه وهو من عشائر العرب المقيمة في خلدة، بقتله انتقاما لشقيقه. وعلى الاثر اصدر « مجلس العشائر » بيانا طالب فيه باعتبار عملية قتل علي شبلي مجرد ثأر عائلي وان تبقى ضمن حدودها على قاعدة “العين بالعين »!
أثناء تشييع شبلي، قام مناصرون لحزب الله بمرافقة نعشه في « عراضة » استفزاز مسلحة، تهتف بالانتقام لمقتل الحسين في كربلاء!! وان الدم الشيعي “عم يغلي”، مع سيل شتائم للسنّة وللعرب وللعشائر! واستكمالا للاستخفاف بالمواطنين ممن لا يوالونهم، توقفوا عند صورة للفتى القتيل من العرب، ومزقوها وهم يطلقون الرصاص في اتجاه منازل العرب في خلده ويتوعدونهم ويهددونهم بالقتل. فما كان من ابناء العشائر الا ان اطلقوا النار على المشيّعين المسلحين، فقتلوا منهم خمسة واصابوا العديد من بينهم بجروح. ولم يتم نقلهم الى المستشفيات الا بواسطة اليات عسكرية تابعة للجيش البناني.
مشكل جديد اليوم في « بياقوت » المتن بين مواطنين وعناصر الحزب الإيراني!
بعد ايام قليلة على واقعة خلده، قرر نصرالله في الرابع من آب/أغسطس ان يقصف بضعة صواريخ على اسرائيل، فردت الاخيرة على مطلقي النار، ولكن الصواريخ لم توقف زخم الحراك المدني.
وبعد ان هدد وزير الدفاع الاسرائيلي ايران، على خلفية الهجوم على ناقلة اسرائيلية في بحر العرب، قرر ملالي طهران الرد على تهديدات غانتس عبر عميلهم في لبنان. فبدأ اطلاق الصواريخ من الجنوب على ما اسماه حزب الله في بياناته “أرضا مفتوحة” في اسرائيل.
واثناء عمليات القصف اصيب حزب الملالي الايراني في لبنان بنكبتين:
الاولى، خرق الطيران الاسرائيلي قواعد الاشتباك التي ارساها اتفاق وقف اطلاق النار عام 2006، حيث اغار الطيران الاسرائيلي للمرة الاولى منذ ذلك التاريخ على مواقع. ولم يجرؤ نصرالله على الرد على الاسرائيليين لا في ارض مقفلة ولا مفتوحة!
والثاني، تعرّض “اهالي شويا”، وهم من الدروز لراجمة صواريخ مموهة تابعة للحزب اثناء توقفها وسط البلدة لاطلاق دفعة من الصواريخ على اسرائيل، مستخدمة المدنيين « من غير الشيعة » دروعا بشرية! فقام الاهالي بتوقيف فريق اطلاق الصواريخ ونشروا صورهم وهم يمعنون في شتمهم وشتم حزبهم ومن ارسلهم، وضربهم، وصادروا منهم « الراجمة » بعد ان كسروا السيارات المرافقة، ليسلموهم لاحقا لمخابرات الجيش اللبناني.
على الاثر قام بعض عناصر الحزب بالتعرض لعدد من المدنيين الدروز في مدينة صيدا، متهمينهم بالعمالة لاسرائيل، وللصهاينة، وطردوهم من المدينة، فما كان من انصار الحزب التقدمي الاشتراكي الا ان اقاموا حواجز على طريق بيروت دمشق، في محلتي « عاليه » و« بحمدون »، واعترضوا “فانات للركاب” تقل مواطنين شيعة وتعرضوا لهم بالضرب والشتم.
حتى اليوم لم يبدِ حزب الملالي اي ردة فعل! فـ« تكبير المشكل » مع عشائر العرب دونه عواقب، ليس اقلها ان العشائر لا تأتمر بأوامر احد، ولا حسابات سياسية لها! وقد يستطيع نصرالله ان يجتاح مناطق سكناها، ولكنه بالتاكيد لن ينجو لا هو ولا اي شيعي اخر من عمليات الثأر التي ستنفذها العشائر الى يوم الدين.
ومع الدروز الوضع اعقد!
فقد كشف اهالي « شويا » بالتوثيق المصور ان حزب الله يخرق القرار الدولي 1701، من خلال تواجد عناصره المسلحة جنوب الليطاني، اضافة الى ضبط راجمة صواريخ للحزب متلبسة باطلاق النار على اسرائيل. مع ذلك فهو لا يستطيع ان يهاجم ايضا مناطق الجبل اللبناني، ولا يستطيع القضاء على الدروز عن بكرة ابيهم!
نصرالله وحزبه فقدوا تباعا صدقيتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي الايام الماضية فقدوا هيبتهم! فظهروا على وسائل التواصل خائفين مذعورين مستسلمين للشتائم والصفعات التي تنهال عليهم وهم يستعطفون المعتدين.
ان وضع الحزب اليوم يشبه الى حد بعيد وضع مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية ، عشية العام 1982.
وليس صدفة ان اللبنانيين نثروا الارز على جنود جيش الدفاع الاسرائيلي حين دخلوا الى جنوب لبنان. وكان في يقين المدنيين اللبنانيين من كل الطوائف ان اسرائيل دخلت لتحرّرهم من سيطرة وتعنت واستكبار وغلاظة مقاتلي ياسر عرفات.
هنالك ضغط على “ادارة بايدن” لإتباع سياسة اكثر حزما مع ايران ؛ وهذه الضغوط “رأي عام ؛ عسكريين ؛ خبراء” تتمحور حول اقتراحين : فسخ “اتفاق اوباما” وفرض عقوبات والتفاوض مع ايران – من الصفر – بناء على الواقع القائم ؛ الثاني : التعويل على أن طموحات ايران النووية وتوسعها في الجوار سيؤدي لأفلاسها وانهيارها من الداخل/ كما الاتحاد السوفيتي الفيل في الحجرة “كورونا” ؛ وقد فشل العالم فشلا ذريعا في مواجهة الوباء ؛ فالصين تسترت على معلومات كانت ستحول دون انتشار الوباء ؛ ومنظمة الصحة العالمية متواطئة معها ؛ و”التطعيم” اصبح مسألة وطنية لكل دولة بإهتمام لا يكاد يذكر… Read more »