وقع بعض سوريين بأعراض ذات المرض الذي وقع فيه فلسطينيون، باعتبارهم أن قضيتهم العادلة والمشروعة، هي قضية مركزية للأخرين، وكأن غيرهم ليس لهم قضية، وهو مرض فلسطيني اساسا، ونبع عنه اوهام، ناهيك انه نجم عنه التنكر للثورة السورية المجيدة والنبيلة والمشروعة.
فات بعض سوريين أن من قتل نزار هو سلطة تحابي نظام الأسد أصلا، وأن موقف تلك السلطة، مع فصائل، هو الذي رسم وعي كثر من فلسطيني الداخل، من الثورة السورية؛ هذا أولا. ثانيا، المسألة لا تتعلق بتمجيد نزار، أو غيره، وانما تتعلق بكونه ضحية قتل، ثالثا، ما المطلوب حقا؟ هل المطلوب السكوت عن تلك الجريمة، بدعوى ان اراء نزار في المسألة السورية، وهي مرفوضة ومدانة طبعا، تجعلنا نسكت عن جريمة قتله؟ وتبرئة المجرم؟ وحينها ماذا نكون نحن؟ أو ماذا نكون إزاء قيمنا المتعلقة بالحرية والكرامة والعدالة؟ وماذا نكون إذا تشبهنا بالأعداء والخصوم والمجرمين؟
أعزائي، قيم الحرية والكرامة والعدالة هي قيم نبيلة، ولا يشترط عليها، وليست للمقايضة، فلا تتنكروا لها في لحظة غضب، كونوا انتم ولا تتشبهوا بهم، أكثر ما يفيد النظام السوري، واية سلطة غاشمة، أن تتشبهوا بهم…
الحرية لا تتجزأ…فلسطينيون وسوريون في ذات الألم وفي ذات الأمل…