(الصورة: ١٤ آذار، حتى لا ننسى!)
« كلكم يمشي رويد كلكم يطلب صيد غير عمرو بن عبيد »! وأصلها:
فقال الخليفة أبو جعفر المنصور :- هل من حاجة إليك؟ فقال (كبير « المعتزلة ») عمرو بن عبيد للخليفة :- لا تبعث إلي حتى آتيك!
فقال الخليفة:-إذاً لا تلقاني! قال عمرو بن عبيد:- هي حاجتي، ومضى. فنظر إليه الخليفة وقال:- كلكم يمشى رويد ** كلكم يطلب صيد ** غير عمرو بن عبيد.
كان « عمرو بن عبيد » « حامل السلّم بالعَرض »، كما قيل لنا مراراً (ولاحقاً: « خصوصاً صاحبك فارس سعيد »!) منذ أن اعتبرنا، ليس من اليوم بل من حرب ٢٠٠٦، أن أصل البلاء في لبنان هو « الحزب » الذي تحوّل إلى « احتلال إيراني للبنان »، ليس بقوته بل « بفضل » تخاذل و« شطارة » من كان يُفتَرَض بهم الدفاع عن « الأمة اللبنانية »، حسب تعبير القَسَم الرئاسي كما ينصّ عليه الدستور.
وليس صحيحاً أن مشكلة « الإحتلال الإيراني للبنان » طائفية حصراً! هنالك « تعمية » في الإكثار من التهجّم على « النظام الطائفي »!! « الحزب »، بالكاد يمثّل ٢٠ بالمئة من شيعة لبنان! « إذا كتّرت »! وأقلّ من هذه النسبة إذا اعتبرنا شيعة البقاع والهرمل! معقول؟ تذكروا: حينما صدر « مرسوم حلّ الحزب الشيوعي السوفياتي العظيم » (في مطلع نوفمبر 1991) لم تنزل حتى مظاهرة فيها 1000« نَفَر » في موسكو احتجاجاً! كم « نَفَر » سيتظاهر (غير زياد الرحباني!) حينما يصدر مرسوم حظر الحزب الإيراني؟
مشكلة الإحتلال الإيراني هي غياب « مرجعية وطنية » مقاوِِمة للإحتلال! مرجعية صلبة لا تسعى لـ« نيابة » أو « رئاسة » أو « مصلحة »! مرجعية « سياسية » يمكن أن تلتقي معها مرجعيات دينية، أو طائفية، أو مدنية أو حتى عسكرية! مرجعية تمثّل لبنانيي لبنان، و« منتشريه »!
إذا توفّرت هذه « المرجعية » فستكون، أولاً، بمثابة « إقامة الحجّة » على مسؤولي الدولة والهيئات النقابية، من مدنيين وعسكريين، قيادت عسكرية وأمنية، « المتواطئين » مع الإحتلال بحجة وجود « شرعية » إسمها ميشال عون، أو بحجة « تنفيذ الأوامر »! الخيانة الوطنية ليست أمراً « يجيزه القانون »!
واذا توفّرت هذه « المرجعية »، فستكون (بجهد كثير حتماً) طرفاً قادراً على تغيير الموقف الأميركي أو الأوروبي لصالح لبنان. أي في الحؤول دون سقوط لبنان في براثن الحزب بضربة « الإفلاس »! تعبئة « الدياسبورا » اللبنانية ليس مسألة « تقنية »: شرطها الأساسي وجود مرجعية تقتنع أنها مرجعية!
قبل أسبوع دعا « لقاء سيدة الجبل » إلى استقالة الرئيس الذي يشكل « مظلة » للإحتلال. لمن يستهجن دعوة « رئيس مسيحي » للإستقالة: الأب « المؤسّس » للبنان المستقل، الشيخ بشارة الخوري، استقال « لمصلحة البلد » وكان يملك أكثر بكثير من كذبة « الثلث المعطّل »!
اليوم، يتوجّه اللقاء، لأول مرةـ، إلى اللبنانيين مباشرةً: «أيها اللبنانيون، نظّموا صفوفكم لإطلاق مقاومة مدنية سلمية ديموقراطية في مواجهة الاحتلال الايراني، وحوّلوا ساحات بيروت، وكل مدينة وقرية، إلى مكانٍ للحوار والصمود وإعلاء الصوت في وجه الظلم. نحن نستحق الحياة والمدرسة والجامعة والمستشفى والمصرف؛ نحن نستحق السلام والاستقرار والقانون والدستور؛ نحن نسحق احترامنا كبشر أسوة بجميع الشعوب. »
هل اقتنع « لقاء سيدة الجبل » أنه « مرجعية »! وهل هو مؤهّل؟
سقوط لبنان ليس « حتمية »! « المقاومة المدنية السلمية الديمقراطية » قادرة على إنقاذه. وسيقف العالم معها إذا قامت، وإذا توفّرت « مرجعية » يتعامل معها العالم!
لمن لا يعرف: كان الجيش الفرنسي في ١٩٣٩ « أقوى جيش في العالم »! ليس ثاني أقوى بل « الأقوى ». خلال أسابيع انهار الجيش العظيم، وتحوّل « ماريشاله » إلى « عميل لهتلر »، وحمل مشعل التحرير ضابط إسمه شارل ديغول في نداءٍ بثّته إذاعة لندن في 18 يونيو 1940 يخبرنا التاريخ أن أحداً لم يسمعه!
تذكّروا: مظاهرة 14 آذار سحقت كذبة 8 آذار « بدون ضربة كف »!
قاوموا!
بيار عقل
*
بيان
14 حزيران 2021
عقد “لقاء سيدة الجبل” اجتماعه الدوري إلكترونياً بمشاركة السيدات والسادة أنطوان قسيس، أحمد فتفت، إيلي قصيفي، إيلي كيرللس، إيلي الحاج، أيمن جزيني، إدمون رباط، أنطوان اندراوس، أمين محمد بشير، بهجت سلامة، بيار عقل، توفيق كسبار، د. جان قلام، جورج كلاس، جوزف كرم، حسان قطب، الباحث حسن منيمنة، خليل طوبيا، رالف غضبان، ربى كباره، رودريك نوفل، سامي شمعون، سوزي زيادة، سيرج بو غاريوس، سعد كيوان، طوني حبيب، طوني خواجا، طوبيا عطالله، غسان مغبغب، فارس سعيد، فتحي اليافي، فادي أنطوان كرم، كمال الذوقي، لينا التنّير، ماجدة الحاج، ماجد كرم، منى فياض، مياد صالح حيدر وعطالله وهبة وأصدر البيان التالي:
يؤكد “لقاء سيدة الجبل” أن الأولوية اليوم تكمن في خوض معركة تحرير لبنان من الاحتلال الايراني لتحرير الشرعية، وإفساح المجال لبناء دولة تأخذ على عاتقها تأمين الحقوق للمواطن الفرد والضمانات للجماعات وفقاً للدستور ووثيقة الوفاق الوطني.
إن أوضح صور الاحتلال تظهر اليوم في رفض “حزب الله” تشكيل حكومة تنفيذاً لأوامر ايرانية. ولا يمكن أن يقنعنا هذا الحزب، الذي يتمتع بنفوذ سياسي وعسكري مطلق في لبنان، انه غير قادر على “التفاهم” مع هذه الشخصية السياسية أو تلك. إن “هؤلاء المعرقلين” ليسوا إلا شخصيات تلعب أدواراً هامشية في معركة عدم تشكيل الحكومة.
لقد تجلّت فظاعة هذا الإحتلال وبشاعته في أعظم وأخطر إنهيار للنظام الإقتصادي والمصرفي في تاريخ لبنان الحديث، لذلك فإن بداية إنقاذ للوضع المالي والإجتماعي لا يتمّ إلا من خلال رفع الإحتلال الإيراني.
يعتبر “اللقاء” ان “حزب الله” لا يريد حكومة والا فرض حكومة على لبنان.
إن رفع الاحتلال الايراني هو مسؤولية وطنية مشتركة، من خلال إعادة استنهاض القوى الحية القادرة على حمل أمانة لبنان الواحد الحر السيد المستقل، القائم على العيش المشترك، وليس من خلال العودة إلى داخل المربعات الطائفية. إن “لقاء سيدة الجبل” لا يمكنه أن ينظر إلى المرجعيات الروحية، المسيحية والاسلامية، إلا من منظار الصروح المفتوحة أبوابها لتلاقي جميع اللبنانيين من كل الطوائف.
فـ”حزب الله” يدفع الجميع باتجاه مربعاتهم الطائفية بهدف التلاعب بهم؛ مرة هو حليف “التيار الوطني الحر” في مواجهة “تيار المستقبل”، ومرة أخرى يشجع على اصطفاف إسلامي- “تكاملي” في مواجهة التيار العوني.
يؤكد “لقاء سيدة الجبل” أن الخروج من هذه الأزمة يكون للجميع او لا يكون وبالجميع او لا يكون.
أيها اللبنانيون، نظّموا صفوفكم لإطلاق مقاومة مدنية سلمية ديموقراطية في مواجهة الاحتلال الايراني، وحوّلوا ساحات بيروت، وكل مدينة وقرية، إلى مكانٍ للحوار والصمود وإعلاء الصوت في وجه الظلم.
نحن نستحق الحياة والمدرسة والجامعة والمستشفى والمصرف؛
نحن نستحق السلام والاستقرار والقانون والدستور؛
نحن نسحق احترامنا كبشر أسوة بجميع الشعوب.
إقرأ أيضاً:
بيار عقل: في إنقلاب حسن نصرالله وحزبه على السلطة الشرعية وميثاق 1943 واتفاق الطائف