نقل موقع إسرائيلي مقابلة مع الدكتور « نسيم ليفي »، الذي وصفه بأنه « خبير في الدفاع النووي » أن « إيران لا تملك حالياً القدرة » على تنفيذ تهديدها » بتخصيب اليورانيوم بنسبة ٦٠ بالمئة (كما أعلن الرئيس روحاني). وأضاف: « سيكونون بحاجة لوقت أطول بكثير لتنفيذ ما يقولون. ورغم تصريحاتهم القتالية، فإن إيران الآن في وضع سيء ».
كما صرّح بأن منشأة التخصيب الإيرانية الرئيسية هي في « نطنز »، حيث تلقّوا ضربة قاسية جداً، إلى درجة أن إصلاحها سيستغرق وقتاً طويلاً. إن الجهة التي وجّهت لهم الضربة كانت تعرف جيداً ما تقوم بها، كما كانت تعرف أين ينبغي توجيه الضربة بحيث يتعرّض المُفاعل لضرر كبير جداً »!
وأضاف الخبير الإسرائيلي أن « نطنز هو مركز الإنتاج الإيراني الرئيسي، ولذلك فإن إعلانهم (عن رفع التخصيب إلى ٦٠ بالمئة) ليس أكثر من إعلان. فالمنشأة الثانية التي تملكها إيران في « فوردو » هي منشأة أصغر، مما يعني أن تهديداتهم مجرد كلام. ستكون إيران بحاجة إلى وقت طويل للنهوض بعد هذه الضربة. »
وأضاف: « إيران عملياً تملك منشأتين للتخصيب. المنشأة الأكبر والأهم هي « نطنز »، حيث تعرّضوا لضربة في النقطة الأكثر حساسية من نظام المنشأة، نقطة لا يمكن تعزيزها أو القفز فوقها. كانت الضربة ضربة قوية جداً، ودقيقة جداً، من جانب طرف يعرف بدقّة كيف يمكن تعطيل المفاعل »!
من جهة أخرى، قال علي رضا زاكاني، رئيس مركز البحوث البرلمانية، إن حادث استهداف موقع نطنز النووي الإيراني، الذي وقع أمس الأول الأحد، تسبب في تدمير وتلف “عدة آلاف” من أجهزة الطرد المركزي و”معظم منشآت التخصيب في البلاد”.
ونقلاً عن « إيران إنترشينال »، أشار زاكاني، في مقابلة تلفزيونية مع إذاعة وتلفزيون إيران، إلى موضوع التسلل إلى المنشآت النووية الإيرانية، قائلًا: “وحدة نووية عالية السعة” نُقلت للخارج للإصلاح بعد عطلها، أعيدت إلى البلاد محملة بـ”300 رطل” من المتفجرات، لكن النظام الأمني الإيراني لم ينتبه.
وأكد النائب أن “معظم” منشآت التخصيب في البلاد، وكذلك “عدة آلاف من أجهزة الطرد المركزي”، دمرت بعد حادثة نطنز الثانية، مشيرا إلى إنه تم زرع متفجرات في “مكتب به معدات حساسة” في منشأة نطنز النووية.
وأضاف إن إصدار قانون لتخصيب أكثر من 60 في المائة من اليورانيوم، وهو ما “لا تستطيع” منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تجنّبه”، سيكون ردا مناسبا من قبل النظام الإيراني على التخريب في نطنز.
(حسب « روسيا اليوم »، انتقد زاكاني بشدة فشل أجهزة الأمن في إحباط العملية التخريبية، مشددا على أن إيران أصبحت “جنة للجواسيس”، ووصف وعود السلطات بنصب أجهزة طرد مركزي حديثة في منشأة نطنز بعد الحادث الأخير بأنها “كاذبة”.)
وقال فريدون عباسي داواني، رئيس لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني،والرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية الإيرانية، عن تعقيد عمليات التسلل والتدمير في نطنز، أنه من وجهة النظر العلمية، فإن “تخطيط العدو كان جميلًا جدًا“.
وقال افي تصريحات لوسائل إعلام إيرانية، إن هجوم نطنز، استهدف محطة كهربائية تقع تحت الأرض، ودمر أنظمة توزيع الكهرباء، الرئيسية والاحتياطية، والكابل الكهربائي الذي يصل إلى أجهزة الطرد المركزي، بهدف قطع الكهرباء عنهم، وأدى لتدمير الآلاف من أجهزة الطرد المركزي بالمفاعل.
وأضاف دواني أن تلك المحطة أقيمت تحت الأرض بحوالي 40- 50 متراً، لحمايتها من أية هجمات جوية أو صاروخية، وأن الهجوم إما أن يكون هجوماً سيبرانياً، أو عملاً تخريبياً بواسطة معدات، أو بواسطة عملاء، بحسب ما نقلت عنه صحيفة « جيروزاليم بوست » الإسرائيلية.
وتأتي إشارة زاكاني وعباسي إلى أبعاد التسلل وتدمير منشآت نطنز النووية، فيما قال إسحاق جهانجيري، النائب الأول لرئيس الجمهورية الإيراني، في هذا الصدد: “إن “الجهاز المسؤول عن تحديد ومنع أعمال العدو، والذي لم ينجح في هذا الصدد، يجب أن يُحاسَب”.
وقد وقع الهجوم الثاني المدمر على منشأة نطنز النووية، أمس الأول الأحد، في أقل من عام، في حين وصفه مسؤولو منظمة للطاقة الذرية الإيرانية، في البداية، بأنه “حادث ” خال من الضحايا.
لكن مع انتشار تقارير إعلامية إسرائيلية وأميركية عن حجم الحادث، يتحدث مسؤولو طهران الآن عن احتمال وقوع “كارثة بشرية وبيئية” إثر هذا الحادث.