تعمل جمعية القرض الحسن منذ 40 سنة بصفتها المؤسسة المالية التابعة لحزب الله في لبنان.
المعلومات التي نشرتها مجموعة القراصنة من شبكة حواسب الجمعية في الأسابيع الأخيرة تكشف شدة نفاق الجمعية المفترض ان تكون جمعية خيرية: رواتب بالمئات حتى الآلاف من الدولارات لموظفيها، الى جانب الامتيازات المالية التي لا يتقضاها أحد في لبنان.
ومن هذه الامتيازات: الاستفادة من الأموال المودعة في الجمعية ومن أرباحها – وكل ذلك مقابل الجلوس في المكتب لمدة 5 ساعات يومياً فقط. ذلك طبعاً مع وجود عشرات الحسابات التابعة لقيادات حزب الله والتي تبلغ أرصدتها آلاف الدولارات، في حين تقبض الجمعية سعر صرف الدولار المتداول في السوق السوداء، الأمر الذي يجبر مقترضي الجمعية على تسديد أثمان تفوق خمسة أضعاف وستة أضعاف قيمة قروضهم الاولية. بل يجبرهم ذلك على بيع ممتلكاتهم المودعة في مخازن الجمعية.
وعلى نقيض تحسّن أوضاع مسؤولي حزب الله، تتردّى أحوال المقترضين المنحدرين أصلاً من الفئات الاجتماعية والاقتصادية الضعيفة. هناك حالياً اكثر من 200,000 مقترض من الجمعية، حيث يبلغ معدل القرض حوالي 3,000 دولار.
وبينما تلتزم المنظومة المصرفية اللبنانية بسعر صرف ثابت للدولار، لا يخفى أن جمعية القرض الحسن تربط سعر الصرف بالسوق السوداء. في هذه الأوقات بالذات، سعر الصرف المذكور يرفع ثمن القروض بما يعادل 5 وحتى 6 أضعاف قيمة القرض الأصلي، ويبدو أن الاوضاع ستزداد سوءاً: قريباً تنفذ احتياطيات البنك المركزي من العملة الأجنبية، ويتقلص دعم السلع الأساسية، ويضطرب مجدداً سعر صرف العملة. والمتوقع أن ديون المقترضين ترتفع أكثر فأكثر. هذه الظروف التي تجبر الكثير من المقترضين على بيع ممتلكاتهم لتفادي ارتفاع الدين .
وهكذا في حين تعرض الجمعية نفسها على أنها جمعية خيرية لصالح المواطنين الشيعة إلاّ أن هذه الجمعية بالذات هي التي تزيد أحوال الشيعة سوءاً.