(الصورة: زار وفد من “لقاء سيدة الجبل” و “التجمع الوطني” و “حركة المبادرة الوطنية” البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وقدم له مذكرةً تلاها الدكتور رضوان السيد)
وصفت مصادر سياسية لبنانية مبادرات البطريرك الراعي الاخيرة بـ« كرة الثلج »، التي بدأت بالتدحرج عن رأس جبل الجليد! وهي تكبر يوميا مع سلسلة الوفود التي تزور بكركي داعمة ومؤيدة لمواقف سيد الصرح.
البطريرك الراعي التقى في اليومين الماضيين وفداً من نواب حزب “القوات اللبنانية” أيد مواقفه. والتقى ايضا وفدا مشتركا من لقاء “سيدة الجبل”، و”المبادرة الوطنية”. والتقى النائب والوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط. وهؤلاء اعلنوا عن تأييدهم لمبادرة البطريرك.
تهديد عوني مبطّن للراعي!
بالمقابل، فإن وفد « التيار العوني » الذي التقى البطريرك اليوم، اعطى موقفا اشبه بالوعظ والتهرب من الاجابة عن سؤال ما إذا كان التيار العوني يدعم سيد الصرح.
علما ان وفدا من التيار العوني، كان التقى قبل يومين السفير البابوي في لبنان، وسلمه مذكرة تتناقض في مضمونها مع مبادرات البطريرك. وشرح الوفد كلمة رئيس « التيار » جبران باسيل قبل ايام. ومن دون ان يسمي البطريرك مباشرةً، استرسل الوفد في شرح افكار باسيل عن حقوق المسيحيين التي اعتبروها تتناقض مع مبادرات البطريرك، خصوصا لجهة تدويل الازمة، وموقف نصرالله المعترض على التدويل، من جهة، وتهديده بالحرب، من جهة ثانية، ما يعرض السلم الاهلي للخطر! اضافة الى تفسير باسيل للدستور، بما يخالف مبدأ الشراكة الوطنية، لجهة تشكيل الحكومة، والاعتراض على موقف الرئيس المكلف سعد الحريري.
المعلومات تشير الى ان السفير البابوي تسلّم مذكرة الوفد، ولم يعطِ الوفد اي موقف، سلبيا كان ام ايجابيا.
في سياق متصل تتواصل التحضيرات في بكركي لاستقبال الوفود الشعبية، المرتقبة يوم السبت المقبل الساعة الثالثة والنصف، بعد الظهر، حيث يرتقب ان تشارك وفود من حزب “القوات اللبنانية”، وثورة “17 تشرين” والحزب الاشتراكي، واليسار الديمقراطي، ومن شخصيات مستقلة تعمل على حشد انصارها ليوم بكركي المشهود حيث يرتقب ان تتجاوز الحشود الآلاف.
ويوم الاثنين سيلتقي البطريرك الراعي وفدا من « كتلة نواب المستقبل » في خطوة إضافية تعطي مبادرات الراعي الزخم الوطني المطلوب، لتتحول الى مبادرة وطنية، مدعومة شعبيا وسياسيا، لتلقى الصدى المطلوب دوليا وصولا الى ترجمتها على ارض الواقع.
زوار الصرح البطريركي ينقلون عن الراعي انه يقول قولا واحدا وثابتا، مع كل الزوار، وهو أنه يريد « تحرير الشرعية اللبنانية من خاطفيها »، و »إقرار مبدأ حياد لبنان »، و »انعقاد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة » لحماية لبنان وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، وحماية الدستور اللبناني.
مراقبون في بيروت اعتبروا ان مبادرات الراعي اعادت بث الروح في الحياة السياسية اللبنانية، ووضعت مسألة سلاح “الحزب الايراني”، واستقواء الحزب بهذا السلاح لفرض هيمنته على السياسة اللبنانية بكل تشعباتها، على طاولة البحث.
وتشير معلومات الى ان رئيس الاشتراكي وجد ضالته في الشراكة الوطنية بالبطريرك الراعي، وان تيار المستقبل ليس ببعيد عن الشراكة مع البطريرك الراعي على غرار شراكة الرئيس الشهيد رفيق الحريري مع البطريرك صفير.
مراقبون في بيروت يعولون على اللقاء المرتقب بين قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس والرئيس الاميركي (الكاثوليكي) جو بايدن، حيث سيكون الملف اللبناني، ومبادرات البطريرك الراعي على جدول اعمال اللقاء، نظرا للاهتمام الذي يبديه الحبر الاعظم للوضع اللبناني، عموما، ودعمه لمبادرات البطريرك الراعي خصوصا.
هذا ويرتقب ان يزور لبنان قريبا، وقبل اللقاء المرتقب بين قداسة البابا والرئيس بادين، رئيس مجلس كنائس الشرق الاوسط الكاردينال ساندري للقاء البطريرك الراعي ليبحث معه اخر مستجدات الوضع اللبناني.