هل فقد الرئيس عون القدرة على التركيز لأكثر من دقيقتين كما يشيع بعض أصدقائه الشخصيين؟ ولكن، كيف يتباحث مع الرئيس المكلّف إذا كان غير قادر على التركيز؟ يجيب بعض العارفين أن الحريري يتحدث مع الرئيس عون لدقائق قليلة ثم يستأذن لاستكمال النقاش مع « مستشاره »، سليم « جريصاتي » (كما يوحي إسمه)، الذي ورثه عون من عهد إميل لحود « السوري-الحزبلّي »!
فهل بات الرئيس عون « دُمية » يحركّها جريصاتي وباسيل ومن يحركّهما ؟
عام 1988 قال الضابط حينها ميشال عون تعليقاً على ترشّح الرئيس سليمان فرنجية لمنصب رئيس الجمهورية: “رئاسة الجمهورية منها مزحة أبداً، بدها شخص يكون قادر يشتغل 20 ساعة بال 24، سليمان فرنجية عمره 80 سنة وما بيقدر يركز اكثر من ساعة.. بهالعمر ما بتعود تعرف أيمتى خرفان وأيمتى واعي“.
هذا ميشال عون الرئيس الحالي للجمهورية اللبنانية الذي تجاوز الخامسة والثمانين من العمر ووقع في شر ما اتهم به الرئيس الراحل سليمان فرنجيه عام 1988. ولم ينسَ اللبنانيون يوم « عيد الجيش » في سنة ٢٠١٨، حينما أطلق عنوان على دورة تخريج الضباط تسمية « فجر القرود » بدلاً من « فجر الجرود »!
قبل ايام، نسي الرئيس في كلمة متلفزة اسم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، واليوم اثناء استقباله رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب، قبيل اجتماع المجلس الاعلى للدفاع، نفى الرئيس ان يكون الرئيس المكلف تشكيل الحكومة، سعد الحريري، قد سلّمه تشيكلة حكومية، وقال بصوته امام عدسة الكاميرات، والميكروفونات مفتوحة امام صوته المتهدج، إن الرئيس الحريري “يكذب” ولم يسلمه اي ورقة!!!!
في التاسع من شهر كانون االأول/ديسمبر الفائت، نشرت صفحة رئاسة الجمهورية اللبنانية على موقع تويتر الخبر التالي: الرئيس عون استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري الذي قدّم له تشكيلة حكومية كاملة، في المقابل سلم الرئيس عون الرئيس المكلف طرحا حكوميا متكاملا يتضمن توزيعا للحقائب على اساس مبادئ واضحة“.
وفي تغريدة ثانية في اليوم نفسه جاء التالي :” الرئيس عون تسلّم من رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري تشكيلة حكومية من ١٨ وزيراً وسلّمه طرحاً متكاملاً حول التشكيلة المقترحة“.
فأيّ عون هو الصادق؟ هل الذي تسلم التشكيلة الحكومية في التاسع من الشهر المنصرم، ام الذي “كذب” رئيس حكومته المكلف سعد الحريري متهما اياه بعدم تسليمه اي ورقة؟
هل هناك من سعى للايقاع بالرئيس عون فابقى على الميكروفونات مفتوحة اثناء لقاء الرئيسين عون ودياب؟
هل حديث الرئيس استكمال للحملة التي شنّها صهره باسيل على الرئيس الحريري الاحد الفائت، فطلب الرئيس، او جوقة المستشارين، الابقاء على الميكروفونات مفتوحة لتمرير الرسالة الى الرئيس الحريري؟
أم هل اصبح الرئيس فاقداً للاهلية؟ وبالتالي، فإن « الشغور » قد ضرب موقع الرئاسة اللبنانية؟
هل اصبح الرئيس في حالة عجز عن التركيز والقيام بأود مهامه الرئاسية كما اتَهم هو نفسه، ذات يوم، الرئيس الراحل سليمان فرنجيه؟
ما ينقل عن زوار القصر لا يبشر بخير.
فمن قائل ان الرئيس “يغفو” على كرسيه بعد قرابة ربع ساعة من بدء الاجتماع به، الى رؤوساء حكومات قالوا في مجالسهم الخاصة،إن الرئيس يعاني من مرض النسيان، فما نتفق عليه معه اليوم، نجد انفسنا مضطرين لتذكيره به في اليوم التالي!
الواضح ان منصب الرئاسة شاغر والرئس الحالي فقد اهليته القانونية للاستمرار في مهامه!
من هنا يُفهم اصراره، والوزير باسيل، على حيازة الثلث المعطل في حكومة الحريري المقبلة.
ففي حال الإضطرار لاثبات عدم اهلية الرئيس، او إذا طرأ طارئ اكبر، تكون الحكومة الحريرية المرتقبة بيد جبران باسيل و « ثلثه المعطل »، وتتولى اعمال الرئيس الى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية.