سمحت طبيعة التربة الطينية لمنطقة « اللبونة »، المشرفة على الجانبين اللبناني والاسرائيلي من الحدود لحزب الله بإنشاء شبكة انفاق، غير معروفة حتى الآن، تمتد من « رأس الناقورة » غربا الى تخوم « علما الشعب » شرقاً، ما يعني تواجد مقاتلي الحزب تحت الارض على مدار الساعة!
واذا كان الجيش اللبناني والقوات الدولية ومعهما مركز فريق مراقبي الهدنة « فوق الارض »، فان السيطرة التامة هي للحزب الذي يسّير دورياته الاستطلاعية المكونة من عنصرين او ثلاثة عناصر بلباس مدني على متن دراجات نارية!
وهذا ما ظهر للعيان خلال المحادثات اللبنانية–الاسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في جولاتها الثلاث، حيث لا ينفك مقاتلو الحزب من مراقبة كل شاردة وواردة، بما في ذلك حركة الاعلاميين الذين يغطون تلك المحادثات عن بُعد ثلاثة كيلومترات شمالا.
كثافة وجود الاعلاميين المحليين والاقليميين والدوليين استفزت عناصر الحزب، فبدأوا « الحركشة » بالاعلاميين، وكان اولهم مراسلة «تلفزيون لبنان » الحكومي، قبل ان يتمدد تطاولهم إلى عدد من مراسلي الوسائل الاعلامية من بينهم مراسلي جريدة النهار وتلفزيوني « إم تي في » و »إل بي سي ».
ليكون الجواب النهائي ان الارض لمن يتواجد عليها، و«هم »، أي عناصر الحزب « الإيراني »، المتواجدون الى حد السيطرة والامر والنهي من دون حسيب او رقيب!
سؤال: هل كان الجيش اللبناني يعرف بوجود هذه الأنفاق « المحظورة » بموجب القرارات الدولية؟ وهل كانت قوات « اليونفيل » تجهل، أم تتجاهل، وجودها؟
مع هذا الامر الواقع، ارتاى عدد من المراسلين عدم تغطية المحادثات لان البعض منهم مُدرج على « قوائم الحزب السوداء » ولا شيء يمنع عناصر الميليشيا الإيرانية من افتعال « مشكلة ما »!
بعض الاعلاميين اشار الى ان حزب الله لا يرغب بأن يغطي الاعلام تلك المحادثات التي ترعاها الولايات المتحدة الاميركية وتستضيفها الامم المتحدة، ما يعني اعترافا يُسقط كل شعارات الحزب السابقة، مثل « اميركا الشيطان الاكبر » و“اسرائيل غدة سرطانية »!