(الصورة: “المقاوم” اللبناني “المظلوم” نزار زكا نشر هذه الصورة لعامر الفاخوري المريض بالسرطان معلّقاً: “عامر الفاخوري رجل مريض جدا يعود من لبنان الى الولايات المتحدة وصفحة جديدة في العلاقات الأميركية اللبنانية”. تحية لنزار زكا!)
ركيكاً كان امين عام حزب الله، حسن نصرالله في مقاربته لموضوع توقيف وإطلاق سراح عامر الفاخوري، قائد “معتقل الخيام” ايام الاحتلال الاسرائيلي للبنان.
ظهر نصرالله، “جاهلا” بما يجري في لبنان، خصوصا في شأن يتصل بالاسرائيليين. وزعم بأنه لم يكن يعرف بقرار المحكمة العسكرية، التي يرأسها عميد تم تعيينه بمباركة منه! وحاول أن يقنع الناس أن “العميد” المذكور تصرف من بنات رأسه، وأصدر قرارا باطلاق سراح الفاخوري!
وفات نصرالله امورٌ عدة منها ما حاذر التطرق اليه، ومنها ما سعى الى التعمية عليها، فجاء خطابه ممجوحا وفارغا ومشبعا باضاليل لم تعد تنطلي على احد.
براءة ذمّة لباسيل والمحكمة.. والجيش!
حاذر نصرالله التطرق الى مسؤولية حلفائه في التيار العوني في قضية الفاخوري، وراح يفند ويبرر كيفية خروج الفاخوري من لبنان، نافيا علمه بقرار المحكمة العسكرية وقضاتها ومدعيها العام وهو الذي يحصي على اللبنانيين انفاسهم وتغريداتهم و”اتصالاتهم الهاتفيه” وتظاهرهم!!
حاذر نصرالله، أيضاً، التطرق الى مسؤولية الجيش اللبناني. فالمحكمة عسكرية وقضاتها ضباط في الجيش، والمروحية التي هبطت في مقر السفارة الاميركية في عوكر، اعطيت الاذن من الجيش اللبناني للهبوط والاقلاع لتقل الفاخوري! وزعم نصرالله ان الفاخوري خرج من مكان توقيفه بمرافقة ومواكبة، كان اعجز من ان يواجهها بكل “بلطجيته” وحليفه رئيس حركة امل نبيه بري.
العميد حسين عبدالله ملحقاً عسكرياً!
وما قدمه العميد حسين عبدالله بتنحيه عن رئاسةا المحكمة العسكرية، يؤكد عدم قدرة نصرالله الذي بدا اوهن من “بيت العنكبوت”، على محاسبة العميد عبدالله، الذي عاد الى وحدته العسكرية وسيعين ملحقا عسكريا في برلين، بدل محاكمته حسب منطق نصرالله والمعترضين الممانعين.
فنصرالله لم يأت على ذكر اسم أي من الذين اتهمهم بالتورط في القضية، فبدا ان قائد الجيش هو الاقوى عندما يجد الجد، وان علاقة لبنان ومؤسساته العسكرية بالولايات المتحدة اقوى من تهديدات نصرالله، وهم لا يأبهون به وبتهديداته عند الحاجة.
لم يلفظ نصرالله اسم الوزير السابق جبران باسيل لا من قريب ولا من بعيد، وراح يطالب بـ”لجنة تحقيق” في كيفية “تهريب” الفاخوري، من لبنان! علما ان محطة تلفزيونية لبنانية كانت اعلنت في نشرة اخبار فور الافراج عن الفاخوري، انه سيغادر لبنان عن طريق السفارة الاميركية في عوكر، ما يجعل من حديث نصرالله عن “عدم علمه” بكيفية خروج الفاخوري و “تهريبه” ووصف السفارة الاميركية بأنها “معبر غير شرعي”، امراً يدعو للسخرية.
وبدل ان يبحث نصرالله في كيفية خروج الفاخوري من لبنان، الاجدى به كان، وهذا ما حاذر التطريق اليه، ان يبحث عن كيفية دخول الفاخوري الى لبنان، من شجعه! أي من أعطاه ضمانات. إذ ليس من المعقول ان يقرر الفاخوري من بنات رأسه العودة الى لبنان وهويعرف ماجنته يداه،وان من كانوا ضحاياه ما زال قسم كبير منهم على قيد الحياة علامات الفاخوري ما زالت حاضرة في اجسادهم وفي مقابر اقربائهم؟
“تفاهم مار مخايل”: عودة المبعدين إلى إسرائيل!
وفات نصرالله ان ورقة “تفاهم مار مخايل” مع التيار العوني تنص في بندها السابع على “ئعودة المبعدين الى اسرائيل” في اعقاب انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان عام 2000،
فاذا كان لا يريد عودته، لماذا وافق على إدراج هذه العودوة بندا في اتفاقه مع الجنرال عون، واستفاد منذ ذلك الحين من الاتفاق وافاد التيار العوني، من دون اتخاذ خطوة واحدة في سبيل اعادتهم؟
والاجدى لنصرالله ان يطلب من لجنة التحقيق في كيفية “تهريب الفاخوري” الى مطالبتها بتوسيع تحقيقاتها الى كيفية دخول الفاخوري الى لبنان اولا.
وما يثير الريبة في خطابات مصرالله هو تصنعه “البراءة”! وكأن حزبه كان يوزع الورود والمساعدات الانسانية على اللبنانيين، اليس حزبه مسؤولاً عن اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقادة ثورة الارز، وقد أثبتت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان تورط عناصر من حزبه في الاغتيالات، اقله اربعة منهم حتى الان؟
اذا كانت العمالة لاسرائيل جريمة، يحاسب عليها القانون اللبناني، فما هي جريمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجورج حاوي ومي شدياق ومروان حماده….؟
هل ثتبتت تهم العمالة لاسرائيل على هؤلاء، ليقرر حزب نصرالله اعتيالهم وشطبهم من الوجود؟
ومن سمح لحزب نصرالله ان يحاكم وينفذ قرارات اغتيال في حق لبنانيين؟ حتى من حركة “امل” في حرب السيطرة على الشارع الشيعي، في “إقليم التفاح” و”الضاحية” وغيرها؟
من كان بيته من زجاج لا يرشق.. !!