اطل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد الدكتور ميشال عون على اللبنانيين في اوج الازمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، ليعلن لبنان “دولة نفطية” بمسعى من “الصهر الأعظم” الوزير جبران باسيل الذي “اوجد” النفط في البحر منذ عام 2013! مع أن شركة “توتال” تقول أن استخراج النفط، إذا وُجِد، سيبدأ في ٢٠٢٩!
قال عون في كلمته الى اللبنانيين اليوم: “كان التزامنا من خلال تكتل “التغيير والاصلاح” النيابي الذي ترأسته لسنوات، والوزارات التي تولّينا تحمّل مسؤولياتها ولا سيّما وزارة الطاقة التي تسلمّها الوزير جبران باسيل والذين تعاقبوا من بعده، ان نعمل ليل نهار، ومن دون هوادة، من أجل تحقيق هذا الحلم الذي سأطلقه يوم غد بكل اعتزاز”.
والحقيقة أن اعمال التنقيب تنطلق غداً، وفي حال ثبوت وجود نفط او غاز تجاري في المياه الاقليمية اللبنانية، فإن استخراج النفط ليصبح منتجاً استهلاكيا يباع في الاسواق العالمية، لن يكون متاحا قبل العام 2029، اي بعد ٩ سنوات من الاعلان التاريخي المفصلي للرئيس الجنرال الدكتور!
من جهته، رئيس حكومة عون، الدكتور حسان دياب، حمّل من وصفهم بـ”اوركسترا” تعمل في الخارج مسؤولية عرقلة وصول المساعدات لحكومته غامزا من قناة رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي اتهمه بالعمل مع دول الخليج على عدم تحديد موعد لدياب ليقوم بجولة على هذه الدول، فضلا عن ان الحريري “يمون” على دول الخليج كي لا تدفع امولا لانقاذ لبنان من ازمته!
حديث عون معطوفا على حديث رئيس حكومته يبشر بطول ازمة اقتصادية قد لا يعيش قسم كبير من اللبنانيين ليروا مفاعيلها!
فـ”دياب”، الذي يعتصم بحبل الصمت، يرأس حكومة موظفين ولا يجرؤ لا هو ولا اي من وزرائه على مخاطبة اللبنانيين! فمنذ كلمته في المجلس النيابي لم ينبس ببنت شفة، ولم يستقبل في مقر رئاسة الحكومة سوى السفير السوري علي عبد الكريم علي، ورئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني.
وفات عون ودياب ان الحريري يعاني بدوره من ازمة مالية تتفاقم منذ العام 2015، وأن علاقاته بدول الخليج العربي والمملكة العربية السعودية، ليست بافضل حال، وهو تاليا لا “يمون” على هذه الدول، كما يتخيّل “دياب”، في حين ان نفط الدكتور الجنرال الذي جاء بمنّة من صهره، لن نرى نتائجه قبل ٩ سنوات في حال كان من النوع الذي يمكن تسويقه دوليا!
وفات عون ودياب معا، ان يخبروا المواطنين اللبنانيين، ما الذي سيكون عليه يوم غد، بعد ان تجاوز سعر صرف الدولار 2500 ليرة لبنانية للمرة الثانية منذ السابع عشر من تشرين الاول الماضي. وفاتهم ايضا ان يخبروا المواطنين اللبنانيين، كيف سيتعاطون مع استحقاق سداد سندات “اليوروبوندز” في التاسع من آذار المقبل، وفي حال نفدَت الحكومة من هذا الاستحقاق، ماذا ستفعل في استحقاق حزيران المقبل، والذي يليه ويليه من ديون وخدمة دين!
في الوقت الذي يعيش فيه الشعب اللبناني حالة قلق مصيرية تدفع بشيبه وشبابه الى الهجرة والانتظار طوابير على ابواب السفارات، في ازمة لم يشهدها لبنان منذ ما يعرف بـ”أيام الجوع” عام 1914، يطل عليهم رئيسهم المتباهي بثروة نفطية على قاعدة “سمك بالبحر”، ورئيس حكومة شاهرا عجزه قبل ان يستلم منصبه!