لماذا لا يطلب عون من البنك المركزي أسماء الذين حولوا اموالهم الى الخارج؟
كاد الوضع ان ينفجر ليل الخميس بين انصار التيار الوطني الحر والحزب التقدمي الاشتراكي خلال تظاهرة لانصار التيار العوني كانت وُجهتها مصرف لبنان “احتجاجا على سياسة المصرف المركزي وحاكمه رياض سلامه”، إلا أن احد انصار التيار العوني عمد الى حرفها عن هدفها وتوجه بسيارة الى الباحة الملاصقة لمنزل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.
ما جرى امام منزل رئيس الاشتراكي يثير الريبة، خصوصا ان المصرف المركزي يبعد عن منزل جنبلاط مئات الامتار، وان المتظاهرين لم يعلنوا عن رغبتهم بالتظاهر امام منزل جنبلاط في العاصمة اللبنانية.
اثناء التظاهرة دخل احد انصار التيار العوني المدعو “ربيع فرحات” من هيئة كفرشيما في “التيار”، الى موقف سيارات يُستعمَل لزوار رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط، فتدخل عناصر الحماية الامنية، وطلبوا منه عدم توقيف سيارته في الموقف، خصوصا انه بعيد عن مكان التظاهرة. الا ان فرحات اصر على ركن سيارته مستخدما عبارات مستفزة لأمن جنبلاط، الذين طلبوا من القوى الامنية في المكان معالجة الموضوع.
بالفيديو، وليد جنبلاط: بناء الدولة يتطلب السيطرة على الحدود السائبة!
على الاثر، طلبت القوى الامنية من “ربيع فرحات” سحب سيارته، وبسبب اصراره على ابقائها في مكانها، طلبت القوى الامنية تفتيش السيارة، فتبين ان في الصندوق الخلفي ثلاثة رشاشات حربية ومسدسين.
وفور اكتشاف عناصر الحماية الامنية لجنبلاط وجود الاسلحة في صندوق السيارة، عمدوا الى مهاجمته والتعرض له بالضرب وتكسير سيارته ما أدّى الى اصابته بجروح، قبل ان تتدخل القوى الامنية لفض الاشكال. خصوصا ان عناصر من التيار العوني تقاطروا الى المكان لمؤازرة رفيقهم.
وإزاء توسع الاشكال بعد ان تداعى انصار الحزب والتيار لمؤارة بعضهم، تدخلت القوى الامنية وعمدت الى الفصل بين انصار جنبلاط والتيار العوني، لتعيد الأمن الى المنطقة، في حين تدخل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لتهدئة انصاره وجمعهم في منزله طالبا منهم الهدوء.
المعلومات تشير الى ان الاشكال الامني امام منزل جنبلاط مُفتعل، وكان يهدف الى حرف الانظار عن حجم التظاهرة المثيرة للسخرية نحو المصرف المركزي احتجاجا على سياسات الحاكم، الذي تم التجديد له قبل سنة، بناء على اقتراح رئيس الجمهورية، الجنرال الدكتور ميشال عون.
وتضيف ان حجم التظاهرة لم يكن بالمستوى المطلوب، من حيث العدد، ولا من حيث المضمون، خصوصا الكلمة التي القاها مندوب التيار “وديع” وطالب فيها من امام المركزي باسماء الذين حولوا اموالهم الى الخارج! علما ان هذا الطلب يمكن تحقيقه بسهولة ومن دون تظاهر، إذ يكفي ان يطلب رئيس الجمهورية من حاكم المركزي لائحة باسماء هؤلاء، من دون الحاجة الى التظاهر.
وتشير المعلومات ان انصار العوني، لجأوا الى افتعال إشكال امني كاد ان يتطور الى ما لا تحمد عقباه مع انصار الحزب الاشتراكي، اذ ان هذا الاشتباك يحرف الانظار عن التظاهرة وهدفها الرئيسي، فتتحول الى اشتباك امني بين انصار عون وجنبلاط، ما يؤدي الى شد عصب مسيحي مؤيد للتيار، خصوصا ان ماكينة التيار العونية الاعلامية والمروجة للبروباغندا الاعلامية، كانت ستلجأ الى فتح دفاتر قديمة واخرى لم يمر عليها في الخلاف المسيحي-الدرزي.
وتضيف ان مسارعة القوى الامنية الى فض الاشكال، فوتت على انصار التيار العوني فرصة نقل السجال السياسي والاقتصادي في البلاد الى سجال امني يُعيد التذكير بملفات طوتها مصالحة الجبل، واعادت بث الروح فيها حادثة قبر شمون الاخيرة.