شككت جهات امنية محلية بالمعلومات المتداولة عن قيام (الشرطة الروسية) ومعها مليشيات منتقاة، افرادها من عشائر البقاع الشمالي وسكان قرى حدودية سورية، باقفال ١٣٠ معبراً غير شرعي موزعة بين “الهرمل” و”القاع” و”جرود السلسلة الشرقية”.
ووضعت مثل هذا التعميم الاعلامي في اطار سياسة ذكية ينتهجها حزب الله، بالتنسيق مع الجانبين السوري والروسي، لحماية مصدر من اهم مصادر تمويله بالعملات الصعبة والمحلية السورية واللبنانية.
معلومات الجهة الامنية اللبنانية تقاطعت مع وقائع ميدانية على الحدود الشمالية جهة “الهرمل” و”القاع” و”بريتال” و”سرعين”. وفي هذا الاطار أكد تجار لبنانيون تدفّق سلع غذائية، ومواد بناء، من سوريا الى لبنان… وأشاروا الى ان الجهات المختصة (سورية وروسية) اقدمت على اقفال معابر قليلة لكنها مشهورة كي تعطي انطباعا محليا ودوليا بانها ضبطت الحدود الشمالية ومنعت التهريب وحالت دون مصدر هام يستفيد منه حزب الله.
لكن الحقيقة الميدانية ما زالت على حالها. فممرات التهريب لم تتوقف ابدا، وتُعتبر “القصير” و”الزبداني” من بين اهم نقاط قوة حزب الله لتمرير المهرب، يضاف اليها مناطق وقرى في “القلمون السوري” الحدودية والتي شهدت مؤخرا اعادة انتشار وتمركز لمئات المقاتلين التابعين لحزب الله معززين بأليات عسكرية ومدرعات واسلحة مضادة للطائرات.
ويسرد هؤلاء عشرات الامثلة عن قوافل أتية من “القصير” نحو “صحراء الهرمل” و”جرود بريتال وبعلبك” محملة بمئات من انواع المهربات.
وقال لنا مدير شركة شحن بحري وبري في بيروت: ليس صحيحا أن عمليات التهريب توقّفت…!تكفي جولة واحدة على المحال والسوبر ماركت كي تكتشف كمّا كبيراّ من اصناف المواد الغذائية السورية، بما فيها لحوم الدجاج والابقار غير الاجنبية والالبان والاجبان والبيض الخ.
ويوضح بعض المعلومات بشأن الاستيراد من الصين عبر مرفأ بيروت. فيشير الى تعثر حصل منذ البدء بتطبيق اجراءات المصارف وليس قبل هذا التاريخ. لكن هذا لا يعني ان سكة تهريب مستوعبات مستوردة عبر الاراضي السورية الى لبنان توقفت… فهي تشكل مصدر دخل هام لحزب الله الذي حصر عملية التهريب بـ”لائحة ثقة”لتجار كبار ومتوسطي القوة ما زالوا يتسلمون بضائعهم حتى الساعة عبر عمليات تهريب منظمة وفاعلة.
اهالي مدن الحدود يعتبرون اقفال جميع المعابر غير الشرعية نكته سمجة… ويحيلون السائل والمتابع الى سكك تهريب السيارات المسروقة او قطعها… والى تدفق عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع و”على عين الجميع”… والامر ينسحب على الخضار التي تغطي السوق اللبناني. فواردات الخضار عبر “معبر المصنع الرسمي” والشرعي، لانها غير خاضعة للرسوم بسبب اتفاقيات مشتركة، تبقى غير كافية ما يدفع الكثير من التجار السوريين واللبنانيين الى استخدام ممرات غير شرعية خاصة للذين يتهربون من اجراءات النقاط الامنية السورية.. فان تدفع لمُمسك بمعبر غير شرعي افضل من ان تدفع مرات عدة لحواجز النظام السوري قبل “جديدة يابوس” وبعدها.
مصادر متابعة أكدت بقاء دولة التهريب على حالها.. فهي قوية ومتجذرة ركيزتها حزب الله واصبح لديها الان جناحان محترفان: مافيا التهريب الروسية، ومافيا مخابرات النظام السوري.