وأخيرا، قالها الرئيس الحريري الذي اعلن أمس في دردشة مع عدد محدود من الاعلاميين أنه: “منذ البداية قبلت وشاركت في التسوية لمصلحة البلد، ولمنع الفراغ الذي استحكم بالبلد. ما حدا “يربحني جميلة” انو جابني! التقيت مع حزب الله لدرء الفتنة السنية الشيعية، وقوبلت بانتقادات كثيرة في شارعي ومن اهلي. وقد دفعت مرارا ثمن الاعتدال“!
ولعل ابرز ما جاء في حديث الرئيس الحريري هو تطرقه الى مسألة “تربيح الجميلة“، حيث انه ضاق ذرعا بحديث الوزير باسيل كلما التقى بالحريري، عن ان باسيل وعمه الرئيس الدكتور الجنرال، هما من سعيا الى إخراج الرئيس الحريري من ازمته في ٤ تشرين الاول/أكتوبر 2017 في المملكة العربية السعودية.
وتشير معلومات كانت أوساط الحريري قد تحفّظت على نشرها حتى الآن انه لا باسيل ولا عمه، ولا حتى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ساهموا في حل الإشكال بين الرئيس الحريري والمملكة! بل إن الولايات المتحدة الاميركية هي التي عملت على حل الاشكال، وتشير الى ان كل حركة باسيل لم تكن ذات قيمة، ولا مؤثرة في القرار السعودي، بل على العكس كانت تزيد من توتر السلطات السعودية!
تهديد أميركي عبر السبهان؟
وتضيف المعلومات ان السلطات الاميركية استدعت على عجل، غقب ازمة الرابع من تشرين/أكتوبر الوزير السعودي ثامر السبهان الى واشنطن، وابلغته رفض الولايات المتحدة اي اساءة في حق الرئيس الحريري من اي نوع كان، ومنددة بسوء تعاطي ولي العهد السعودي مع الرئيس الحريري الذي هو رئيس حكومة لبنان في سابقة هي الاولى من نوعها في العالم.
وأشارت المعلومات الى ان السلطات الاميركية اوقفت خدمة “جي بي إس” GPS عن الطائرات الحربية السعودية التي تحلق فوق اليمن، مما تسبب بحال من الارباك في مسارات الطائرات الحربية، وكادت ان تصطدم بعضها ببعض، نتيجة فقدانها البوصلة التوجيهية، والتي مصدرها الولايات المتحدة الاميركية.
وأضافت انه على الاثر تم حل الاشكال مع الرئيس الحريري، وانتقل الى منزله في الرياض، حيث قابل تباعا وسائل الاعلام العربية والدولية، والتقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، بطلب اميركي، كما التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، الذي صودف وجوده في المملكة في زيارة كانت مقررة قبل الرابع من تشرين الاول.
وتضيف المعلومات ان لا باسيل ولا عمه كان لهما اي فضل في حل الاشكال بين الرئيس الحريري والسلطات السعودية، فكل الامر كان في يد الادارة الاميركية دون سواها.
واليوم قرر الرئيس الحريري نفض يده من ما وصفه من “تربيح الجميلة” ولعله يبدأ مرحلة جديدة من المعارضة والعودة الى قواعده الشعبية بعد ان انهكه تحالف “تربيح الجميلة” مع التيار العوني.