الشعب في وادٍ، والبطريرك الماروني في وادٍ!
كنا نأخذ على البطريرك الماروني “صمته” وتخاذله في الوقوف مع الشعب الثائر، فبِتنا نتمنّى صمته! كلام من نوع “يكفي إدانات وسلبيات وتشكيك وتنصيب الذات ديانين للغير”، لمن يوجّهه البطرك؟ للشعب الذي حكم على هذا العهد بأنه أفسد عهد في تاريخ الجمهورية؟ أي للشعب الذي “أدان” صاحب العهد و”جبرانه”!!
يقول البطرك: “رشق الجيش اللبناني وقوى الأمن بالحجارة.. إنما ينتهك كرامة الجيش وكرامة المواطنين المؤمنين بالدولة اللبنانية”! حلو كتير! ماذا عن ٧ أيار ٢٠٠٨؟ هل انتهك “كرامة” الجيش والمواطنين.. والبطريركية المارونية؟
منطق البطريرك الماروني هو “سهّلوا تشكيل حكومة” المدعو حسّان دياب وبعد ذلك “يبدأ الحوار الوطني حول الأساسيات من مثل: السيادة الوطنية وتعدد الولاءات، التناقض بين الأمن الوطني والأمن الذاتي”!
غلطان البطرك: “الآن”، وليس “بعد ذلك” هو وقت نقاش “الأساسيات”! “التخاذل” عن “الأساسيات” هو ما أوصل البلد إلى هذه الحالة!
*
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، في حضور الرئيس أمين الجميل وحشد من الفاعليات والمؤمنين.
وبعد كلام “وجداني” عن “الحكام”.. “لأنهم أهملوا صوت الله في ضمائرهم”.. وصل البطريرك الراعي إلى “بيت القصيد” في خطبته:
“ما شاهدناه منذ يومين من رشق الجيش اللبناني وقوى الأمن بالحجارة في إحدى التظاهرات الاحتجاجية، إنما ينتهك كرامة الجيش وكرامة المواطنين المؤمنين بالدولة اللبنانية. فإننا ندعو بالأحرى إلى الاحترام والتعاون. وفيما نحن قادمون على عيد الميلاد، نوجه النداء إلى كل المنتفضين بعدم قطع الطرق الرئيسية في جميع المناطق، لكي يتنقل المواطنون بسهولة ويعيدوا بالفرح. فلا تحرموهم إياه”.
وتابع: “لبنان، بما وصل إليه من حال شلل وفقر، لا يتحمل أي تأجيل أو عرقلة لتأليف الحكومة الجديدة. يكفي إدانات وسلبيات وتشكيك وتنصيب الذات ديانين للغير. إن تداول السلطة هو من صميم الدستور والنظام الديموقراطي. فنناشد جميع القوى السياسية التعاون مع رئيس الحكومة المكلف وتسهيل التأليف. هذه الحكومة هي حكومة طوارىء إنقاذية، على مستوى الاقتصاد والاجتماع والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، وإيقاف تفاقم الدين العام وتنامي العجز.
وبعد ذلك، يبدأ الحوار الوطني حول الأساسيات من مثل: السيادة الوطنية وتعدد الولاءات، التناقض بين الأمن الوطني والأمن الذاتي، حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية والتزامه قضايا المنطقة، وسواها من الأمور المرتبطة بالدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني”.