أشارت معلومات في بيروت الى ان التسوية التي انجزها نادر الحريري مدير مكتب الرئيس سعد الحريري، والوزير جبران باسيل طويت صفحتها نهائيا، وانتهت مفاعيلها بعد ان دفع المستقبل من رصيده الانتخابي والشعبي ما لم يعد له طاقة على تحمله، بالتزامن مع مراكمة الوزير باسبل الارباح من كيس “المستقبل” والوطن على حد سواء.
وأضافت المعلومات ان ثورة ١٧ تشرين الاول المنصرم شكلت خشبة خلاص للرئيس سعد الحريري للتخلص من اعباء التسوية بعد ان خسر اكثر من ثلث كتلته النيابية ووضع نفسه وتياره بتصرف العهد، للنهوض بالبلاد. في حين ان باسيل، كان ينقض اتفاقاته، ويرسم مع حسن نصرالله، امين عام حزب الله معركته لخلافة عمه في رئاسة الجمهورية، غير عابئ بسائر الشركاء في الوطن وفي مقدمهم تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري.
اليوم تقول المعلومات انه بعد نادر الحريري، الذي دفع ثمن تراجع حجم الكتلة النيابية للمستقبل، وأخرج من مكتب الرئيس الحريري، جاء الدور على الوزير باسيل، حيث انه بات على اللائحة السوداء لجميع المتعاطين بالشأن اللبناني، داخليا وخارجبا! وتضيف ان، بعد شتمه في ساحات الثورة، فقد ابلغ امين عام جامعة الدول العربية الذي زار بيروت في ١٩ شهر تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، الرئيس عون، ان وجود باسيل اصبح عبئا على الحكومة والعهد في لبنان! وردا على طلب الرئيس عون مساعدات عاجلة من الدول العربية للبنان، كان ابو الغيط واضحا في جوابه من بأن لبنان لن يحصل على اي مساعدات ما لم تتشكل حكومة اختصاصيين تعمل على وقف الهدر في اموال الدولة وتشرع فورا في اصلاحات بنيوية في هيكلية الاقتصاد اللبناني خصوصا لجهة مكافحة الفساد.
حتّى أرسلان!!
المعلومات تشير الى ان الجانب الروسي الذي استطلع اراء عدد من القيادات اللبنانية، خلص الى اجماع هذه القيادات على استبعاد باسيل، ورفض مشاركته في اي حكومة مقبلة. حتى ان صديقه الحميم النائب طلال ارسلان، طلب من الروس عدم توزير باسيل في اي مبادرة تحملها موسكو لحل الازمة الراهنة.
ولدى سؤال ارسلان عن حقيقة موقفه، اجاب ان هناك خطأ في الترجمة من العربية الروسية!
أميركا رفضت “التكنوسياسية” الفرنسية!
تزامناً، وفي الشأن الحكومي سعت فرنسا ، بعد زيارة موفدها الى لبنان، الذي التقى حزب الله، الى تسويق حكومة “تكنو سياسية”، لا تضم باسيل. الا ان “ديفيد شينكر” عن الجانب الاميركي رفض المقترح الفرنسي جملة وتفصيلا.
وتضيف انه، بعد الجانب الفرنسي، اوفدت بريطانبا مبعوثا الى لبنان، وعاد باقتراح حكومة لا تضم باسيل، وأقنع الجانب الاميركي بتولي الوزير محمد فنيش عن حزب الله وزارة دولة من دون حقيبة، بعد ان اوضح للاميركيين انهم يفاوضون الجانب الايراني ويتبادلون معه الاسرى والمعتقلين. وتاليا هم لا يستطيعون الاستقواء على اللبنانين، خصوصا ان حزب الله مكون لبناني، ومن نسيج الشعب اللبناني ولا يمكن استبعاده عن السياسة بالضربة القاضية، وكانت خلاصة الاتفاق ان يتولى اصحاب الاختصاص الوزارات التي تعنى بشؤون المواطنين، اضافة الى ممثلين عن القوى السياسية الرئيسية في البلاد، من الذين لا يستفزون الثوار.
الاتفاق البريطاني الاميركي سيجد طريقه الى مؤتمر باريس لاصدقاء لبنان الذي سيعقد في الايام المقبلة، مع ضوابط صارمة ستوضع على الادارة اللبنانية المقبلة. منها على سبيل المثال وقف العمل فورا بمشروع سد بسري الممول من البنك الدولي. فبحسب الاولويات، الكهرباء تتقدم على ما سواها، وبدل اهدار المال على مشروع فاشل، الأجدى اعادة صرفها على مشاريع انتجية باشراف المجتمع الدولي.
المعلومات تضيف ان باسيل الذي كان يهدد في ١٣ تشرين الاول الماضي بجرف معارضيه، يستميت لايجاد مخرج لعودته الى الحكومة. وهو، بعد ان اخفق في مساواة نفسه بالرئيس سعد الحريري، مشترطا خروجهما معا من الحكومة او العودة الى الحكومة المقبلة معا، وبعد أن اصبح الحريري ضرورة وباسيل لعنة، فقد عاد ليساوي نفسه بوزير المال علي حسن خليل، لاحراج الرئيس نبيه بري، الذي بادر فورا الى الطلب من الوزير علي حسن خليل الاستعداد للراحة ووضع فورا البديل من الوزير المحال الى التقاعد شخصية شيعية مرموقة من عيار “التكنوقراط“، قاطعا الطريق على عودة باسيل الى الحكومة!
الحظ يبتسم لكنعان.. أخيراً!
المعلومات تشير الى ان افول نجم باسيل، سيفسح في المجال امام قيادات من التيار الوطني الحر من التكنوقراط. فالنائب ابراهيم كنعان، على سبيل المثال، يتمتع بصدقية وطنية وداخل صفوف التيار، مع ان هناك محاولة جرت لاسقاطه في الانتخابات النيابية، من قلب التيار! وهو من خلال ترؤوسه لجنة المال والموازنة لاكثر من عشر سنوات اصبح ملما بشؤون الوزارات والادارات في الدولة، ولا يشكل تمثيله للتيار العوني في الحكومة استفزازا للثوار، في حين ان الوزير الارثوذكسي الياس ابو صعب، سيغادر مع الوزير باسيل.
المعلومات تشير الى ان معظم التشكيلة الحكومية اصبحت جاهزة، وهي ستحوز على موافقة ودعم المجتمع الدولي، ولن تغضب الثوار في انتظار “صحوة الرئيس عون” وادراكه لحجم الاخطار والكوارث التي جر صهره باسيل اليها البلد والتيار العوني والعباد.