قال “سعيد معيد فر”، عالم الاجتماع المقيم في إيران، في حديث لوكالة أنباء “إيلنا” بشأن احتجاجات الأسبوع الماضي، إن طبيعة هذه الإحتجاجات قد تغيرت مقارنة بـ”الحركة الخضراء” عام ٢٠٠٩ وحتى مقارنة باحتجاجات يناير عام ٢٠١٧، مؤكدا بأنه بالإضافة إلى تغيّر الهوية السياسية للمشاركين فيها، فإن أسباب الإحتجاجات قد تغيرت أيضا.
وقال “معيد فر” إن إحدى السمات المهمة للحركة الإحتجاجية الراهنة هي أنها حدثت نتيحة لإحباط الملايين من المهمشين الجائعين الذين يعيشون بصورة عشوائية في أطراف المدن الكبرى في البلاد بسبب السياسات الخاطئة للجمهورية الإسلامية على مدى أربعين عام.
كما أكد أن التيار الإصلاحي أصبح ضعيفا في الساحة، لدرجة أنه فقد القدرة على التأثير في أي احتجاجات بغية احتواءها وتوجيهها.
وقال “معيد فر”: “نعيش اليوم في ظل اقتصاد مفلس، وفساد، وتمييز، وسياسات حكومية خاطئة استمرت لـ٣٠ إلى ٤٠ عاما، ما أدى إلى إخلاء القرى من أهاليها. ففي أطراف المدن الكبرى التي يتمركز فيها المال والموارد الاقتصادية، هناك حشود بشرية من الجائعين الذين باتوا أكثر استعدادا وحماسا للهروب إلى هذه المدن يوميا”.
وأكد معيد فر أن “جيش الجائعين”، الذي يقول الخبراء إن عدد سكانه سيتجاوز ٢٤ مليون شخصا قريبا، سيغزو المدن الكبرى و”يجب أن نفكر في حل لهم في أقرب وقت ممكن”. إلا أن “معيد فر يعترف” بأنه لم يعد هناك المزيد من الوقت لإيجاد حل لهؤلاء، لأنه حسب قوله “تم تدمير نُظُم وأُسُس الاقتصاد والسياسة والثقافة والأخلاق في البلاد”، وأن جميع الإصلاحيين “فقدوا مصداقيتهم” بعد اتهامهم بالسرقة والفساد.
وحذر “معيد فر” من أن “قوة الجائعين في إيران ستكبر بحيث لن يستطيع أحد أن يواجههم”، مشيرا إلى أن “البلاد والمجتمع باتا في مواجهة عاصفة شديدة”.
وفي مثل هذه الظروف، فإن المحتجين والجياع، وفقا لـ”معيد فر”، “سيدمرون كل شيء مثل الفيضان”.