يعيش قصر بعبدا، المقر الرسمي لرئاسة الجمهورية اللبنانية أزمة استشارات ومستشارين، وسط الازمة السياسية الخانقة التي تعصف بالبلاد! أزمة تبدأ بخلاف على “الوراثة”، أي ما يسمّى باللبناني “حَصر الإرث”، بين بنات الرئيس واصهرته! وهذا، مع ارجحية للصهر الاكثر دلالا “جبران باسيل”، وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة، وزوجته شانتال عون. هذا من جهة، وشقيقتها، كلودين، زوجة العميد “المتقاعد باعتلال صحي” (حسب ما ورد في بيان تسريحه للتقاعد)، شامل روكز.
“خلافات البنات” بدأت تظهر الى العلن وسط انتقاد كل واحدة منها للاخرى، عبر شاشات التلفزة! وتتحدث مصادر مطلعة عن ان “فخامة الرجل الهرم”، لم يعد قادرا على الامساك بزمام الامور في قصر الرئاسة، وان الوزير باسيل الذي يقيم، مع عائلته، في القصر الرئاسي منذ إندلاع ثورة ١٧ تشرين الأول/أكتوبر، هو من يدير سلسلة الاتصالات المتعلقة بمسار تشكيل الحكومة على خط حارة حريك مع قيادة “الحزب الالهي“، وبيت الوسط، مع الرئيس المستقيل سعد الحريري.
“البقرادوني” شاهداً على كل العصور!
الى الابنتين المتصارعتين، في “قصر السلطان“، تدور حملة استشارات متناقضة، يحملها مقربون من الرئيس عون، في مقدمهم نائب رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني، “عرّاب عودة الجنرال من منفاه الباريسي” مع نظام الاسد السوري والحزب الإيراني عام 2005. حيث أشارت المعلومات ان بقرادوني التقي المعنيين في قصر بعبدا، وابلغهم ضرورة السير بـ”حكومة تكنوقراط”، من غير السياسيين، ناصحا الرئيس وصهره باسيل بضرورة تقديم هذا “التنازل” اليوم قبل الغد، لأن ما يجري سيطيح بالجميع، وستكون الخسارة شاملة!
وينافسه.. الجريصاتي!
تزامنا، ينصح الوزير السابق سليم جريصاتي، محامي المتهمين باغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق الشهيد رفيق الحريري، والرجل القوي بين المستشارين في قصر السلطان، ورجل نظام الاسد الموثوق في لبنان، بالسير في ما يصطلح على تسميته بـ“حكومة اللون الواحد“، بالشراكة مع “حزب الله” والذين يدورون في فلكه من قوى درزية، على غرارالنائب طلال ارسلان، ووئام وهاب. وهذا، على ان يتعهد التيار العوني، بتغطية الجانب المسيحي في الحكومة، في حين يتم الاستعانة بمسلمين سُنّة لتغطية غياب تيار المستقبل عن الحكومة!
تزامنا أشارت معلومات الى ان قيادة “حزب الله” استدعت الوزير جبران باسيل الى اجتماع في ضاحية بيروت الجنوبية، حيث ابلغته ان لا حكومة من دون “حزب الله“، وأن عليه تدبّر الامر مع الرئيس سعد الحريري، على ان يكون الحريري الرئيس المقبل للحكومة.
وفي سياق متصل أشارت معلومات الى ان الرئيس سعد الحريري أبلغ الوزير باسيل رفضه المطلق ترؤس اي حكومة تضم سياسيين من اي طرف كان.
وحين حاول باسيل ايتزاز الحريري بالقول إنه لن يكون رئيس الحكومة المقبلة ما لم يوافق على وجود سياسيين فيها، أجابه الحريري :”لست مهتما” وأنا “غير معني“، “شكلوا الحكومة التي تريدون، لن اكون حجر عثرة في وجه اي تشكلية حكومية”!