الصورة: الرئيس الحريري تفقّد مرفأ بيروت في شهر أيلول/سبتمبر الماضي
*
بعد ان كسر المحتجون اللبنانيون حاجز الخوف، وشملت الاحتجاجات، وبقوّة، مناطق كانت خاضعة لسيطرة “حزب الله” و”حركة أمل“، توقفت مصادر سياسية لبنانية عند اتهام رموز ما يسمّى “الشيعية السياسية”، الرئيس نبيه بري والامين العام لحزب الله والحزب نفسه، بالتورط في الفساد العام في البلاد، وعند إطلاق شعارات “كلن يعني كلن، ونصرالله واحد منن“، وإحراق صور الرئيس نبيه بري في جنوب لبنان وبقاعه!
ولفتت المصادر إلى أن مشروع الميزانية “بعجز ضئيل جداً” الذي اقترحه الرئيس الحريري قبل استقالته “تجاهل كلياً” خسائر الميزانية اللبنانية من “الخوّات” التي يمارسها “الحزب” على مداخيل الدولة! مع أن “اقتطاعات” الحزب الإيراني تعادل ٣ مليار دولار، أي نصف عجز الميزانية الذي قال الحريري انه يصل إلى ٦ مليار دولار!
المصادر اشارت الى ان “حزب الله” يقف خلف الانهيار الاقتصادي في البلاد، وان الرئيس نبيه بري، لم يعد في استطاعته، “رشوة” انصاره من الشيعة اللبنانيين بوظائف في القطاع العام، من رتبة “حاجب” الى أعلى الرتب في الدولة، بعد ان أتخم القطاع العام، وأصبحت إعادة هيكلته مطلبا رئيسيا من شروط تنفيذ مقررات مؤتمر سيدر لدعم الاقتصاد اللبناني.
وحددت المصادر دور حزب الله في الانهيار الاقتصادي على الشكل التالي:
_ الوقوف خلف تهريب الدولارات من لبنان الى سوريا وإيران المحاصرتين من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي، مشيرة الى انه وقبل اندلاع الثورة، بلغ حجم تهريب الدولارات الى سوريا وإيران حوالي ٧ مليار دولار، خلال فترة 3 اشهر السابقة لاندلاع الثورة.
_ موازنة حزب الله تعتمد في 30% منها على الدولة البنانية، من خلال:
1_ تقديمات الوزارات، خصوصا وزارة الصحة بعد ان وضع الحزب يده عليها.
2_ وضع الحزب يده على مرفأ بيروت الرسمي، منذ العام 2006، بحجة إعادة إعمار ما هدمته حرب تموز، حيث أعفت الحكومة اللبنانية الواردات التي يريدها الحزب لاعادة اعمار الضاحية الجنوبية وإعفاء هذه الواردات من الرسوم الجمركية، لصالح شركة “جهاد البناء” و “المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى“. وهذا القرار ما زال ساري المفعول، ويسمح للعديد من التجار التابعين للحزب الإيراني بالاستيراد من دون دفع رسوم جمركية حتى اليوم، بعد ان انتهى إعمار الضاحية منذ زمن بعيد. وتشير المصادر الى ان حجم الاموال التي تدخل الى موازنة الحزب الالهي، جراء التهرب الضريبي عبر إدخال البضائع من مرفأ بيروت تتجاوز مليار ومئتين وخمسين مليون(١،٢٥٠،٠٠٠،٠٠٠) دولار سنويا.
3_ وما يسري على مرفأ بيروت يسري أيضا على مطار رفيق الحريري الدولي، حيث المدرج الثالث لا يخضع لسلطة الدولة اللبنانية وهو نافذ الى ضاحية بيروت الجنوبية، حيث تحط الطائرات بحمولتها من اي نوع، ويتم إفراغ البضائع ونقلها الى مقرات حزب الله وتجاره، من دون المرور بالمعابر الامنية والجمركية. وتشير المصادر الى ان حجم المداخيل من المطار تتراوح بين 600 و 800 مليون دولار سنويا.
4_ المعابر غير الشرعية، والتي تدار من بل حزب الله والتي تستخدم لنقل البضائع التي يتم استيرادها عبر المرافيء السورية، تحت بند “الترانزيت”، فلا تدفع عليها رسوم جمركية في مرفأي طرطوس واللاذقية، ويتم نقل الحاويات الى لبنان بحماية عناصر حزب الله، ويتم إيصالها الى التجار في جميع المناطق اللبنانية لقاء مبلغ خمسة ألآف دولار أميركي لكل حاوية بمعزل عن حمولتها.
وفي حيت قدرت مصادر امنية لبنانية عدد المعابر غير الشرعية بـ130 معبرا، لا يمكن تقدير حجم الحاويات التي تمر من خلال هذه المعابر يوميا، في حين قدّرت مصادر مالية حجم التهرب الضريبي من خلال هذه المعابر بأكثر من مليار دولار سنويا.
الى ما سبق، أشارت المصادر الى ان حزب الله يرعى عمليات زراعة المخدرات على انواعها في البقاع، فضلا عن مصانع الكبتاغون في البقاع وداخل الحدود السورية المتاخمة للحدود اللبنانية. إلا أن عائدات تهريب المخدرات والكابتاغون تراجعت بعد الحصار الاميركي والدولي لهذه التجارات وقيام الاجهزة الامنية اللبنانية بكشف بعضها وتوقيف المهربين.
إقرأ أيضاً على “الشفاف”:
“حاميها.. حراميها”!: 500 الف دولار يوميا مدخول “الحزب” من المعابر غير الشرعية!
السحوبات فضحت مخططاً يستهدف “المركزي” ويخلق بلبلــــة في السوق اللبناني
ترسيم حدود وشيك مع إسرائيل يفكّ عقدة النفط و”مزارع شبعا”.. ويلغي دور حزب الله!
واقرأ أيضاً:
جو فضّول: بالارقام: كيف تنهب الطبقة الحاكمة في سوريا لبنان “الشقيق” وتفقر شعبه وتدفع أبناءه للهجرة