مسكين وزير السياحة اواديس كيدانيان. فقد حاول استثمار إمكانات وزارته ليحقق موسماً سياحياً واعداً. وقف في المطار يستقبل السياح والمغتربين عشية عيد الفطر وبعد الحادث الإرهابي في طرابلس، ليعيد الثقة الى هذا القطاع، على أمل ان يحل عيد الأضحى ويكون قد عثر على إبرة الأمل في جبال النفايات السياسية التي تطمر لبنان.
لكن، “يا ضيعان” الجهود والخطط وصور المهرجانات لأن “البعض يحاول ان يشوّه هذه الصور باسم السياسة والحريات وحقوق الطوائف”، كما غرَّد الوزير المتفائل في بلد لم يعد يعيش فترة سماح تتيح له ان يكمل مسيرته بانفصام بين ما يحصل على أرض الواقع، وبين ما يدّعيه أهل السلطة في خطاباتهم وتسريباتهم التي تفوق بخطرها وانبعاثاتها التلوث والغازات السامة الكامنة في مكبات النفايات.
ليته لم يضع الحريات في مقام واحد مع السياسة وحقوق الطوائف، وليته انتبه الى ان مشكلة لبنان لا تنحصر بمنع فرقة موسيقية من الغناء لأسباب طائفية. فالمنع هو نتيجة وليس سبباً. والقمع بدأ يستفحل لأن الدولة بمؤسساتها وقضائها تحتضر، ولا ينقذها اللجوء الى وسائل التجميل من خلال المهرجانات.
صرنا في مكان آخر معاليك. ولم يعد يكفي ان تلوم “السياسة” على افساد موسم السياحة. أو أنك من المؤمنين بفصل السياسة عن الاقتصاد، والسياحة من ضمنه؟
السياسة هي الأساس معاليك. وإذا ارتُهِنَت لمن يريد ان يستغلها ليحقق مشاريعه الخاصة عبر تلزيمه تنفيذ مشاريع أصحاب المحور، سينعكس الأمر على كل القطاعات الإنتاجية في البلاد.
ألم تلاحظ ان كل ما في هذه الدولة غير العليَّة مشلول وليس بالصدفة او لأزمة من هنا وهناك؟؟
في البدء وقبل التغريد، إلتفت الى الكتلة القوية التي تنتمي اليها، وصارح نفسك قبل غيرك بما تولِّده من أزمات وفق أجندات تؤدي الى نسف صيغة لبنان كدولة ودستور، لاستبدالها بصيغة تضع لبنان في محور يقضي على كل المواسم.
اليوم، استفزّك إلغاء فرقة عالمية مشاركتها في مهرجان جبيل، واستفزّ غيرك فلتان السلاح غير الشرعي في المخيمات الفلسطينية على خلفية قرار لوزير العمل.
وقبل ذلك وبعده، تتعقّد أكثر فأكثر قضية البساتين- قبرشمون وفق سيناريوات “وصلت مواصيلها” الى اعتبار البندورة والبيض أسلحة دمار شامل.
قبل البكاء على أطلال السياحة، ربما علينا البحث عن دموع للبكاء على أطلال الدولة اللبنانية التي تنهار أسسها بوتيرة متسارعة تقطع الأنفاس.
لا تستطيع ان تنجح في قطاع السياحة وانت جزء من طبخة سياسية مغشوشة تسويتها ومفخخة.
اذا كنت تدرك، فهذا يعني انك تغرّد خارج سربك مع يقينك ان تغريدك لن ينتج طحيناً. وان كنت لا تدرك فهذا يعني انك مسكين معالي وزير السياحة.