(صورة المقال: من صفحة النائب “العوني” نبيل نقولا!!)
حكاية الفرقة الفنية المسماة “مشروع ليلى” تشغل بال الموارنة اللبنانيين هذه الايام! وفي الحقيقة، ليس في هذه الفرقة-المشروع ما يشغل البال، لا على الديانة المسيحية، ولا على معتقداتها. فالدين الذي عمره اكثر من ٢٠٠٠ سنة لا تقوى عليه اغنية من هنا، او تطاول من هناك!
هذا في الاصل. اما في المسيحية، فالسيد المسيح أوصى تلاميذه قائلاً: “أحبوا بعضكم بعضا، باركوا لاعنيكم، أقرضوا من لا يَفيكم، وأي فضل لكم إذا أقرضتم من يَفيكم….”، فأين هي تعاليم المسيح من الحملة “الصليبية” المستجدة على فرقة غنائية ؟؟…
“مشروع ليلى” كانت في عداد الفرق التي أحيت “مهرجانات بلدة عمشيت”، بضعة كيلومترات شمال مدينة جبيل، العام الماضي، كما أنها أحيت ليلة فنية في “مهرجانات جبيل العام 2017″، ولم يعترض احد على الفرقة ولا على آدائها ولا على أغانيها!…
ما الذي حصل؟
يبدو ان “الميغالومونيا” العونية (يمكن ترجمتها “وسواس العظَمة”!) بلغت ذروتها العام الحالي، مع “فائض قوة وهمي” معطوف على بوست لاحد اعضاء الفرقة، نقله عن صفحة الفنانة “مادونا” تم فيه استبدال رأس السيدة مريم العذراء برأس الفنانة “مادونا”، فقامت القيامة ولم تهدأ الى الآن.
اول من لفت الانتباه الى “خطورة” مشروع ليلى” الفني على الايمان المسيحي والعقيدة المسيحية، كان القيادي في التيار العوني الدكتور ناجي حايك، من قضاء جبيل، غامزا من قناة “لجنة مهرجانات جبيل“، من جهة، ومصوبا على الفرقة من جهة ثانية. ثم كرّت سبحة الغيارى الموارنة على الدين من دون ان يعرف معظمهم لماذا؟ وما الذي تغير لفرقة أطربوا بها قبل سنتين في جبيل، وقبل سنة في عمشيت، ليصبح افراد الفرقة “شياطين، و “سحرة“، ومن “عبدة الشيطان“…..؟
“القوات”.. تزايد! برافو!
“حزب القوات اللبنانية” دخل المزايدة، والنائب زياد الحواط، أحال الاعتراض العوني على “مشروع ليلى” الى مطران جبيل ميشال عون (!!) لابداء الرأي، في ما الرأي العام القواتي دخل حلبة المزايدة مع العونيين، في دفاع مستميت عن العقيدة الدينية والايمان المسيحي!
الفرقة مثلت امام المدعي العام في جبل لبنان، القاضي غادة عون، فأحالتها الى مطران جبيل جبيل ميشال عون للاعتذار، وكأن لبنان يعيش في القرون الوسطى، فلا مادة دستورية او قانونية تقول بإحالة مرتكب الى رجل الدين لطلب المغفرة والاعتذار.
تزامناً، تصاعدت الحملات التي وصفها بعض منظميها بـ“الصليبية” في وجه المؤامرة على الدين المسيحي من الفرقة الفنية. وما يثير التساؤل تظاهرة ثلاثينية، حمل خلالها المتظاهرون صلباناً خشبية في حالة غضب منددين بالفرقة، ومطالبين بوقف عرض الحفلة.
وفي الواقع إن العونيين يريدون وضع يدهم على لجنة مهرجانات جبيل، وربما وجدوا ان الفرصة مؤاتية للانقضاض على اللجنة، فجاءتهم الثغرة عبر “مشروع ليلى“!
وتزامناً،سأل أهالي جبيل الغيارى على دينهم ورهبانهم وعقيدتهم،أين هي حميتهم من قضم أراضي الكنيسة في بلدة “لاسا” الجبيلية؟وأين هي غيرتهم من قضم “مشاعات جرد العاقورة” الجبيلي، وأين هي غيرتهم من وضع “ما يُسمّى حزب الله” (حسب تعبير موفّق للبطريرك صفير) يده على كنيسة السيدة في “لاسا” الجبيلية وتحويلها الى “مصلى”؟
ما هكذا تورد الإبل أيها الغافلون، فالاديان اكبر من تفاهاتكم ومن صغائركم.
كان الأجدى بكم، في حال كنتم ترفضون ما تقدمه فرقة “مشروع ليلى” الفنية، ان تقاطعوا الحفلات التي أقامتها الفرقة نفسها قبل سنتين وقبل سنة. في أحسن الاحوال، ان تنظموا قداسا الهيا مجانيا برعاية مطران جبيل في مكان قريب من مكان المهرجانات، وليشهد اللبنانيون على حجم المشاركة في القداس وفي المشروع الغنائي.
في زحمة الازمات التي يعيشها لبنان، في زمن “عهد القوي” ميشال عون، آخر هموم اللبنانيين “ليلى” ومشروعها!
*
كلمات الاغنية المثيرة للجدل
“”بالغابة منسهر باللّيل
منشرب من قلب الغزال
مننخر الأرض بعصيان
ليطوف الخمر من العين
كّل النسوان والرجال جايين لابسين الجلود
بانتظار اللّي بِيموت وبِيعود
منسمع حكمة الأعناب
كل الحكم بالأعناب
رح نهجر حالنا
بس الله معنا
ما اشربش القزوزة ولا الشاي أنا
رح غرّق حزني حإنسى إسمي حأعطي نفسي للّيل
وعمادة كبدي بالجن
برقص لعوذ من الجن
رح غطّس كبدي بالجن
باسم الأب والإبن
بكرا بس أوعى باللّيل يوم القيامة حَيْقوم
لكن الخمار ما بيوجع قد الهموم
بيني وبين فرحي حيط
بسِمْك زجاجة الكأس
برلين ما صمدت
ناولني وهبّط
ما اشربش القزوزة ولا الشاي أنا
رح غرّق حزني حإنسى إسمي حأعطي نفسي للّيل