نشرت شركة السينما الكويتية «سينسكيب» فيديو يندى له الجبين، اول الفيديو تحت عنوان «قبل»، يظهر صالة سينما كويتية في قمة الترتيب والنظافة على كامل الاستعداد لاستقبال روادها. أما في المقطع الثاني وتحت عنوان «بعد»، لا يمكنك إلا أن تشعر بالقرف والخجل، عندما تشاهد ما آلت إليه حال الصالة بعد انتهاء العرض وخروج الناس منها.
صالة السينما تحولت إلى «مزبلة» بالمعنى الحرفي للكلمة، المأكولات والمشروبات وعبوات المشروبات الغازية والعصائر وعلب الفشار، والفشار نفسه منثور على الأرض، وقد تحول المكان إلى مكب نفايات.
لا تقولوا قوانين ولا عقوبات ولا غرامات، فالمسألة لا تتعلق فيما بعد، بل فيما قبل. فقبل أن يكبر الأولاد وقبل أن يختلطوا في المجتمعات ويخرجوا الى الملاعب والمجمعات وصالات السينما، وقبل أن تسن القوانين، يجب أن يتعلموا السلوك السليم والأخلاق والنظافة والحفاظ على البيئة في البيت. المسألة كلها مسألة تربية أسرية وتنبيهات أُم وتعليمات أب.
للأسف، في المجتمعات «المترفة»، ومع وجود العمالة في معظم البيوت، تعوّد الأبناء على الاتكالية واللامسؤولية، لا يهتمون بنظافة أماكنهم، لا يزيلون مخلفاتهم، ولا يرفعون يداً لفعل شيء، لأنهم ببساطة تعودوا على أن هناك من سيفعل ذلك. هنا تأتي مسؤولية الأهل وكيفية تربية أبنائهم وتعويدهم على العمل، حتى أبسطه، ومع توافر الخدمة في البيت، فلا يجوز أن يتعود الأبناء على طلب كل شيء من العاملة المنزلية.
عندما تسمعين ابنك يصرخ على عاملة المنزل أن تأتي له بكأس عصير، قولي له قم وأحضره بنفسك، عندما يقوم ابنك من طاولة الغداء علميه أن يرفع صحنه بنفسه ويأخذه إلى المطبخ، عندما ترى أن السائق يحمل حقيبة ابنك المدرسية، اطلب منه أن ينزلها من على ظهره، واجعل ابنك يحملها. عندما تدخل غرفة ابنك وتجدها «قائمة قاعدة» امنع الخادمة من تنظيفها، وقل لابنك ان غرفته ستظل بهذا الشكل حتى يرتبها بنفسه. «فعلتها مرة بابنتي، وعندما لم تكترث لحال غرفتها، قلت لها إنها في القريب سترى حشرات وفئراناً تخرج منها، عندها طار صوابها وامتثلت للأمر». أمور بسيطة لكنها مهمة ليتعلم الأبناء تحمل بعض المسؤولية وعدم الاتكالية والحفاظ على النظافة العامة.
ما نراه من رمي النفايات، والتعدي على البيئة سلوك غير حضاري وغير سوي، هذا عدا عن أنه مقرف ومخجل، خاصة أنه ينشر على منصات التواصل الاجتماعي ليشاهده القاصي والداني، ويجعلنا مسخرة في عيون الشعوب.
من أجلكم، من أجلنا، من أجل مستقبل أبنائنا، ومن أجل الكويت.. ربوا عيالنا.
dalaaalmoufti@
D.moufti@gmail.com