نشرت صحيفة “لوتون”السويسرية في 10 أبريل تحليلا عن تحرّك قوات الجنرال خليفة حفتر لبسط نفوذها على العاصمة الليبية طرابلس وكيف أدى ذلك إلى تفجّر أزمة وتوتّر في العلاقات بين إيطاليا وفرنسا، اللتيْن يتبادلان الاتهامات، حيث اتهمت إيطاليا جارتها الأوروبية “بالتدخّل في الشأن الليبي مدفوعة برغبة جشعة في تحقيق مصالحها”.
يشير الكاتب على أنه ومنذ نهاية الأسبوع الماضي “لم تتوقّف روما عن انتقاد السياسة التي تتبعها فرنسا في ليبيا “البلد الذي تربطه علاقات خاصة مع إيطاليا”، على حد عبارة ماتيو سالفيني، وزير الداخلية والرجل القوي على الساحة الإيطالية. سالفيني يتهم فرنسا “بالدفع نحو حسم عسكري للخلاف داخل ليبيا مدفوعة بأطماعها الاقتصادية ومصالحها التجارية”. في المقابل، يشير كاتب المقال إلى “الإشادة المبالغ فيها من الدبلوماسية الإيطالية بالسيد السراج“، الذي يُقال إنه يحظى باعتراف دولي. وهذا الأخير يشتكي بدوره من السلوك الفرنسي في ليبيا.
هذا التوتّر الفرنسي- الإيطالي، يأتي على خلفية تحركّ قوات حفتر التي باتت على أبواب مدينة طرابلس، بعد أن بسطت نفوذها في الأشهر الماضية في مناطق شاسعة بشرق البلاد وجنوبها، وهيمنت على الكثير من آبار النفط، مستفيدة من دعم دبلوماسي وعسكري كبيريْن من مصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وأيضا فرنسا وروسيا. حفتر بإقدامه على مهاجمة طرابلس، معقل حكومة السراج المعترف بها دوليا “يريد أن يفرض نفسه كقوة عسكرية بلا منافس”. ولقد استفاد حفتر من تقديم نفسه بوصفه “جدار الصد ضد الإسلاميين والإرهابيين في ليبيا”، ولهذا هو يحظى بدعم دولي واسع على الرغم من ماضية كضابط مقرّب من القذافي، وعلى الرغم من مخاطر تحوّله إلى مستبد”.
الكاتب يشير إلى أن الموقف الفرنسي من خليفة حفتر ليس سرّا، فجان إيف لودريان، وزيرة الخارجية الفرنسي “اعتبر الجنرال على الدوام جزءً من الحل، من أجل توحيد السلطة في ليبيا. وضمن هذا التوجّه، اتخذت الدبلوماسية الفرنسية العديد من المبادرات تجاه ليبيا، من دون إشراك إيطاليا في ذلك”.
لكن هل إيطاليا فعلا في قطيعة مع هذا الجنرال الطموح؟ المقال يشير إلى أن إيطاليا كان لها أيضا علاقات مع حفتر في مسعى منها لإيقاف الهجرة غير القانونية، ولم تغفر للحلف الأطلس ولفرنسا التي قادت الحملة ضد معمّر القذافي الذي كان من أقوى شركاء إيطاليا في صد الهجرة غير الشرعية عبر البحر الأبيض المتوسط”. ولكن إيطاليا اليوم، تقول “إنها تدعم الاستقرار في ليبيا وتدعم الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا”.
وخلف هذا “الصدام الدبلوماسي” بين باريس وروما، تتخفّى مصالح اقتصادية كبرى خاصة على علاقة بقطاع النفط، وبالتنافس الحاد بين شركي “توتال” الفرنسية، وشركة ENI الإيطالية.