وصفت مصادر “عونية” (من المنتمين الى تيار الرئيس ميشال عون)، زيارة الدولة التي قام بها الاخير الى موسكو ولقاءه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنها أسوأ وأفشل الزيارات التي قام بها رئيس جمهورية لبناني منذ الاستقلال، وذلك خلافا لما يشيعه انصار الوزير باسيل في التيار الوطني الحر، ورجل الاعمال أمل ابو زيد، “مهندس الزبارة”.
وقالت المصادر: في الشكل، فإن رئيس الجمهورية غادر الى موسكو في طائرة تابعة لشركة طيران الشرق الاوسط، لا تحمل رسما للعلم اللبناني، وعلى متنها بضعة أفراد ابرزهم، الى الرئيس عون وصهره الوزير جبران باسيل، وكريمته ميراي بصفتها مستشارة الرئيس والنائب السابق “امل ابو زيد”، عدد من المرافقين المولجين الاهتمام بصحة الرئيس وسلامته الشخصية.
وفي الشكل ايضا تم استقبال الرئيس بوصفه موظفا في وزارة الخارجية اللبنانية وليس رئيسا للجمهورية! حيث كان في استقباله نائب وزير الخارجية الروسي، “ميخائيل بوغدانوف”، وهذا ما عكس المستوى الذي أعطته الدولة الروسية للرئيس عون وصحبه.
وفي الشكل ايضا التقى الرئيس الروسي عون وصحبه مدة 11 دقيقة فقط، ما أعطى إنطباعا سيئا عن اللقاء! خصوصا ان الدقائق الاحدى عشر لا تكفي لتبادل التحية والمجاملات بحضور مترجمين ما يعني ان تبادل الحديث بين الجانبين لم يكن لاكثر من خمس دقائق!
اما في المضمون، فتشير المصادر الى ان الخيبة من الوفد اللبناني كانت كبيرة، بحيث غاب عنها الوزراء المعنيون بالملفات التي أعلن الجانبان عن نيتهما البحث فيها، ويتصدرها ملف اللاجئين السوريين الى لبنان، والعلاقات الاقتصادية والسياحية بين الجانبين.
وتضيف، انه من البديهي كان ان يضم الوفد وزراء السياحة والاقتصاد والمهجرين، إلا أن الوفد الرئاسي إقتصر على الرئيس وصهره وابنته، وما الصورة التي انتشرت عن اللقاء لعون محاطاً بأهل بيته إلا خير دليل على إقتصار اللقاء على 11 دقيقة بغياب الوزراء المعنيين والمختصين.
وفي المضمون أيضا تشير المصادر أن البيان الختامي للزيارة أظهر تهافت الخطاب العوني، حيث وافق الرئيس وصهره وزير الخارجية على توصيف وضع السوريين في لبنان بـ”اللاجئين”، بعد ان كان التيار الوطني الحر يصر على نعتهم بـ”النازحين“!
أما الطامة الكبرى فكانت في ربط عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم بإعادة إعمار سوريا التي سيسبقها الحل السياسي، في حين يصر التيار الوطني على عودة اللاجئين السورين اليوم قبل الغد، وأنه لجأ الى خطاب تخويني لكل من نادى باحترام القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالنوح واللجوء في الحروب والازمات.
“المثلّث الرحمة”… فلاديمير بوتين!
تزامنا أشارت المصادر الى ان الرئيس عون خاطب المسؤولين الروس وفي مقدمهم الرئيس بوتين بوصفه رئيسا لدولة مسيحية، تعمل على حماية المسيحيين في الشرق، متناسيا ان روسيا دولة علمانية، ولم تدّع يوما حماية مسيحيين او اقليات في تاريخها الحديث! مشيرة الى ان 60 % من الجنود الروس الذين يعملون في سوريا هم من الطائفة السنية، ومن الجمهوريات التي تدور في فلك الاتحاد الروسي، وتاليا فإن وجودهم في سوريا ليس لحماية المسيحيين او المسلمين بل لتحقيق مصالح الدولة الروسية قبل اي شيء آخر!
وتضيف المصادر، ان روسيا لا تريد إفتعال مشاكل مع إسرائيل والمجتمع الدولي في لبنان، حيث ان ورقة التفاهم الروسية – الاسرائيلية سيعلن عنها قريبا، وأول بند فيها التزام روسيا حماية المصالح الاسرائيلية وأمن إسرائيل، وهذا ما يناقض موقف لبنان الرسمي، الذي يعبر عنه عون وصهره يوميا بأن ميليشيا “حزب الله تتولى الدفاع عن لبنان”.
وتضيف ان روسيا التي وافقت على جميع القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اللبناني، من القرار 1559، وصولا الى القرار 1701، وما بينهما من إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليست على استعداد للتخلي عن التزاماتها تجاه لبنان من خلال الشرعية الدولية وليست على استعداد لمنازعة الغرب والمجتمع الدوليين على النفوذ في لبنان.
وأخيرا، تشير المصادر الى ان جدول الزيارة كان يتضمن لقاءً يجمع الرئيس عون بالبطريرك كيريل، إلا أن هذا اللقاء لم يتم بسبب غياب اي شخصية أرثوذكسية عن الوفد وموقف الوزير باسيل من الارذوكس في لبنان في تشكيل الحكومات ووظائف الدرجة الاولى وتهميش من هم من غير المنتمين للتيار العوني.