مقابلة مشوقة، ومفيدة، مع الأمير تركي الفيصل الذي يعطي صورة مناقضة لما هو شائع ومتداول حول النظرة السعودية إلى رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو. الأمير تركي يقول أن نتنياهو يعمل لمصالحه الشخصية، ويريد أن تتعامل السعودية معه هو شخصياً، أولاً، قبل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، في حين ترى السعودية أن حلّ القضية الفلسطينية يفتح المجال لكل شيء، حتى للتطبيع!
الأمير السعودي مقنع عموماً، إلا في تجاهله لنقطة مهمة: أن “مبادرة السلام العربية” التي انطلقت من بيروت في العام ٢٠٠٢، وكانت مبادرة “سعودية” بالدرجة الأولى، لم تُطرح على حكومة إسرائيل، وعلى الرأي العام الإسرائيلي، إلا عبر الدولتين اللتين كانتا قد عقدتا اتفاقيات سلام مع إسرائيل، أي مصر والأردن. وقد حملها مبعوثون لهاتين الدولتين، في حين ظلت السعودية ودول الخليج، والدول العربية الأخرى، في موقف “الإنتظار”!
ثم جاءَ تردّد ياسر عرفات، (وهذه نقطة مهمة جداً) وتفضيله (الضمني) لوصول شارون إلى رئاسة حكومة إسرائيل على حساب شريك مثل إيهود باراك، ليقنع الرأي العام الإسرائيلي بأن السلام مع العرب “مخاطرة غير مقبولة”!
أحياناً يكون بعض “النقد الذاتي” العربي أكثر من ضروري!
مع ذلك، لا نشك في أن الأمير تركي الفيصل يريد التوصّل إلى حلّ نهائي للقضية الفلسطينية، وإلى اتفاقية سلام عربية مع إسرائيل. وذلك “مصلحة عربية”، مثلما هو “مصلحة إسرائيلية”!