(الصورة: روحاني يقف “حجر عثرة” بين خامنئي ومرشَه المفضّل “رئيسي”، المرشح الفاشل في انتخابات ٢٠١٧، وصديق حزب الله، والمسؤول عن إعدام ألوف الشباب الإيراني في عهد الخميني)
جنرال بـ”الحرس”: سيبصق الناس على روحاني ولاريجاني وظريف بسبب الصفقة النووية! إنهم يرتعشون!
يواجه الرئيس الإيرانى حسن روحانى، مطالب بالاستقالة، تزامناً مع احتفال إيران بالذكرى الأربعين لثورتها الإسلامية.
وفى تقرير لوكالة أسوشيتدبرس الأمريكية اليوم الأحد، أشارت إلى خطاب رجل دين شيعي ذو عمامة بيضاء في إحدى المناسبات، والذى استهدف حسن روحاني، وهو رجل دين من رفاقه، قائلاً: “أنت سبب التضخم، نأمل أن لا تبقى حتى الربيع“.
ورغم الانتقادات لروحانى بسبب انهيار الاتفاق النووي وتوتره المتجدد مع الولايات المتحدة، فإن روحاني المعتدل نسبيا يواجه الغضب من رجال الدين والقوى المتشددة والجمهور الساخط المتنامي الذي يهدد الآن موقفه.
وعادة ما يرى الرؤساء الإيرانيون أن شعبيتهم تتآكل خلال فترة ولايتهم الثانية التي تمتد لـ4 أعوام، لكن يؤكّد المحللون أنّ روحاني معرّض بشكل خاص للأزمة الاقتصادية بسبب تدهور عملة الريال في البلاد، التي أضرت بالايرانيين العاديين وشجعت المنتقدين على الدعوة علانية للإطاحة به.
ورغم أنّ مثل هذه الخطوة لم تحدث إلا مرة واحدة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الذي استمر 4 عقود، فإن السخط الشعبي الذي يسمع الأن في الشوارع في جميع أنحاء إيران الآن قد يجعل ذلك ممكناً.
وقال قاسم ابهري الذي يبيع القبعات والجوارب في شوارع طهران:”لا يهمني من هو في القصر الرئاسي: رجل دين أو جنرال أو أي شخص آخر، نحن بحاجة إلى شخص يخلق وظائف ويدفع بقوة دواسة الفرامل على ارتفاع الأسعار”.
وكان انهيار الاتفاق النووى بمثابة سقوط كبير لروحانى، كان السقوط طويلاً بالنسبة لروحاني ، الذي حصل على الصفقة النووية لعام 2015 بعد عامين من توليه منصبه وفاز بمدح الإيرانيين الذين غمروا الشوارع للاحتفال بها، وبموجب الاتفاق، حدّت إيران من تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، لكن فوائد الصفقة لم تصل أبداً إلى الكثير من الشعب الإيراني، وحتى قبل أن ينسحب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب من الاتفاق في مايو الماضى، فقد تسبب الغموض بشأن مستقبل الريال، فى احتجاجات متفرقة على مستوى البلاد.
والآن انخفض الريال مرة أخرى ليصل إلى 133،000 مقابل دولار واحد، وكان سعره 32،000 مقابل الدولار في وقت الصفقة.، كما يشارك المتشددون قوائم الأسعار الغذائية على مواقع التواصل الاجتماعية ، والتي تبين المواد الغذائية الأساسية مثل الفول والأرز ومعجون الطماطم ، حيث ترتفع إلى 238 بالمائة.
وأوقف المتشددون رئيس البرلمان علي لاريجاني وهو حليف لروحاني من مخاطبة حشد في كرج على بعد 40 كيلومترا غربي طهران، كما بدا وزير خارجية روحاني محمد جواد ظريف، محبطاً بشكل واضح في بعض الأحيان خلال مؤتمر أمني عقد مؤخراً في ميونيخ.
وألقى حسن عباسي، وهو جنرال متقاعد في الحرس الثوري الإيراني المتشدد، والذي ردّ على الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، خطابا فى كرج، وقال إنه يعتقد أن الناس سوف يبصقون على روحاني ولاريجاني وظريف في الشوارع بشأن الصفقة النووية، مضيفاً أنهم “يرتعشون” بسبب انهيار الاتفاق.
وقال عباسي وسط تصفيق الحاضرين: “فليذهب حسن روحاني وظريف ولاريجاني إلى الجحيم”.
وفى نفس السياق، قالت “جومهوري إسلامي” الصحيفة اليومية الموالية لروحاني في مقال افتتاحي في يناير “أنت يا سيدي الرئيس لا تملك سوى 15 إلى 20 في المئة من السلطة” داخل الحكومة الإيرانية، لا يمكنك أن تدير البلاد بهذا القدر من السلطة وتكون مسؤولاً عن كل صعوباتها ومشاكلها.”
وقد تقدّم ٩ من أعضاء البرلمان بعريضة لسحب الثقة من الرئيس روحاني. ولا بدّ من تصويت ثلثي البرلمان، البالغ عدد أعضائه ٢٩٠ نائباً، للإطاجة بالرئيس. ولكن، ثمة سابقة. ففي سنة ١٩٨١، صوّت أعضاء البرلمان على الإطاحة بالرئيس الليبرالي أبو الحسن بني صدر، ثم اتخذ الخميني قراراً بعزله.
كما يسمح الدستور الإيراني لروحاني بالإستقالة، عدا أن الحكم عليه بارتكاب جنايات يمكن أن يتسبب بعزله. ويخضع شقيقه “حسين فريدون” للمحاكمة، حالياً، بتهم فساد يقول أنصار روحاني أن دوافعها سياسية.
ويوم الأربعاء الماضي، قال الناطق بلسان روحاني، “محمود فائزي”، أن الذين تقدّموا بعريضة لإسقاط الرئيس هم “مجموعة من النواب تعارض كل شيء””! ولكن هؤلاء ليسوا المصدر الوحيد للضغوط على روحاني.
كروبي (وزوجته) وموسوي تحت الإقامة الجبرية منذ ٩ سنوات
فـ”الإصلاحيون”، الذين يرغبون بإصلاح النظام السياسي من الداخل، يشعرون بخيبة أمل متزايدة إزاء عدم قدرة روحاني على إلغاء الإقامة الجبرية المفروضة على زعيمي المعارضة “حسين موسوي” و”مهدي كروبي”. وكان روحاني قد ترشّح للرئاسة في العامين ٢٠١٣ و٢٠١٧ واعداً بإطلاق سراح زعيمي “الحركة الخضراء” لسنة ٢٠٠٩.
قوانين مكافحة تبييض الأموال لا تمرَ حتى لا يتوقّف دعم حزب الله
في هذه الأثناء، عارض المتشددون مساعي حكومته لإقرار المواثيق الدولية لمكافحة تبييض الأموال، لخشيتهم من أن تؤدي إلى قطع الدعم المالي عن “حزب الله” اللبناني وميليشيات أخرى. وتعمّد التلفزيون الحكومي، الخاصع لسيطرة المتشددين منذ سنوات عديدة، إظهار خُطَب القادة العسكريين وبثََ برامج لتمجيد من قاتلوا ضد العراق في الثمانينات من القرن الماضي.
ويقول رجل الدين المتشدد “مجتبى ذو النوري”، الذي كان أحد موقّعي العريضة الداعية لإقالة الرئيس: “حينما يغادر روحاني السلطة، فسيختار الشعب بديلاً له. وأياً كان من سيختارونه، فسنرحب به”!
إن ولاية روحاني تستمر حتى العام ٢٠٢١. ولكن المحلّل الإقتصادري-السياسي “سعيد ليلاز” (القريب من روحاني) عبّر عن مشاعر الكثيرين حينما قال أن الأسابيع القليلة المقبلة يمكن أن تكون “حاسمة” بالنسبة للرئيس المُحاصَر. ويقترح البعض إلغاء منصب رئيس الجمهورية والعودة إلى نظامٍ برلماني.
وقال “سعيد ليلاز” أنه في الربيع، بالتوازي مع الضغوط والمشاكل المتزايدة، فإن روحاني يمكن أن يستقيل أو يمكن أن يتغير شكل الحكومة.