أصدرت محكمة عسكرية في بلّينزونا بكانتون تيتشينو حكما على رقيب سابق في الجيش السويسري قاتل في صفوف ميليشيا مسيحية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا يفرض عليه عقوبة مع وقف التنفيذ ودفع غرامة محدودة. وأدين يوهان كوسار بتهمة تقويض القدرات الدفاعية لسويسرا بالإنضمام إلى جيش أجنبي.
المحكمة ألزمته بدفع غرامات يومية على مدى 90 يوماً مع تأجيل التنفيذ وغرامة إضافية قدرها 500 فرنك سويسري (500 دولار). في المقابل برأته من تهمة إضافية تتمثل في تجنيد ومحاولة تجنيد مواطنين سويسريين لصالح جيش أجنبي.
وقال كوسار للتليفزيون السويسري الناطق بالألمانية (SRF) إنه سيستأنف الحكم.
ولد يوهان كوسار في سانت غالن، ونشأ في كانتون تيتشينو، واستقرت عائلته في سويسرا منذ ثلاثة أجيال وتنتمي إلى الأقلية السيريانية، وهي واحدة من أقدم المجموعات المسيحية في الشرق الأوسط. اختفى والده في عام 2013 في سوريا ويُعتقد أنه اختطف من قبل أجهزة سرية.
أراد كوسار من خلال إنشائه لهذه الميليشيا المسيحية حماية المسيحيين. وقد قدمت له الجالية السريانية في سويسرا المساعدة والدعم. وفي عام 2015، عاد إلى سويسرا بوثائق مزيّفة. فتمّ احتجازه لفترة قصيرة بوصفه “مقاتلا أجنبيا”، ثم اختفى عن الأنظار لبرهة من الزمن. وفي العام الماضي، اتهمه القضاء العسكري بالعمل في صفوف جيش أجنبي. ووفق المادة 94 من قانون العقوبات العسكريةرابط خارجي، كان عرضة للسجن لمدّة تصل إلى ثلاثة أعوام.
كان من المنتظر أن تتم المحاكمة في ديسمبر 2018، لكنها تأجلت. وقد عقدت المحاكمة هذا الأسبوع باللغة الايطالية في مقرّ المحكمة الجنائية الفدرالية في عاصمة كانتون تيتشينو. وقد تكفّل بالدفاع عن المتهم المحامي رافي غادرت، من لوغانو. و أعلن هذا الأخير لوسائل الاعلام، إنه طلب البراءة لموكّله.
وفي تصريحات أدلى بها العام الماضي، قال يوهان كوسار، إنه لم يرتكب أي خطأ. وقال إن كل ما فعله هو الدفاع عن النفس وعن الآخرين ضد الإرهاب المتطرّف. ويقول إنه حرّر نساء وأطفال من حفر في الارض حيث دفنهم الجهاديون أحياء. وأضاف قائد المليشيا المسيحية يوم الأربعاء 20 فبراير الجاري: “أنا لست نادما على يوم واحد من القتال. وأنا فخور لكوني قدت هذا القتال”.