(بكل تهذيب: هل كانت الدولة اللبنانية، ورئيسها “القوي”، على علم بوصول قاسم سليماني إلى الأراضي اللبنانية؟ أم أن الجنرال الإيراني “في بلده”، مثلما كان غازي كنعان ورستم غزالي؟)
مثّل لقاء زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر، وقائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني، مفاجأة في المشهد السياسي العراقي، لاسيما بعدما رفع الصدر شعار «جيراننا أصدقاؤنا لا أسيادنا»، لرفض تدخل الجوار في الشأن الداخلي.
وكانت وسائل إعلام عراقية كشفت، الخميس الماضي، عن اجتماع استمر خمس ساعات، بين سليماني والصدر، في بيروت، بضيافة أمين عام حزب الله حسن نصر الله، توصل إلى إنهاء أزمة مرشح وزارة الداخلية العراقية فالح الفياض، من خلال إنشاء وزارة للأمن الوطني، تُعطى للأخير.
وعلّق السياسي العراقي عزت الشابندر على اللقاء: «صحيحٌ أن اجتماع بيروت ساهم في تنفيس الاحتقان وإنهاء أزمة حقيبة الداخلية، لكنه في الوقت نفسه يُثبت عجز القيادات السياسية والدينية العراقية عن حلّ مشكلاتها بنفسها، فضلا عن قيادة الحكم في العراق».
وأثيرت تساؤلات حول مدى تمكّن إيران من إعادة «التيار الصدري» إلى حظيرة القوى السياسية الشيعية الموالية لها، وكيفية مواجهة الصدر لجمهوره وحلفائه من الرافضين للتدخل الإيراني.
وحول ذلك، قال المحلل السياسي عدنان السراج إن «الاجتماع، سواء كان صحيحا أم لا، فإنه يأتي ضمن السياقات العامة لقاسم سليماني، للقاء بكل زعماء الشيعة والسنّة والأكراد، فلماذا تثار علامات الاستفهام هذه؟. ورأى أنه «في حال حصل اللقاء بين سليماني والصدر، فهو شيء ليس فيه إثارة، ولا يتعدى الأمر موضوع التفاهمات، ولا يخجل التيار الصدري من هذا الموضوع، بل يعتبره جزءا من نشاطه السياسي».
وأفاد السراج بأن «العلاقة بين التيار الصدري وإيران استراتيجية، وكل ما يحصل هو اختلاف في وجهات النظر، وأعتقد أنه لن يحدث خلاف بين الطرفين في أي وقت، لأن مرجعية تيار الصدر دينية». وأضاف أن «الخلافات بينهما لا تكون بالكليات، بل في الجزئيات، والخلاف بين الصدر وإيران كان بسبب دعم الأخيرة لنوري المالكي ليكون رئيسا للحكومة العراقية».
وأعرب السراج عن اعتقاده بأن «الأمور باتت مختلفة اليوم، لابتعاد المالكي عن رئاسة الوزراء، وهذا يعني أن نقطة الخلاف في العلاقة بين إيران والتيار الصدري، قد زالت». ولفت إلى أن التيار الصدري بتكتيكاته السياسية لا يخرج عن تفكير أي منظومة عراقية شيعية في إطار التفاهمات، حتى في وضعها النفسي والسيكولوجي، كون إيران دولة شيعية، وذلك يعطي زخما للقوى الشيعية الموجودة في الحكومة العراقية. وأكد السراج أن «هذه القوى الشيعية لا يمكن أن تستغني عن دعم إيران السياسي والأمني، وهذا واقع حال». (الأناضول، السومرية.)