(الصورة: في اشارة الى الغضب الايراني: صحيفة “انتخاب” الايرانية تقول أن المفاوض الإيراني،عبّاس عراقجي، واثناء الاجتماع مع الوفد الأوروبي، خرج من الاجتماع واغلق الباب!)
شفاف – خاص:
تحدثت الأنباء الواردة من طهران عن تدهور في العلاقات بين إيران والأوروبيين. ظهر مؤشر ذلك في اللقاء الذي جرى قبل أسبوعين (٨ يناير) في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية بين وفد دبلوماسي أوروبي ومسؤولين إيرانيين. وقال مراقبون إن اللقاء لم يستمر إلا لدقائق، حيث احتج الوفد الأوروبي على لغة الحوار الإيرانية التي هيمن عليها التهديد، ما جعل الوفد ينسحب من اللقاء ويغادر مبنى الوزارة.
وقال أحد اعضاء الوفد الأوروبي لصحيفة “كيهان” الإيرانية المعارضة والتي تصدر في لندن “لغة التهديد التي استخدمها الإيرانيون في اللقاء لم تكن مقبولة، ونتوقع أن تعتذر طهران عمّا جرى”. وقالت الصحيفة إن أحد مساعدي وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والذي كان حاضرا اللقاء، هدّد باعتقال أعضاء الوفد الأوروبي بعد أن نعتهم بالإرهاب.
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون بأن هناك احتمالاً بأن تُفرض أوروبا عقوبات على طهران في القريب العاجل، بسبب سلوكها الإرهابي، ستشمل حظرا على الأموال وكذلك حظرا على تنقّل أفراد في الحرس الثوري ممّن لهم علاقة ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية.
وقال الدبلوماسيون الأوروبيون بأن اجتماع وارسو (الذي سيركز على الإستقرار في الشرق الأوسط والسعي لتشكيل تحالف ضد طهران) قد يؤدي إلى انقسام في المواقف بين الأوروبيين.
ومما هو معروف أن مفوضة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موغريني لن تشارك في هذا اجتماع وارسو، كما أنه من غير المعروف حتى الآن مستوى التمثيل الدبلوماسي لانجلترا وفرنسا وألمانيا في هذا الاجتماع. يذكر أن الاجتماع سيُعقد في ١٣ و١٤ فبراير القادم.
وحسب بعض المراقبين، هناك موقف أوروبي جديد تجاه إيران، ويمكن ان يمثّل تقاربا مع سياسات الرئيس الامريكي دونالد ترامب المتشددة تجاه إيران.
وكانت أوروبا فرضت مؤخرا عقوبات على جهاز استخبارات إيراني بتهمة “التخطيط لاغتيال معارضين في أوروبا“. وقالت الدنمارك إن الاتحاد الأوروبي وافق على عقوبات تستهدف الاستخبارات الإيرانية، ووزارة الأمن، ومواطنين إيرانيين. وقيل إن شخصين يعملان في هذا الجهاز، الذي يعرف باسم إدارة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات، يوجد اسماهما ضمن قائمة للاتحاد الأوروبي لبعض الإرهابيين. واتهمت الدنمارك في أكتوبر الماضي إيران بالتخطيط لاغتيال ناشط إيراني على الأراضي الدنماركية. ووجهت فرنسا وهولندا لإيران اتهامات مماثلة.
وقال دبلوماسيون إن مؤامرات الاغتيال، التي تواجه إيران اتهامات بتدبيرها على الأراضي الفرنسية والدنماركية في 2018، كانت القشة الأخيرة بالنسبة لأوروبا، وقال دبلوماسي من الشرق الأوسط، بإحدى البعثات الدبلوماسية في أوروبا: “الاتهامات بحق إيران، على مدى الأشهر القليلة الماضية، أيقظت بعض الدول في أوروبا، والتي كانت ضد انتهاج سياسة أكثر تشدداً مع إيران”.
هذه التطورات دفعت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية قبل أيام لكي تطالب أوروبا بالاعتراف بأن الاتفاق النووي الإيراني كان صفقة سيئة ومعيبة، وأنه بدلا من التمسك بها “يجب على أوروبا الانضمام إلى إدارة ترامب في الضغط على إيران للحصول على اتفاق أفضل يقوض فعلا طموحات إيران النووية”. وشددت الصحيفة على أن التقدم في سد ثغرات صفقة النووي سيكون أصعب مع إصرار أوروبا على التمسك بالاتفاق. وقالت “إذا كانت أوروبا تريد الحفاظ على الفرص التجارية التي وعد بها الاتفاق النووي، فإنه يتعين على قادة أوروبا الاعتراف بأن الصفقة كانت معيبة بصورة جسيمة”، وطالبت بتركيز الجهود الدبلوماسية في ضمان الحصول على اتفاق أفضل يقوض فعلا طموحات إيران النووية.
ssultann@hotmail.com
- الكويت