“معزول” فارس سعيد.. و”هامشي”! من يكترث لمطلب تحرير لبنان من “الوصاية الإيرانية”! ثم ماذا يمثّل فارس سعيد؟ “الجماهير” يمثّلها ميشال عون وجبران باسيل.. و”اتفاق الرابية”! ماذا يملك فارس سعيد؟ لا ميليشيا، ولا مال!!
لماذا تحرّك، إذاً، مسؤول الأمن في الحزب الإيراني، وفيق صفا، مرتين ليمنع انعقاد “خلوة”.. لنقاش الوصاية الإيرانية؟
لأن “شعار تحرير لبنان من الوصاية الإيرانية” يلتقي مع أصوات ٨٠ مليون إيراني هتفوا (وما يزالون يهتفون) “لا غزة ولا لبنان..” منذ “الثورة الخضراء” المباركة في ٢٠٠٩! ويلتقي، أيضاً، مع أصوات ٢٥ مليون عراقي يهتفون كل يوم “إيران برا برا، بغداد (والبصرة) تبقى حرة”!!
صوت فارس سعيد “بيوصّل”!
بيار عقل
*
المقعد في بعبدا انما القرار والنفوذ في بئر العبد
على مسافة ايام معدودة من الذكرى السنوية الثانية لانتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، اعتبر رئيس لقاء سيدة الجبل النائب السابق الدكتور فارس سعيد أن “هذا العهد ولد متعثرا ويسير متعثرا ولا ندري كيف ينتهي”.
وفي هذا السياق سجل سعيد ملاحظات عدة ابرزها:
– اولاً: بروز وجود جيشين في عهد العماد عون الذي كان قائدا للجيش اللبناني وانتفض على “القوات اللبنانية” بوصفها ميليشيا مسلحة في العام 90، فها هو جالس في قصر بعبدا على كرس يرتكز على جيشين: جيش يأتمر بأوامر الحكومة اللبنانية وجيش يأتمر بسلطات غير لبنانية وبالتحديد ايران.
– ثانياً: في عهد العماد عون انتقل لبنان من المناصفة الى المثالثة. فمن المناصفة الاسلامية ـ المسيحية، تكرّس بفعل قانون الانتخابات النيابية وجود 3 ادارات سياسية لـ 3 طوائف: السنّة والشيعة والمسيحية.
– ثالثاً: انتقل لبنان من عربي الهوية والانتماء الى لبنان مكتوم القيد. فليس معروفا اليوم هل لبنان ايراني ام مشرقي ام عربي ام غربي. لبنان مكتوم القيد يتخبط بهويته وبفلسفة وجوده وكيانه.
– رابعاً: لبنان اليوم هو في صلب المحور الايراني، والدولة اللبنانية تدير الوصاية الايرانية واكبر دليل على ذلك ما جرى امس في المخيمات الفلسطينية وبالتحديد في مخيم المية ومية. فالفصائل الفلسطينية لا تجتمع لدى مديرية مخابرات في الجيش البناني ولا لدى شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي ولا برعاية وزير الداخلية او وزير الدفاع بل تجتمع في الضاحية الجنوبية.
– خامساً: المقعد هو في بعبدا انما القرار والنفوذ في بئر العبد.
وبالتالي تعيش الدولة في عهد العماد عون ازدواجية : الشكل لدى اللبنانيين، اما المضمون والنفوذ ففي يد “حزب الله” وتديره وصاية ايرانية. في مرحلة الوصاية السورية كانت الوصاية وصاية سورية الرؤساء الموارنة تعاملوا معها على قاعدة قربهم منها لتحسين شروط مفاوضاتهم وحكمهم في الداخل لكن لبنان في النهاية انتهى . واليوم الخطأ نفسه يُرتكب. فالحزب يعطي العماد عون القدرة على ان يحكم شكلاً، متجاوزا بذلك اتفاق الطائف، وهذا ما يرتب علينا جميعا وعلى البلد وعلى النظام وعلى الفريق المسيحي خصوصاً، اعباء لا قدرة لنا على تقدير حجمها في المستقبل.
واضاف سعيد: هناك فريق مسيحي غير معني بالسياسة يظن بان عون نقل مركز القرار الداخلي من قريطم او من عين التينة الى بعبدا ويعتبر هذا الفريق بانه مكسب حقيقي بعد اتفاق الطائف. لكنني انبه بانه مكسب شكلي اولا واصطناعي ثانيا ،تحقق بفضل عضلات حزب الله وليس بفضل قدرة عون على الحكم، ومكسب مكلف ثالثا”.
ألا يُستحسن عند تناول مسألة لبنانية تسمية لبنان بمستعمرة”اللبنانستان”؟ في حقبتها العونِستانية؟ واستبدال كلمة “وصاية” المديدة العمر منذ 1990 بكلمة احتلال؟ وفي المناسبة: الافتراضية الأكثر رجحاناً في قضية تمثيل النواب السنة (المتوصفين بالمستقلين) هي أن تكون القصة عبارة عن تمثيلية، منسقة بين ميليشيا الاحتلال الملالوي (تتسمى بـ”حزب ألله”) وورقة توتها الطيعة السيد عون، وهادفة في النهاية إلى إظهار الأخير بمظهر “الرئيس” غير التابع للميليشيا المصنفة دولياً كإرهابية، لا بل المناهض لها علناً، وذلك عشية سقوط سيف العقوبات الأميركية على رقاب رياستها وأعوانهم، حيث يأمل مخرِجو هذه التمثيلية في جعل المنظومة الدولية تتقبل عون وتعامله كرئيس دولة، خلافاً لصورته وصيته كعنصر… Read more »