أولاً– ماذا حدث في جلسة انتخاب الرئيس يوم الأربعاء الماضي؟
١– في ٥ نوفمبر ١٩٧٠، في الجولة الثالثة، تم انتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية اللبنانية « بفارق صوت واحد »: ٥٠ صوتاً مقابل ٤٩ صوتاً للرئيس اللاحق « الياس سركيس »! حاول « الشهابي » الرئيس صبري حمادة أن « يزعبر » لإضافة صوت لالياس سركيس، فلم ينجح رغم قوة « الشعبة الثانية » في حينه! رفض رئيس المجلس صبري حمادة إعلان النتائج بفارق صوت واحد وانسحب من مبنى البرلمان. أثناء مغادرته القاعة، مارس نائب رئيس مجلس النواب ميشيل جورج ساسين مهامه كرئيس بالنيابة وأعلن سليمان فرنجية الرئيس العاشر للجمهورية اللبنانية. في تلك الأثناء، كان « الزغرتاويون » قد « طوّقوا » مجلس النواب في ساحة النجمة!
٢– يوم الأربعاء في ١٤ حزيران/يونيو ٢٠٢٣، « تعمّد » الرئيس الأبدي لمجلس النواب، نبيه برّي، « إضاعة » صوت واحد من أصل ١٢٨ عضواً في مجلس النوّاب. لم يرتفع صوت واحد « محتدّاً » داخل مجلس النواب، ولم « يهجم » نائب واحد على صندوق الاقتراع للعثور على « الورقة الضائعة » التي »تعمّد » نبيه بري إضاعتها! « سوء إدارة » برّي للجلسة كان « متعمداً » وكان « متوقعاً » لكي ينسف نتائج الإنتخابات!
٣– لم يحدث « تجمّع شعبي » لا في الاشرفية، ولا في طرابلس، ولا في النبطية، أو صيدا! الديمقراطية يتيمة في ظل الاحتلال الإيراني!
والديمقراطية « يتيمة » أيضاً لأن « قيادة المعركة المناوئة لمرشّح حزب الله » (أي « القوات » و »الكتائب » و »غيرها ») لا تريد أن تكون « بنت شارع »! هذه قيادة « مهذبة » بمواجهة حزب إيراني يهدد كل يوم باحتلال بيروت مجدداً! « خوش قيادة »، كما يقول العراقيون.
ولفرط « تهذيبها »، لم تطالب « قيادة المعركة » المناوئة لحزب الله أن يظل مجلس النواب مفتوحا، وجلساته متواصلة، حتى انتخاب رئيس جديد!
٤– ماذا حدث؟ حصل السيد سليمان فرنجية، مرشّح حسن نصرالله، على ٥١ صوتاً مقابل ٥٩ صوتاً لجهاد أزعور! « بندقية المقاومة » (التي حملت ميشال عون إلى قصر بعبدا، على ذمة نائب الحزب الإيراني) فشلت في إيصال سليمان الزغير إلى قصر بعبدا. عظيم! مع ذلك..
٥– تفوّق جهاد ارعور على سليمان فرنجية لا يخلو من ثغرات: كانت كل عمليات « البوانتاج » تتوقع حصول سليمان فرنجية على ٤٢–٤٤ صوتاً فقط. من أمّن الأصوات السبعة أو الثمانية الإضافية لصالح سليمان فرنجية؟٦
–٦ أصوات لزياد بارود (اسامة سعد والياس جراده وحليمه القعقور وسينتيا زرازير وشربل مسعد وعبد الرحمن البزري قالوا أنه صوّتوا لبارود و»لن نساهم في إعادة تدوير هذا النظام الطائفي »!!! )، علماً أن زياد بارود، حسب مصادر عدة، « أقرب » من حزب الله (« المذهبي ») وأصدقائه مما توحي المظاهر! + ٨ أصوات لـ »لبنان الجديد » (يقال أنهم من « نوّاب عكار » الذين يشعرون بأن أحداً « لم يأخذهم بالإعتبار »!) + ١ صوت لقائد الجيش: ١٥ صوتاً « ضائعة » تظل « مفتوحة » ويمكن أن ترجّح كفة سليمان فرنجية او جهاد أزعور « بقدرة قادر »! يلفت النظر أن التيار الوطني الحر اعلن ان نوابه “الحزبيين” التزموا بالتصويت لازعور! ماذا يعني ذلك؟ أن النواب « غير الجزبيين » صوّتوا لسليمان فرنجية بقرار منهم؟ أو بـ « توزيع أدوار » قام به جبران باسيل؟
٧– « بعد ان انسحب نواب امل وحزب الله من الجلسة بعد الدورة الاولى، أعلن بري رفع الجلسة بفعل فقدان النصاب، من دون تعداد الحضور، ولا تحديد موعد لجلسة جديدة كما يفرض عليه الدستور اللبناني! وطالب برّي بأن يدعو البطريرك الماروني، وليس هو، لـ « الحوار »! وكأن الخلاف على انتخاب رئيس هو خلاف ماروني »، وليس معركة بين سياديين و « احتلال إيراني »!
٨– ماذا يعني ما سبق؟ أن الوضع مفتوح على كل الاحتمالات. إما « الفراغ »، الذي قد يكون مطلب « الحزب الإيراني » وذيله « الأمَلي » أو انتظار إتفاق سعودي–فرنسي على سليمان فرنجية في نهاية الأسبوع الحالي!
ثانياًـ ما بعد الجلسة
٩– كيف يمكن للجبهة المعارضة لمرشح حزب الله أن تخوض مواجهة فعّالة، أي مواجهة « برلمانية » و »شعبية » أيضاً، في حين أن أحد ركائزها الرئيسي هو حليف حزب الله الذي سلّم الدولة اللبنانية لحزب الله خلال ٦ سنوات؟ قبل جلسة الأربعاء، قال باسيل في حديث تلفزيوني: « “لن نكون جزءاً من أيّ صراع له طابع تحريضي وهمّنا إنهاء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهوريّة مع علمنا أنّ هذا ليس كلّ الحلّ إنّما جزء منه“، مؤكّداً “أننا خارج أي اصطفاف داخلي أو خارجي ولسنا ضمن أيّ محور »! وأضاف: “قرّرنا أن نكون على علاقة جيّدة مع قوى المواجهة من دون تحالف لأنّنا متّفقون على كثير من الأمور السيادية والإصلاحية ولكن نختلف معهم حول المقاومة، ولا نريد أبداً أن نكون باصطفاف سياسي معهم ضد حزب الله… وأكّد “أنّنا منفتحون على الحوار قبل جلسة الغد وبعدها، ومدركون ألا رئيس إلا بالحوار.. ولا نريد كسر التفاهم مع حزب الله ولو أنه لا يزال قائماً على “إجر وحدة ».
١٠– طالما لم يتم انتخاب جهاد أزعور (أو غيره من منافسي سليمان فرنجية)، فما تحقّق حتى الآن هو أن القوات والكتائب نجحت في « إعادة الإعتبار » لأبرز « عميلين » للاحتلال الإيراني للبنان: جبران باسيل وميشال عون! وبات بإمكان عميل إيران الأول جبران باسيل أن يخاطب « معلّمه » حسن نصرالله « بإسم المسيحيين »! « الشاويش جبران بيتان » صار أحد قادة « المقاومة ضد الاحتلال الإيراني »! برافو!
١٠– نعرف ان « القوات » سبق لها أن حقّقت « الإنجاز » نفسه قبل ٦ سنوات، عندما أمّنت انتخاب الإيراني ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية (قدّم جعجع « إعتذاراً » علنياً.. متأخراً)، وقبل ذلك عندما أعادت الاعتبار لعميل الأسد، السيد « إيلي الفرزلي ». ولكن لماذا ورّط حزب الكتائب نفسه في هذا المأزق « القواتي »؟
١١– رد مسبق على اعتراض « بدنا نشتغل سياسة »: « ماذا سيتبقى لكم » إذا أعلن باسيل اليوم أو غداً، ومثله الذين صوّتوا للسيد زياد بارود، وغيرهم، أن « الظروف تفرض انتخاب سليمان فرنجية »؟ إذا وصل سليمان فرنجية إلى الرئاسة، هل سيكتشف جماعة « نحنا بدنا (كل شي)، ونحنا فينا » أن عميل الإحتلال الإيراني السابق » غدرَ بهم مجدداً؟
إقرأ أيضاً:
سعيد: سوء ادارة مقصود لجلسة الانتخاب وصمت نيابي وشعبي مريب
إلى “نوّاب الأمة”، وإلى “قيادات الجيش والأمن”: انتخاب رئيس الآن.. تحت أي سنديانة!
اول ملاحظة سريعة فرنجيه انتخاب في ١٧ اب ١٩٧٠ وليس في نوفمبر وثانيا صبري نفسه من اعلن النتيجة لانه ام يغادر المجلس وانما دخل الى غرفة جانبية ودخل وراءه كرامي ومعوض وبعدما اتصل به فواد شهاب واقنعه باعلان النتيحة عاد الى القاعة العامة واعلنها هو وليس ميشال ساسين….
طبعا تبغى ملاحظات شكلية
وصبري لم يكن يقصد الزعبرة كما بري لان حقيقة ال ٥٠ صوتا كان ينقصها نسف صوت اذا تم الاحتساب بدقة نسبة ل ٩٩ صوت العدد الاجمالي للنواب ولكن…