اعتبر صديق الهندي، رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، أن تكلفة المواجهات بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع باهظة جداً، محذراً من أن الشعب السوداني يعاني ويلات هذه المواجهات، ويعيش أوقاتاً صعبة للغاية.
وقال الهندي في حوار مع «الاتحاد»: إن الأسبقية والأولوية الآن يجب أن تكون لوقف المواجهات العسكرية، وإغاثة المتضررين من الحرب، مشيراً إلى موجة نزوح هائلة من المواطنين إلى داخل السودان وخارجه للنجاة بأنفسهم وأسرهم، والهروب من المواجهات في كل الجبهات، واستمرار حالة الخوف والهلع وانعدام الخدمات ومواجهة الموت الذي يتعرض له الجميع.
ودعا القيادي السوداني إلى ضرورة العمل من أجل وقف دائم لإطلاق النار، ليبدأ بعدها أي شكل من أشكال الحوار بين الجهتين، بدأ الحديث عنه والعمل من أجله الآن، مؤكداً أن السواد الأعظم من الشعب السوداني يقف ضد هذه الحرب، وأن جبهة عريضة ضد الحرب تتشكل الآن في السودان من أحزاب سياسية وشخصيات وقيادات ومنظمات وكيانات اجتماعية، وهي جميعاً تطالب بوقف المواجهات والحفاظ على سلام المدنيين، مؤكداً أن هذا هو الموقف السليم لمحاصرة الحرب ونزع فتيلها.
وأكد الهندي أنه لا بديل في السودان عن تسليم الحكم للقوى المدنية بأسرع ما يمكن، مستبعداً في الوقت نفسه سيناريو الحرب الأهلية الذي يتخوف منه الجميع، نظراً لطبيعة الشعب السوداني، وإنْ أعرب عن مخاوفه أن تتمدد الحرب إلى غرب السودان الأكثر هشاشة بصورة أوسع.
وأشار إلى أنه من المستبعد الآن دخول قوات الحركات المسلحة في النزاع الجاري، لكنه أعرب عن تخوفه من دخول العناصر الخارجية على خط الأزمة، وقال: «سيزيد ذلك الأمور تعقيداً».
وأعرب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي عن اعتقاده بأن وقف الصراع والعودة إلى العملية السياسية، المخرج من الأزمة الراهنة في السودان، لكنه توقع ألا تعود العملية السياسية بشكلها التي كانت عليه قبل اندلاع الصراع، وأن تتجاوز الانقسام الذي كان بين قوى مع الاتفاق الإطاري وأخرى ضده. لكنه قال إن القضايا المطروحة ستظل قائمة، وإن الخطأ الاستراتيجي الذي ارتكب بعد نجاح الثورة السودانية كان في التناقضات المكبوتة والتحالفات الهشة، واستمرار وجود النظام القديم.
وحمّل الهندي كلاً من المكون المدني والمكون العسكري المسؤولية عما جرى، لاسيما الإخفاق في المضي قدماً بالعملية السياسية وحل القضايا العاجلة.