إن تغيير اسم شارع “أختر” إلى شارع “بصيرت” ليس له أي أثر عملي أو نفسي، بل يظهر فقط نوعا من العناد والسلوك الطفولي.
(يقع في شارع “أختر” المنزل الذي يقبع فيه بإقامة جبرية رئيس الوزراء الإيراني السابق “مير حسين موسوي” وزوجته “زهرا رَهْنَوَرْدْ”).
قد يثير هذا التغيير تساؤلا لبعض الناس أنه في ظل الاضطراب السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي نعيشه، ما الهدف من تغيير اسم الشارع؟ أعتقد أن القصة مرتبطة بتغيير اسم شارع “الشيخ نمر” في مشهد! (“الشيخ نمر”، هو شيخ شيعي سعودي أعدمته الرياض. بعدها هاجم متشددون إيرانيون السفارة السعودية في طهران احتجاجا، فاعترضت الرياض على هذا السلوك وقطعت علاقاتها مع طهران. وبعد التوافق السعودي الإيراني الأخير، غيّرت طهران اسم “شارع الشيخ نمر”).
ويبدو أن تغيير اسم شارع “الشيخ نمر” لم يسبب الكثير من ردود الأفعال الحساسة. لذلك، إذا افترضنا أن أعضاء مجلس بلدية طهران، من خلال تغيير اسم شارع “أختر” إلى شارع “بصيرت”، أرادوا لفت انتباه مؤيديهم “السوبر ثوار الكبار” إلى إعادة تسمية شارع “الشيخ نمر”، وأنه لن يقف الأمر إلى هذا الحد!
فالخطوة الأولى كانت تغيير اسم شارع “الشيخ نمر”. ومن المتوقع أيضًا تغيير اسم شارع “خالد الإسلامبولي”، ومن الممكن أيضا حظر حتى ذكر اسم الشيخ “عيسى قاسم” (الزعيم الروحي للمعارضة البحرينية الشيعية الموجود في مدينة قم) في وسائل الإعلام الإيرانية.
لذلك، أمام “السوبر ثوار الكبار” المحترمين أيام مريرة ومؤلمة، وتغيير اسم شارع أختر لم يكن في صالحهم!
*كاتب إيراني
“السوبر ثوار الكبار” الذين يشير لهم الكاتب الذي يعيش في إيران هم جماعة “الحرس” الذين “احتجوا” على إلغاء تسمية “شارع الشيخ نمر النمر” السعودي عبر تغيير إسم الشارع الطهراني الذي يُحتَجَز فيه زعيم المعارضة الخضراء “مير حسين موسوي”! قرار إلغاء تسمية “شارع الشيخ نمر” جاء من “بيت المرشد” الذي لم يكترث لاحتجاجاتهم لأن المهم في نظره هو الحفاظ على سلطته الحقيقية وليس على “الشعارات”! لكن، ماذا سيفعل حسن نصرالله حينما سيأمره خامنئي بإزالة تمثال قاسم سليماني من شارع في ضاحية برج البراجنة؟ هل سيطبّق شعار “نفذ ثم اعترض”؟ ما بعد بكين ليس كما قبل بكين، يا شيخ! والسعودية بتمون!